عن الحنقباز وأبو وسام وجعدان والبزون

ماذا عن الفيلق الثامن في جيش صدام؟

حتى عبودي عنده قصيدة

أن مكنتهم من رقاب الناس , ستكون أول ضحاياهم


عن الحنقباز وأبو وسام وجعدان والبزون

عند الكشف وبالوثائق الدامغة عن عمل الدوني سمير عبيد ( الحنقباز) لحساب المخابرات الصدامية, وردت العديد من الإشارات الى علاقته بشكل خاص مع المدعو أبو وسام, وتحديدا لقاء الحنقباز مع هذا الشخص في تونس أو مراسلته عبر المرتزق الصدامي المعروف في الدانمارك هاشم عبد الله ( أبو يحي) أو مباشرة عبر الفاكس...الخ *
بعد الكشف عن هذه المعلومات, ورغم أن ما نشر كان يكفي للدلالة على طبيعة العلاقة المخابراتية بين الحنقباز وأبو وسام, جرى بذل جهود خرافية, بكل معنى الكلمة, توزعت ما بين السويد والنرويج وبغداد والولايات المتحدة الأمريكية بهدف الكشف عن حقيقة المدعو أبو وسام, جهود ساهم فيها وبحماس العديد من العراقيين الشرفاء المعادين للعفلقية الهمجية, والحريصين على مستوى العمل ( مو الثرثرة!), في الكشف عن مرتزقة وحثالات صدام, وخاصة أولئك المرتزقة الذين يواصلون نشاطاتهم علنا وبمنتهى الصفاقة, بعد مرور أكثر من عام على سقوط سيدهم وتاج راسهم الزفر صدام, جراء عدم حرص وجدية الكثير ممن يزعمون العداء للعفالقة على مواجهة هولاء المرتزقة ومحاصرتهم بعارهم, بل حتى التفاخر بالعلاقة مع بعضهم, الى حد نشر صورهم المشتركة على شبكة الانترنيت !
من يتحمل المسؤولية عن هذا الوضع الغريب والشاذ؟! كيف يواصل مرتزقة صدام, بما في ذلك من يجري الكشف بالوثائق عن عمله لحساب مخابرات صدام, النشاط والعمل بمنتهى الحرية, كما لو بات الكشف عن عملهم لحساب المخابرات الصدامية, ( الحنقباز نموذجا) بمثابة وسام شرف, وجواز مرور للنشر ليس فقط في المواقع الصدامية المكشوفة على شبكة الانترنيت : كتابات وكادر الدعارة وشبكة مجاري الصراف...الخ وإنما في فضائيات العهر وصولا الى زمان بزون العفالقة وقناته للهجع والمجع؟!
والأكثر من ذلك, هناك أخبار لم تؤكد بعد, عن احتمال مشاركة الحنقباز في التحرك الذي يقوده اليوم فاضل الربيعي وسلام مسافر** بالتعاون مع المرتزق الصدامي المعروف معن بشوار لعقد مؤتمر للمثقفين من جماعة المكاومة في بيروت في غضون الأسابيع القليلة القادمة!
ومن يدري, قد يجري اختيار الحنقباز لعضوية الهيئة القيادية, والتي من المتوقع أن تباشر عملها لدعم المكاومة, باللقاء من جديد مع الطلي عزة الدوري في مكان اختفائه في حضن السفلة من الوهابيين في الفلوجة أو الرياض ( ماكو فرق!) بهدف تجديد الولاء والبيعة للقائد الهزيل ( أقصد الأسير!) ومناقشة ما جرى الاتفاق بصدده عند عقد اللقاء مع هذا الطلي قبل شهور معدودة من سقوط نظام العفالقة الهمج!
و....عودة الى الحنقباز وأبو وسام, بعد الجهد والتحري تم التوصل الى هذه المعلومة التي نأمل من وزارة الداخلية العراقية, متابعتها بكل جدية, بهدف الكشف وعلنا عن كامل شبكة المخابرات الصدامية في الدول الاسكندنافية, على أن تتولى وزارة الخارجية ملاحقة عناصر هذه الشبكة المجرمة وتقديم طلبات رسمية لتسفيرهم الى العراق بهدف تقديمهم للمحاكمة, ونيل جزاءهم العادل عما تسببت فيه تقاريرهم في تعريض العشرات من عوائل المعارضين لنظام العفالقة الى مختلف أشكال القمع والإرهاب والاعتقال وحتى إعدام العديد من أفراد هذه العوائل بجريرة نشاطات أبناءها في الخارج ضد نظام القمع والحروب والمقابر الجماعية.***
الاسم الحقيقي للمجرم أبو وسام هو : خالد محمد عبد الله,عقيد مخابرات, وكان مسؤولا عن ملف الدول الاسكندنافية في شعبة المغتربين في وزارة الخارجية العراقية , هذه الشعبة التي قرر نظام صدام إنشاءها, للأشراف على عمل من تم شحنهم للخارج ومن مختلف الاختصاصات ( ومن بينهم عدد غير قليل من المثقفين!), لقيادة ما سمي يوم ذاك معركة كسب المغتربين ( قادسية المنافي) بالاعتماد المرتدين من جماعة سيد تحالف وجبار زراب الكبيسي وعبد المركوب الركابي..الخ ، وذلك ومباشرة بعد اللقاء الذي جرى بين المجرم سعدون حمادي وعدد من أبرز عناصر المخابرات العراقية في الدول الاسكندنافية, على هامش مؤتمر التنمية الدولي الذي عقد في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن عام 1995.
