يوم نزع القشطيني (لباسه) فكريا !!
مفاجأة غير متوقعة ومو سارة, وتبعث على القرف والغثيان!
ذلك صدقا, كان شعوري ساعة مطالعة تعليق القشطيني, ودعوته الشعب الكوردي الى أن (
يذوب) ...الخ ما جاء في هذا التعليق الطايح حظه, ومو شلون ما جان!
ولست في وارد التوقف لمناقشة (
خريط ) القشطيني, وفي الواقع ما عندي, ما يمكن إضافته, الى كتابات العديد من
الزملاء, حول هذه الفضيحة, فضيحة إقدام القشطيني وتالي عمره, على نزع لباسه فكريا,
كاشفا وعلى غفلة, عن ما لايسر النظر والضمير!
شخصيا كنت أتمنى, باعتباري واحد
ممن يتابعون أسلوبه الساخر في الكتابة, وداعيكم كما تعرفون, يموت على السخرية
والتصنيف, كنت أتمنى وأتوقع أن القشطيني, سوف يبادر ويتراجع معتذرا, خاصة وأن
الرجل مو قومجي عنصري, ولم يكن من المعادين للشعب الكوردي, وهو لا يتردد في
المجاهرة علنا, بكونه على الصعيد الفكري: فرخ أنكليز, فرخ مو بالمعنى الشائع
عراقيا, وإنما بمعنى القناعة, والاعتقاد أن الليبرالية التي تسود بريطانيا ومنذ
قرون فكريا واجتماعيا وسياسيا , هي الامل والمرتجى الواجب أعتماده, من قبل كل من
يريد, أن يذوب, حتى يصير براسه خير, ويتمكن وبنجاح منقظع النظير, أن يقول للجلب:
لك هلو بوبي!!
العبد
لله ديمقراطي للكشر, وبالتالي ما عندي كفيلكم رب العباد, أعتراض على ممارسة فروخ
أبو ناجي, أو فروخ العم سام, حقهم المشروع في التعبير, والدعوة الى إقامة دولة : لك هلو بوبي في العراق! طالما تجري
ممارسة هذا الحق, بعيدا عن التعامل مع الشعب الكوردي في
العراق, من منطلقات غريبة تماما عن الفكر الليبرالي, وتستند في جوهرها فكريا, الى
دعوات الصهر القومي القذرة وسياسة التعريب والتطهير العرقي الاجرامية, التي
أعتمدها نظام العفالقة الهمج, وسائرالانظمة العنصرية والدكتاتورية في العديد من
الدول العربية الاخرى, وخاصة في سوريا والجزائر والسودان ....الخ
وكما إشار الزميل العزيز عبد
المنعم الاعسم والعديد من الزملاء الاخرين وعن صواب, أن مقترحات القشطيني الداعية
الى ( ذوبان ) الكورد, تعكس في الواقع, وبشكل صارخ الدلالة فعلا, عمق المأزق
الفكري, في تعامل أعداد غير قليلة من المثقفيين العراقيين, مع القضية القومية
للشعب الكوردي, وحق الشعب الكوردي المسشروع والطبيعي في تقرير المصير, بما في ذلك
حق إقامة الدولة المستقلة, وخاصة في حال فشل خيار الاتحاد الطوعي في إطار الفيدرالية, ووفقا للاساس الذي أعتمده
برلمان كوردستان عام 1992.
إذا كان القشطيني الليبرالي, والذي
يفترض أن جناب حضرته, مو قومجي عنصري, يتعامل مع الكورد, مثل أي عفلقي, ترى ماذا
ترك للقومجية, ممن يتعاملون مع الكورد باعتبارهم : عرب الجبل! أو إذا كان ولابد,
مجرد أقلية قومية ( مشكورين والله!) في دولة العرب الواحدة الموحدة...الخ والتي
تمتد من الخليج للمحيط وبالعكس...الخ....الخ؟!