نكشف هذه المعلومة, وسنواصل كشف المزيد والمزيد, دون أن نبالي بالتهديدات الأخيرة الطايح حظها لمرتزقة صدام, من قبيل التلويح بقدراتهم على الوصول الى الملايين من العراقيين عبر الفضائيات والانترنيت, لحرك فلمي دون أن أتمكن من الرد أو الدفاع عن نفسي...الخ هذا الخريط! كما لو أن جلاب صدام ومنذ سنوات عديدة كانوا يعتمدون غير هذه الأساليب القذرة والمنحطة لمنعي من مواصلة التعبير عن قناعاتي ومواقفي! وصدقا شخصيا أتوقع كل شيء....كل شيء من هولاء السفلة الأنجاس, دون أن يؤثر ذلك كفيلكم رب العباد, قيد أنملة على مستوى إصراري وحماسي على مواصلة عملي, إلا إذا قرر الأخ عزرائيل التعاون مع مرتزقة صدام, والاستجابة لدعواتهم ويقصف عمري فجعأة !
السؤال الذي يهمني معرفة جوابه, في ظل هذا الاهتمام الاستثنائي بالحنقبوز من قبل قناة الجزيرة لسان حال الإرهابيين**** وكل هذا التلميع لموضوعات الحنقباز الطايح حظها, في زمان بزون العفالقة: هل يجهل البزون أبو الكعب العالي, حقيقة عمل الحنقباز مع المخابرات الصدامية, إذا كان لا يعرف, لماذا إذن هذا الاهتمام الاستثنائي بهذا الحنقبوز, مباشرة بعد الكشف عن عمله لحساب المخابرات الصدامية؟! إما إذا كان على علم بعمل الحنقباز مع المخابرات الصدامية, هل يعني ذلك أن بزون العفالقة, يعرف بدوره طبيعة عمل ونشاط أبو وسام في الخارج, ومن يدري ربما يجري تقديم هذا المجرم ( أبو وسام) على أساس أن سيادته كان من ضمن المناضلين ضد صدام من جوه القنادر, عفوا أقصد من جوه العبايه, تماما مثل المجرم جعدان مدير الشرطة في مدينة الفلوجة في زمن صدام, والذي واصل عمله المعتاد, على أساس من الزعم أن سيادته, كان يتعاون مع المعارضة من جوه القنادر, أقصد العبايه, قبل أن يتم الكشف لاحقا, عن دوره في تأمين دخول العشرات من الإرهابيين الى الفلوجة, وتأمين كل ما يحتاجونه من المساعدات للمباشرة, بقتل العراقيين انتقاما لسقوط سيده وتاج راسه الزفر صدام!! *****
بعيدا عن كل ما تقدم أعلاه من إفراط بالجدية التي تلعب النفس! دعونا نتوقف عند ما هو أهم من كل ذلك, بس ممنوع الضحك يخليكم الله !
بعد نشر تعليقي حول ما يجب اعتماده للتعامل مع من يحرضون على القتل والتخريب في العراق, والذي تضمن كما هو معروف اللجوء الى القوانين السائدة أولا وأستخدم الحق المشروع في الدفاع عن النفس, عبر الرد بسلاح تفو مادونا والنعال أو الشحاطة, إضافة الى السلاح الممنوع ذكره حرصا على مشعول الصفحة الزوق العام, بعد نشر هذا التعليق مباشرة, والعديد من التعليقات الأخرى وخاصة للزملاء داود البصري وعمر قادر عزيز وسلام العتيبي ومعن الشمري, تقدم الحنقباز بشكوى عاجلة الى الشرطة النرويجية, متهما العديد من العراقيين الشرفاء في النرويج, بتهديد حياته الطايح حظها بالخطر, وعلى النحو الذي توقف عنده بشيء من التفصيل الزميل سلام العتيبي في موقع صوت العراق مؤخرا. الجديد على هذا الصعيد ( وأقسم على صدق هذه المعلومة) أن اتهامات الحنقباز شملت العبد لله والمشرف على موقع البرلمان العراقي الدكتور هاشم أحمد, بذريعة أن ما جاء في سياق تعليقي عن الأسلحة الواجب استخدامها ضد حثالات صدام, تنطوي على تحريض واضح وخطير مو شلون ما جان, بهدف منعه ( منع الحنقبوز!) من التعبير عن موقفه المساند للعملية الديمقراطية في العراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية!
وبصراحة, منذ إبلاغي بهذه المعلومة, داعيكم دايخ جدا ,ولا يدري ما العمل, في حال استدعائي للشرطة! ترى كيف سيكون بمقدوري أن أشرح طبيعة ا الأسلحة الواجب استخدامها ضد حثالات صدام, وخاصة السلاح الممنوع ذكره حرصا على مشعول الصفحة الزوق العام! في حال تقديم تفاصيل عن هذه الأسلحة وخاصة الثالث, بالكلام مع الإشارة, أكيد سوف تثبت على داعيكم وبالدليل القاطع تهمة ( المو مؤدب) ويجري منعي من الكتابة لكي يرتاح الجميع من العراقي الفصيح! إما إذا حاولت أن اشرح لمدير الشرطة, كيف يجري استخدام السلاح الثالث بشكل عملي يعني مع التنفيذ, أكيد يشمروني بالسجن, بتهمة محاولة اغتصاب موظف حكومي وجماله مدير شرطة و.....صدقوني مادونا المرادي طلعت هوايه أشرف من الحنقباز, إذ لم تتقدم البربوك بشكوى للشرطة, وعلى العكس من ذلك ( واقسم لكم ثانية على صدق ما أقول) أرسلت تتساءل بتحد وسخرية: وين هم لعد جماعتك الجبناء؟! ولا أدري صدقا ما إذا كانت مومو ( أسم الدلع لمادونا) مشتهيه من الأسلحة, الأول ( تفو مادونا) لو الثاني ( نعال شحاطة) أو الثالث الممنوع ذكره حرصا على مشعول الصفحة الزوق العام! على ذكر البربوك مادونا, قررت المغنية الشهيرة مادونا ( واقسم لكم ثالثة على صدق ما أقول) الاستغناء عن هذا الاسم للعديد من الأسباب من بينها, ربما ( منو يدري) الشعور بالعار من هذا الاسم, بعد أن نجح داعيكم في جعله موضع تندر وسخرية على شبكة الانترنيت!

سمير سالم داود الأول من تموز 04

* مو غلط الواحد يعيد التذكير ببعض ما تم نشره من الوثائق الدامغة التي تؤكد العلاقة بين الحنقبوز وأبو وسام اللي طلع عقيد مخابرات صدامي ومسؤول ملف الدول الاسكندنافية في شعبة المغتربين في وزارة خارجية صدام! مع وثيقة جديدة ( صورة!) للحنقبوز ( بدون شوارب!) خلال وجوده في تونس, وهناك صور أخرى ممنوع نشرها حرصا على مشعول الصفحة الزوق العام ! حكاية الحنقبوز
** من بين جميع المثقفين العراقيين الذين عاشوا طويلا في موسكو, ترى من يملك الجرأة ويكتب جم سطر عن هذا السلام مسافر؟! مجرد سؤال عفو الخاطر كفيلكم رب العباد, ولا ....تصدكون بسالفة عفو الخاطر!
*** نتمنى أن يتولى متابعة هذه المعلومة واحد مو عفلقي ممن جرى إعادتهم الى العمل من أجل الاستفادة من خبراتهم في بناء الديمقراطية في العراق!
**** كشف مواطن سعودي جرى اختطافه من قبل الإرهابيين داخل العراق, ونجح بالهرب لاحقا بعد مهاجمة القوات الأمريكية للمكان الذي كان محتجزا فيه, كشف تفاصيل مذهلة عن العلاقة الوثيقة بين الإرهابيين ومراسلي قناتهم ( الجزيرة), وبشكل يؤكد ما هو سائد من الاعتقاد حول هذه العلاقة, ليس فقط نتيجة دور ( الجزيرة) في التحريض على القتل والتخريب , ولا حتى على صعيد بث أفلام الفيديو ( خطابات أبن لادن ومشاهد الذبح...الخ) وإنما في توقيت وجود مراسلي الجزيرة, في موقع عمليات القتل والتخريب مباشرة بعد تنفيذها من قبل الإرهابيون في العراق!
***** لواء الشرطة (جعدان) كان ولغاية سقوط صدام, مسؤولا ً حزبيا ً لشرطة محافظة الرمادي, ومسؤولا ً لمكتب الأمن في فرع الرمادي, وبات بعد التاسع من نيسان 03 مدير شرطة المحافظة, لمجرد أن هناك واحد ( شريف جدا!) من مناضلي أحزاب موديا 91 زعم كذبا, بوجود علاقة تربطه مع الرفيق ((جعدان )) والذي كان هو الأخر وفقا لهذا الزعم ممن يعملون سرا للإطاحة بولي نعمته وسيده ومولاه!



ماذا عن الفيلق الثامن في جيش صدام؟

في ختام الحديث حول ما يسمى إعادة تأهيل الكثير من كوادر وعناصر الأمن والمخابرات وسائر المؤسسات القمعية الصدامية الأخرى, بزعم الاستفادة من خبرة هذه الكوادر والعناصر, في بناء الديمقراطية في العراق, والتأكيد على أن هذه الكوادر والعناصر, لا تملك من الخبرة, ما هو أكثر من إشاعة الرعب والخوف في النفوس وممارسة أبشع وسائل التعذيب والقتل, تساءلنا : ماذا عن الفيلق الثامن في جيش صدام, الجهاز الرديف لجهاز القمع, والذي كان عمليا يضم جميع العاملين في الأجهزة والدوائر التي كانت تمارس تعذيب واضطهاد العقل العراقي, وخاصة نجوم فيلق صدام الإعلامي, هذا الفيلق الذي كان عمليا يقود بالتنسيق مع أجهزة القمع, الألوف من العاملين في الميدان الثقافي, ومن مختلف الاختصاصات, أدب, فنون, أعلام, التربية والتعليم, مراكز الأبحاث والدراسات...الخ؟!
إذا كان جهاز القمع الصدامي, يتولى مهمة تعذيب أو تصفية الجسد العراقي, فأن مهمة الجهاز الإعلامي ( الدعائي تحديدا) كانت قصف العقل العراقي, على مدار ساعات الليل والنهار, بهدف تطويعه بما يتناسب مع متطلبات ثقافة القمع والاستبداد, وبما يضمن تحويل العراقي الى رقم في قطيع من أشباه البشر , لا يستطيع الواحد منهم أن يردد ,حتى في سره, كلمة السيد الريس إلا مقرونة بعبارة : حفظه الله ورعاه ؟!
هل يمكن حقا لكوادر وقيادات هذا الفيلق, وبعد سقوط الطاغية , تحويل جهدهم في ميدان الأدب والفن....الخ وما يملكون من قدرات وإمكانيات, لخدمة انتقال المجتمع العراقي نحو الديمقراطية؟! قبل الرد على هذا السؤال, دعونا أولا نتجنب الإطلاق والتعميم, في الحديث عن المثقفين, سواء من ظل ولغاية سقوط النظام داخل الوطن, أو أولئك الذين كانوا ولغاية خروجهم من الوطن قبل ما يزيد قليلا عن العقد من الزمن, بعضا من نجوم فيلق صدام الإعلامي. قدر تعلق الأمر بالمثقفين, ممن ظلوا داخل الوطن, من الخطأ, فادح الخطأ بتقديري,التعامل بالمطلق عند الحديث عن هولاء المثقفين, لان ميدان العمل الثقافي ومها كانت سطوة عصابة العفالقة, ظل يتميز دائما, بتباين حاد في الموقف ومدى الاستعداد, للمشاركة في تزييف الوعي العراقي, وهناك العشرات من المثقفين ممن لاذوا بالصمت قدر المستطاع, في ظل عصابة كانت تطارد صمت المثقف, بالأغراء والترهيب والوعيد...والسجن والتشهير وحتى الرصاص, إذا لم يرضخ ويستجيب!
ومن السهل للغاية ممارسة العنتريات والحديث عن المواقف والشطب على إبداع هذا المثقف أو ذاك, بالاستناد الى قصة تمجد القادسية,أو لوحة تشكيلة لوجه الطاغية....الخ ما يمكن أن يكون موضع إدانة هذا المثقف أو ذاك, من قبل من يرتدون زورا عباءة النقد, وممارسة ما يسمونه تحليل النص بمعزل عن الواقع المعاش, الواقع المعاش الاستثنائي الى حد اللعنة, في ظل جحيم نظام العفالقة الهمج !
مثل هولاء ( النقاد) بين قوسين , لا يختلفون في واقع الحال عن نجوم وكوادر فيلق صدام الإعلامي, ممن كانوا يطاردون المثقف العراقي الذي لم ينجح في الفرار من الجحيم, ويحاصرونه بكل ما انطوت عليه نفوسهم من القذارة, ما بين أن يرضخ وينفذ ما هو مطلوب للتعبير عن الولاء للطاغية وحزب العفالقة, أو يظل يتجرع الرعب حد الثمالة, قبل أن يساق عنوة الى جبهات الموت الأمامية, لحروب صدام التي لا تنتهي, وحيث البقاء على ما يسمى الحياة, مجرد ضربة حظ, إذا كان للمرء أن يعد معايشة المثقف المرهف الإحساس للموت يوميا في حرب قذرة, ضربا من الحظ!
ومن السخف منتهى السخف, عدم إدراك كل ذلك, وتلمس حجم عذاب ومعاناة المئات من هولاء المثقفين العراقيين, وما يتجرعونه من الحزن حتى بعد سقوط النظام المقبور, لمجرد إجبارهم على المساهمة بهذا القدر أو ذاك, في مجهود الدعاية الصدامية, حتى على صعيد رسم صور الطاغية أو الضابط التكريتي مسؤول التوجيه السياسي, أو قائد المعسكر وما دونه من الضباط الواحد بعد الأخر ,وصولا الى العريف ونائب العريف وزوجة مدير الحانوت, وكل ذلك من أجل البقاء فقط طوال ثمانية أعوام, في الخطوط الخلفية بعيدا عن ساحات الموت المجاني في محرقة القادسية!
هولاء المثقفين الذين ظلوا داخل الوطن لغاية سقوط النظام المقبور, وعاشوا تفاصيل المحنة وتجرعوا كل صنوف المرارة والقهر ,ينبغي العمل على تحريرهم من الشعور بالندم, وعلى العكس تقديم كل ما يمكن من العون لمساعدتهم على المساهمة وبقوة في تحرير العقل العراقي من وساخات الثقافة العفلقية, ثقافة الخاكي والمسدس, باعتبارهم كانوا شهودا أحياء على خراب المشهد الثقافي في ظل نظام العفالقة الهمج, كما يمكن من خلال شهادتهم بالتحديد, أن نتعرف على الكثير من المبدعين, الذين نجهل ولا نعلم عددهم , ممن اختاروا عدم الكشف عن مواهبهم الإبداعية, خشية من إرغامهم على خدمة وضع مواهبهم في خدمة الطاغية, والمشاركة بتحويل عار هزائمه الى التي لا تنتهي الى وهم الانتصارات والأمجاد....الخ
قدر تعلق الأمر بالمثقفين الذين غادروا العراق بعد عام 91, والعديد منهم يتصدر اليوم واجهة المشهد الثقافي العراقي على شبكة الانترنيت, من الخطأ, فادح الخطأ بتقديري,التعامل بالمطلق أيضا عند الحديث عن هولاء المثقفين, لان ذلك ( منطق الإطلاق والتعميم) ينطوي على قدر كبير من الإجحاف والضرر ! وبالتالي ينبغي التمييز بوضوح شديد, بين من أختار الصمت, جراء عدم قدرته على تجاوز محنة ما قدمه من مساهمات في وسائل الدعاية الصدامية, ومن أختار بصدق وشجاعة الكشف عن تجربته الخاصة لتبيان حجم خراب المشهد الثقافي في ظل نظام العفالقة الأنجاس, والعديد من هولاء المثقفين, ساهموا ولا يزالون في النضال بحماس وفعالية ضد ثقافة العفالقة والعمل من أجل إقامة الديمقراطية في العراق. وبين من أختار الصمت أو العمل بفعالية ضد ثقافة العفالقة الهمج, هناك البعض الثالث الذي غادر الوطن أساسا للمشاركة في قادسية المنافي, التي أطلقها المجرم عدي ( رئيس اتحاد الأدباء , الصحفيين, الشباب .....الخ) تحت شعار معركة كسب المغتربين!
هذا البعض, وهو غير قليل, بالاعتماد على أساليب التسويق والإعلان....الخ ومن خلال التركيز على ما مضى من تأريخهم النضالي قبل أكثر من قرن, وعلى ما يربطهم من العلاقات الصداقية ( بالاستناد الى أيام زمان!) مع هذا المثقف أو ذاك من المثقفين الذين يحتلون صدارة المشهد الثقافي باعتبارهم مناهضين للغفلقية الهمجية, هذا البعض استطاع الحصول على التزكية المطلوبة ثقافيا وسياسيا واجتماعيا للنفاذ الى داخل قلعة العمل الثقافي والسياسي في الخارج, لممارسة دور حصان طراودة (لفتح باب القلعة بنص الليل) لتسهيل تسرب المزيد والمزيد من جنود فيلق صدام الإعلامي, من الكتاب والصحفيين والفنانين الى الوسط الثقافي والعقل العراقي في الخارج, ومن خلال تبني مواقف لا يعوزها التطرف, من حيث اللفظ, وأن كانت لا تعكس تبدلا في جوهر الموقف, من حيث المنطلق والأساس!
السؤال: كيف السبيل للموازنة, ما بين ضرورة التمييز بين المواقف وحجم الجهد في إطار فيلق صدام الإعلامي, لمن ظل من المثقفين في الداخل لغاية سقوط النظام؟! وكيف السبيل الى البحث عمن أختار الصمت, وحتى عدم الكشف عن مواهبه خوفا من اعتباره في عداد المثقفين, من أجل أن يظل بعيدا عن عار العمل مع فيلق صدام الإعلامي؟! كيف السبيل للكشف عن من غادروا الوطن للمشاركة في قادسية المنافي, وخاصة من تمكنوا من النجاح في تصدر واجهة المشهد الثقافي العراقي على شبكة الانترنيت, على الرغم من أنهم كانوا ولغاية مغادرة الوطن بعضا من المتقدم من نجوم فيلق صدام الإعلامي ؟!
سؤال أتمنى التوقف عنده, من قبل جميع المثقفين الذين يعملون وبكل جد من أجل تحرير العقل العراقي من تبعات الخضوع طويلا لسموم الثقافة العفلقية, ثقافة الخاكي والمسدس و...الله يخللي الريس! لان ذلك مهم للغاية وأكثر من ضروري خاصة, خاصة خلال القادم من الشهور, الحاسمة في تاريخ العراق, والتي سوف تشهد تصاعدا محموما للعفالقة الهمج لفرض وجودهم الكريه على الصعيد السياسي وعلى الوعي العام العراقي بالاعتماد وبشكل استثنائي على وسائل الدعاية المختلفة, وخاصة القنوات الفضائية والصحف وشبكة الانترنيت...الخ
و......باريت أن يتوقف عنده كذلك, وبالملموس من الأمثلة, البعض ممن ما عندهم شغل وعمل سوى تحليل أسلوب سمير سالم داود الحاد جدا, مثل السيف البتار, والمو مؤدب جدا مثل .....مثل....خللي أنكول مثل أروى فردوس الكمالي, التي بدون خجل أو حياء, عبرت مؤخرا عن غضبها الشديد, من تكريس داعيكم كل الموز فقط لمادونا والحنقباز وملكة جمال البطيخ, كما لو أن العبد لله تاجر موز, أو مسؤول على تلبية احتياجات كل حثالات صدام للموز الصومالي!


سمير سالم داود 27 حزيران 04



حتى عبودي عنده قصيدة

عبودي, حشه كدركم, هو عبد الرزاق عبد الواحد صدام, الذي كانت مهمته الأساس في ظل نظام العفالقة وطوال 35 عاما, الترفيه عن طاغية العراق, بترديد ما يشتهيه من الشعر, وبحيث يشاع على نطاق واسع, أن صدام, عندما كان يتعكر مزاجه الدموي, يأمر بجلب عبودي الى القصر لكي يجفته, يجفته قصيدة, مو يروح فكرك للبعيد, وتورطني مع جماعة المو مؤدب من التعبير!
عبودي وعشية سقوط من جعله في مصاف الآلهة والأنبياء, شلع بطرك الدشداشة الى باريس, خوفا من أن يوكع بيد الناس ويشبع نعل وتفال والمقسوم من هذا الممنوع ذكره حرصا على مشعول الصفحة الزوق العام!
وطوال عام ظل عبودي, لا حس ولا خبر, وبحيث تصورت مادونا أن عبودي يمكن أن يكون موجود في الفلوجة (لتحميس) رجال المكاومة, على الرغم مما هو معروف عن جبن عبودي وبحيث يقال والعهدة على الحنقباز, أن عبودي ذات يوم زرب بنص القصر وبحضور الطاغية لمجرد أن صدام ردد : ها ....ها .....ها .....عبووووووووووودي شنهي مقصدك, وذلك بعد أن فشل في فهم مقطع من قصيدة لشاعره الهمام!
المهم عبودي ظل مختفيا عن الأنظار ,الى أن تقرر أن يطلع من جديد الى السطح بهدف إعادة تسويقه من جديد الى المشهد الثقافي, في عراق ما بعد صدام, مثلما هو الحال هذه الأيام, مع العديد من نجوم فيلق صدام الإعلامي!
وهكذا فجعأة طلع عبودي بتونس يلقي الشعر! و....عبودي يقره والحضور يبجون, عبودي يقره والحضور يعيطون, وأقسم لكم, أن ذلك ما سطره مرتزق صدامي من تونس في سياق عرض وقائع الأمسية الشعرية لعبودي قبل أسابيع في العاصمة التونسية, التي كانت المحطة الأولى في عملية التسويق, ومن تونس الخضراء وبعد أن غرك عبودي شوارعها بالدموع وهو يستعيد مع الجماهير العريضة وهج ذكرياته عن قصائده التي كان يرددها في حضرة الطاغية, تقرر سفره الى حضن عفالقة الشام, لكي تكون المحطة التالية في عملية تسويقه أو شحنه عبر مرتزقة نظام العفالقة الهمج في الخارج, بالتعاون مع قناة البزاز للهجع والمجع وسواها من قنوات العهر الفضائية والمواقع الصدامية على شبكة الانترنيت!
السؤال: هل يمكن حقا وفعلا تصور وجود إمكانية على قدرة عبودي أو سواه من نجوم فيلق صدام الإعلامي على مواصلة وجودهم في إطار المشهد الثقافي في عراق ما بعد صدام؟!
قبل الرد ومن أجل تقديم ما يكفي لتوضيح اللاحق من السطور, دعونا نمارس تبسيط الأمر الى أبعد الحدود, ونتحدث عما يمكن أن يحدث لمن يسقط من الناس في المستنقع, حتى لو كان مستنقع عادي وليس مستنقع نظام العفالقة الهمج, وبغض عن السبب أو الأسباب!
بعبارة أخرى,ماذا يحدث حين يسقط الإنسان في مستنقع للمياه الآسنة, مصدرها شبكة تصريف المجاري العامة للمياه القذرة التي ترتبط بكل التواليتات في عموم القطر؟!
أكيد يتوسخ من فوك وجوه, خاصة إذا ظل راقدا في المستنقع فترة طويلة, وطويلة جدا من الزمن, وبحيث يتشبع ليس فقط الظاهر من جسده, وإنما حتى مسامات جسده وعروقه ودماغه بالوساخة, الى أن يغدو مدمنا على السيان, ويتخلى مع مرور الوقت, ليس فقط عن محاولاته للخروج من المستنقع, وإنما تستهويه لعبة مطاردة من شاء حظهم العاثر العيش من حول المستنقع بالسيان والفشار, داعيا الجميع الى مشاطرته متعة العيش حيث هو, من أجل أكتشاف روعة الحياة وسط الوساخة!
ترى ماذا سيحدث ,حين يتعرض المستنقع الى الجفاف, بفعل قطع المجرى الرئيسي لتصريف المياه القذرة (صدام ونظام العفالقة)؟! يعني : ما هو السبيل المتاح لعبودي وسواه من نجوم فيلق صدام الإعلامي, من ظل ومن غادر, للتخلص من وساخات وقذرات العيش في هذا المستنقع طوال 35 عاما؟!
هل يمكن لهذا حشه كدركم, الوسخ من فوك وجوه ومو شلون ما جان, أن يتطهر من قذرات الجسد والروح, دون إرغامه على الاستحمام جم سنة في حمام عراقي من صدك, مع التدليك لمن يرغب, وما هو أكثر من التدليك, لمن يحب ويريد ويشتهي؟!
وهل هناك حقا غير هذا السبيل, إذا كان عبودي وسواه من نجوم فيلق صدام الإعلامي , يريدون ويسعون حقا, ليس فقط العمل من جديد في الوسط الثقافي, وإنما حتى العودة والعيش مثل البشر بين الناس في عراق ما بعد تاج راسهم الزفر صدام؟!
صدقا لست من دعاة نصب مشنقة, لكل مثقف عفلقي نذل, ساهم وقاد عملية تشويه وتخريب الوعي العراقي, وشارك بكل قذارة في جريمة إشاعة ثقافة القمع والاستبداد العفلقية, ولا حتى من دعاة حرمان مثل هذا المثقف النذل, من حق العيش بسلام في عراق ما بعد صدام, ولكن المثقف العفلقي الذي ساهم بتخريب العقول, وعمل كل ما في وسعه, على مطاردة الشرفاء من المثقفين, وتدجين من استطاع تدجينهم بهدف دوام خراب المشهد الثقافي العراقي, هذا المثقف العفلقي الذي كان دوره القذر ضد الإنسان العراقي, لايقل خطورة, عن دور مجرمي أجهزة القمع الصدامية, كان شاهدا على تفاصيل الجريمة, وما حدث طوال 35 عاما من القهر والضيم والوجع العراقي, هذا المثقف العفلقي, كيف يمكن أن يدعونا مثل ما يفعل فاروق سلوم وسواه على صفحات مستنقع النصاب الزاملي, ليس الى تجاوز دورهم في الماضي, وإنما على العكس من ذلك, التفاخر بما حققوه من إنجازات طايح حظها وما حصلوا عليه من شهادات طويلة عريضة في ظل نظام العفالقة ...الخ
بالعراقي الفصيح: هل ترانا نطلب المستحيل من نجوم فيلق صدام الإعلامي, إذا ما اشترطنا للتعامل معهم باحترام مثلما يريدون, مطالعة شهادتهم عن دورهم في إشاعة ثقافة العفالقة الهمج, ثقافة الخاكي والمسدس, ودورهم في تخريب المشهد الثقافي العراقي طوال 35 عاما من حكم الأنجاس من العفالقة الهمج؟! وقبل هذا وذاك هل تراهم قادرون على العودة الى عالم البشر, قبل أن يتخلصوا أولا من كل ما علق بأرواحهم وعقولهم وأجسادهم من ادرأن ووساخات مستنقع الثقافة العفلقية؟!


سمير سالم داود 25 حزيران 04



أن مكنتهم من رقاب الناس , ستكون أول ضحاياهم

جريمة قتل الشباب من مدينة الثورة في الفلوجة يوم أمس والتمثيل بجثثهم, ونباح مجرم برتبة معمم عبر قنوات القتل والتخريب الفضائية, في تبيرير هذه الجريمة ودعوة هذا السافل وسواه من الأنجاس الى تفهم حالة ما أسماه, غضب الناس ضد الأمريكان ومن جاء على ظهر دبابات الأمريكان..... الخ ما يردده كل السفلة ممن يحرضون ويجاهرون ويمجدون عمليات القتل والذبح في العراق, ومنذ سقوط صدامهم يوميا عبر قنوات العهر وفي الصحف وعلى شبكة الانترنيت!
هذا الذي حدث بكل بشاعاته, لم يحدث للمرة الأولى, ولن تكون الأخيرة بالتأكيد! لذلك دعونا نقولها بصريح العبارة والحاد من العبارة: أن مشاركة عناصر من الشرطة ( الجديدة!) في الفلوجة وعلنا في تنفيذ هذه الجريمة البشعة, لم يكن من قبيل خطأ التقدير أو فساد يعض الذمم, وإنما تجسيد لما يجري وما هو معروف للجميع دون الإعلان عن ذلك , حول الدور القذر الذي تمارسه عناصر الشرطة ( الجديدة) وقياداتها ( اللي على أساس مو صدامية!) في التغاضي عن عمل القتلة من حثالات النظام المقبور, وتسهيل تسلل الإرهابيين من المطايا المجاهرين بالقتل, الى الفلوجة وأنحاء عديدة أخرى من محافظة الرمادي, بالتعاون والتنسيق مع المخابرات السورية عبر معبر القائم, وتقديم كل ما هو مطلوب لتمكين كوادر وقادة أجهزة القمع الصدامية وعصابات طالبان ,ليس فقط في فرض نفوذها بالقوة, والتحكم بمصير الفلوجة, وأجزاء واسعة من المناطق الغربية من العراق, وإنما التخطيط وتوفير كل ما هو مطلوب لتنفيذ عمليات القتل والتخريب في بغداد والجنوب وكوردستان.
أن ما يحدث في الفلوجة, ومنذ سقوط نظام العفالقة الهمج, وبشكل خاص منذ عودة حرس صدام الجمهوري الى المدينة, بات بمثابة, تدريب عملي على ممارسة القتل والذبح والحرق, وتجسيد بالصورة والصوت, لما سيحدث في باقي ربوع العراق, إذا لم يجري مواجهة هذا الخطر وقبره في مهده, وقبل فوات الأوان! خاصة وأن هذا الخطر يتهدد مستقبل العراق بفادح الضرر , ويضع أكثر من علامة استفهام حول إمكانية المباشرة في تحقيق العملية الديمقراطية!
أن إسراع بعض الكتبة من الجهلة,على إدانة ما حدث يوم أمس , من منطلقات طائفية طايح حظها, دون أدراك ( أو ربما عن وعي!) أن ذلك بالتحديد يخدم ما تريد القوى الوهابية تحقيقه من أهداف شريرة لجر شيعة علي الى حرب الطوائف, الذي عجزت من تحقيقه رغم كل عمليات القتل ذات الطابع الطائفي المفضوح, والتحريض على حرب الطوائف الذي تمارسه قنوات القتل والإرهاب الفضائية ومنذ سقوط نظام العفالقة الهمج !
وفي الوقع محاولة إضفاء طابع طائفي, على هذا الذي حدث في الفلوجة, إنما تستهدف مرة أخرى, تحويل الانتباه عن مربط الفرس, وبالتالي قطع الطريق ومن جديد على السؤال الأساس: هل يمكن حقا, الاعتماد على كوادر وعناصر الأجهزة القمعية للنظام العفلقي المقبور, وبحيث يشاركون في حماية وحراسة فجر الديمقراطية الطالع في العراق؟! هل يمكن حقا, لمن كان وطوال 35 عاما, لا يملك من المواهب سوى الحقد, ولا يجيد غير ممارسة التعذيب والقتل, أن يتحول بين ليلة وضحاها, من ذئب متوحش الى حمل وديع, ومدافع أمين عن صيانة الحريات العامة وحقوق الإنسان في العراق؟!
دعونا نستفيد من تجارب الشعوب الأخرى, ولنتساءل : لماذا فشلت عملية إعادة البناء, التي قادها غرباتشوف, من إنقاذ النظام (الاشتراكي) من السقوط عام 91؟! ولماذا فشل خروتشوف قبل أكثر من أربعة عقود من الزمن, في تحقيق ذات الهدف, إنقاذ الاتحاد السوفيتي من الانهيار من الداخل, بعد أن قاد أول محاولة شجاعة للتخلص من جميع تبعات نظام القمع الستاليني, الذي فرض واحدا من أبشع الدكتاتوريات على الشعوب الروسية والعديد من الشعوب الأخرى في أسيا وأوربا؟! هل كان من قبيل المصادفة, الإجهاز على محاولة غرباتشوف ومن قبله خرشوف من دخل القلعة, ومن قبل كوادر الحزب الشيوعي الحاكم بالتعاون مع قيادات جهاز المخابرات ؟! وهل هناك من يستطيع أن يتجاهل الدور التخريبي لكوادر العهد الملكي المباد في وضع العقبات والعراقيل أمام تحقيق أهداف ثورة الرابع عشر من تموز, وعرقلة تنفيذ قراراتها الثورية, وخاصة قي ميدان محاربة الإقطاع....الخ والعمل على تقديم العون للعفالقة الأنجاس في الإجهاز على وبعد أقل من خمسة أعوام على عملية التغيير التي حققت للعراق والفقراء في العراق الشيء الكثير رغم العثرات والمصاعب والعقبات.
الأمر لا يتعلق بالحديث عن العوامل الخارجية وتحديدا, دور القوى الإمبريالية ....الخ هذه التبريرات التي لايمكن أن تغطي على السبب الأساس لفشل جميع المحاولات الفوقية الرامية, لفرض التغيير الجذري, على صعيد الدولة والمجتمع, في هذا البلد أو ذاك, بالاعتماد على كوادر وقيادات جهاز الدولة القديم!
ذلك ضرب من العبث,ومن رابع المستحيلات عمليا, تحقيق النجاح, حتى في إطار الحد الأدنى, في أجراء التغيير جذريا, لبناء نظام ديمقراطي في العراق, أو حتى بناء الديمقراطية في شكلها الجنيني, على أنقاض نظام العفالقة الهمج, بالاعتماد على جهاز دولة ونظام العفالقة, هذا الجهاز الذي كان العامل الحاسم في ضمان وجود واستمرار نظام العفالقة بكل حروبه العبثية ومقابره الجماعية وسجونه وقمعه وإرهابه....الخ البشاعات التي جعلت من العراق : الوطن والناس: يعيش على حافة الحياة, حيث العراقي ظل طوال 35 عاما يتجرع عذاب ما هو أيشع من الموت: الخوف من الموت كل يوم!
ما حدث في الفلوجة يوم أمس, يعيد السؤال من جديد: ما هو مغزى هذا الإصرار على الحديث عن ما يسمى إعادة تأهيل كوادر وعناصر أجهزة المخابرات الصدامية وسائر الأجهزة والمؤسسات القمعية التابعة, بما في ذلك مراكز البحوث والدراسات ...الخ على أساس أن هناك إمكانية للاستفادة من خبرة هذه الكوادر والعناصر, في بناء الديمقراطية في العراق , رغم أدارك حتى المطايا, أن هذه الكوادر والعناصر, لاتملك ( بدليل ما حدث ويحدث في الفلوجة) من الخبرة سوى ممارسة التعذيب والقتل, ولا يمكن مطلقا بالتالي أن تشارك في بناء الديمقراطية في العراق؟!
أن كوادر وعناصر الأجهزة القمعية لنظام العفالقة الهمج, سواء ممن يرتدون ثياب طالبان والوهابية اليوم في الفلوجة وسائر المناطق الغربية من العراق بقيادة هيئة علماء الذبح والتمثيل بالجثث, أو مجرمي فدائي صدام وشباب عدي من يرتدون ثياب جيش المهدي في الوسط والجنوب, أو عملاء أنقرة في الوسط التركماني ممن يرتدون ثياب شيعة علي في كركوك, أو مجرمي القاعدة ممن يرتدون ثياب حزب الله في كوردستان, قدموا ومنذ سقوط سيدهم صدام, ما يكفي من الأدلة والشواهد وعلي حساب حياة الآلاف من الضحايا الأبرياء, أن لديهم من الحقد ومن الإمكانيات, والدعم من دول الجوار, ما يكفي لتهديد محاضر ومستقبل العملية السياسية, الهادفة الى إرساء دعائم التجربة الديمقراطية في عراق ما بعد نظام العفالقة الهمج!
وإذا كان رئيس الوزراء العراقي, السيد أياد علاوي, كاد أن يدفع حياته, ثمنا لتأكيد صدق انتقاله بعيدا عن مستنقع النظام العفلقي,جادا بالفعل في العمل من أجل الديمقراطية, ومعارضا حقيقيا لجوهر العفلقية الفاشي والشوفيني والطائفي, ,لابد إذن أن يجسد ذلك بالملموس من الفعل وليس بترديد الكلام والتغني بالديمقراطية ....الخ وما من سبيل لتجاوز الكلام الى الفعل, سوى أن يبادر ويعلن تخليه عن جميع أوهامه, بوراثة حزب العفالقة الأنجاس, ويسعى عوضا عن ذلك الى كسب احترام وتقدير ضحايا النظام الصدامي, ويتوقف بالتالي عمليا, عن سعيه لتسهيل عودة العفالقة ( كما يجري اليوم وبشكل محموم) للتحكم في مفاصل الدولة والمجتمع, والذي يتولى سعد البزاز عبر زمانه العفلقي وقناته الفضائية للهجع والمجع, التمهيد إعلاميا الى تحققه على ارض الواقع !
بالعراقي الفصيح: ما من سبيل سوى أن يختار رئيس الوزراء العراقي, وقبل فوات الأوان, ما بين العمل مع الملايين من ضحايا النظام العفلقي, أو التعاون مع حثالات الأرض من العفالقة الأنجاس,الذين والله أن مكنهم من التحكم برقاب الناس من جديد, سيكون بالتأكيد أول ضحاياهم!

سمير سالم داود 15 حزيران 04

هامش: باعتبار أن العبد لله, واحد عملي مو شلون ما جان, أعتقد قدر تعلق الأمر بالعاملين في أجهزة الأمن والمخابرات وسائر أجهزة القمع الصدامية من أعلى رتبة الى أصغر الشرطي ...الخ طالما من المستحيل أن تعود هذه الوحوش الى سويتها الآدمية وبحيث يمكن تصنيفها ضمن البشر, أعتقد أن من الضروري أن يجري عزلها عن المجتمع والعيش عوضا عن ذلك في مجمعات وسط الصحراء, مجمعات دعونا نسميها : مجمعات تنظيف وتأهيل, يجري في إطارها تكريس السنوات العشر الأولى عملية غسيل دماغ ولمدة 16 ساعة يوميا لتخليصهم من نوازع السادية وقذرات المتراكم من خبرتهم في ميدان التعذيب والقتل, الى جانب تعقيم أبدانهم وعروقهم من الوساخات, بمواد التطهير والتعقيم فبل وبعد كل وجبة طعام. وبعد اجتياز مرحلة التنظيف يجري نقلهم ( زبالة صدام) الى مجمعات متطورة للتأهيل, يخضعون خلالها وعلى مدار عشرة سنوات, لدورات عمل خاصة, لمساعدتهم على التخلص من المشاعر العدوانية, وذلك من خلال تعريضهم لكل أشكال الاستفزاز بمعدل 16 ساعة يوميا, الى أن يجري تطويعهم ذهنيا ونفسيا , بما يضمن تحول كل من هذه الوحوش الى حمل وديع للغاية, وبحيث حين يتعرض الى صفعة قوية, يرد بكل ود وهو يدير خده الأخر: شكرا عيوني! ماذا بعد انتهاء العشرين عاما, وحصول العاملين في أجهزة الأمن والمخابرات وسائر أجهزة القمع الصدامية على شهادة تنظيف وتأهيل؟! ....بصراحة ما أدري أو أفترض أن الرفيق عزرائيل يقصف عمرهم الواحد بعد الأخر أو جماعيا قبل أن تخلص العشرين عاما من دورات التنظيف والتأهيل و....بس! ماذا عن العاملين من العفالقة في الأجهزة والدوائر التي كانت تمارس تعذيب واضطهاد العقل العراقي وخاصة في فيلق صدام الإعلامي والجهاز التربوي ومراكز الأبحاث والدراسات؟! هذا ما سنتوقف عنده بعونه تعالي في القادم من الأيام!