ماذا ترك السيد القشطيني, لمن
يتعتقدون أو يسعون الى تكرار ذات الخطأ, الذي أرتكبته الجمهورية الاسلامية في
إيران, في التعامل مع قضية الكورد في كوردستان أيران, يوم جرى أعتماد القوة العسكرية, وبذات الشكل الذي
أعتمده نظام الشاه, من منطلقات عنصرية وعلى أساس أن الفرس هم السادة وسواهم
الاتباع, ولكن هذه المرة تحت شعارات دينية وعلى أساس أن الدين يجمع والقومية تفرق
....الخ الاماني والاوهام التي أنتهت بدورها الى الفشل الذريع, مثل جميع الحلول التي لاتنطلق, مما هو سائد من الحقائق على أرض الواقع, وعلى صعيد الرأي
العام, وتشطب بالتالي حق الشعوب المشروع والطبيعي في تقرير المصير!
وصدقوني حتى في أوساط من هم في
موقع اليسار فكريا, وأتحدث عن تجربة معاشة, هناك عدد غير قليل, مفهومهم لحق الشعب
الكوردي في تقرير المصير, يتسم بالتذبذب وعدم الوضوح, على الرغم من أن الايمان بحق
الشعوب في تقرير المصير, يعد من بديهيات الفكر الماركسي, وما زلت ولله الحمد, أذكر
حديثي, في محفل عام للشيوعيين العراقيين, في استوكهولم خريف عام 1990 وذلك على
خلفية الصراع الذي كان يدور يوم ذاك ,حول ما إذا كان من حق الرفاق من الكورد العمل
في إطار خاص من التنظيم, أرتباطا بخصوصية المهام التي تواجه عملهم في
كوردستان...الخ ما هو معروف عن الاسباب والعوامل التي سبقت قيام الحزب الشيوعي
الكوردستاني.
يوم ذاك قلت ما معناه: عراقيا على مستوى المشاعر, من الصعب
تماما أن أتصور, حاجتي الى أستخدام جواز سفر للدخول الى كركوك وسواها من المدن
الكوردستانية الاخرى ..ولكن الانسان (والمثقف بشكل خاص) لايمكن بالمطلق, أن يتعامل
مع الامور وما هو سائد من المألوف, بوحي من المشاعر فقط, وبعيدا عن قناعاته
الفكرية ومواقفه المبدائية.
وصدقوني, ما زلت بعد كل هذه
السنوات, أتمنى على صعيد المشاعر, أن لا أدخل كوردستان بجواز سفر, ولكن على مستوى
القناعة والفكر والمبدأ, داعيكم مع الشعب الكوردي وما يريد بدون قيد ولا شرط,!
بالعراقي
الفصيح: مع
الكورد أن أختاروا الفيدرالية
والاتحاد طوعيا مع الشعوب العراقية الاخرى, ومع الكورد أن أختاروا الاستقلال
وإقامة دولتهم الوطنية المستقلة, وذلك عندي والعباس ابو فاضل, كان ولايزال وسيبقى,
قضية مبدأ, وقناعة فكرية راسخة, لا تقبل المناقشة أو الجدل!
كانت هناك, (وبتقديري الخاص ما
تزال) إمكانية واقعية, لتجاوز تبعات عقود طويلة من الظلم والاجحاف والبشاعات, التي
تعرض لها الشعب الكوردي في العراق وخاصة, خاصة في ظل نظام العفالقة الهمج, من خلال
العمل ودون تاخير على الغاء جميع القرارات والنتائج المتعلقة بسياسية التعريب
العنصرية, والتاكيد على ما جرى الاتفاق بصدده بين مختلف القوى السياسية العراقية
المعادية للعفالقة, حول دعم خيار الشعب الكوردي بالاتحاد طوعا مع سائر الشعوب
العراقية الاخرى في إطار نظام ديمقراطي فيدرالي يقوم في وجوده على أحترام حقوق
الانسان والتعامل على قدم المساوة بين جميع العراقيين بغض النظر عن أنحدارتهم العرقية
وخلفياتهم الدينية ...الخ
ولكن للاسف الشديد, حدث على أرض
الواقع, ومنذ سقوط صدام, ما هو العكس تماما! دون إدراك النتائج السلبية والخطيرة
للغاية على أتجاهات الراي العام في كوردستان!
ماذا يتوقع المرء, إذا كان فعلا
صاحب ذمة وضمير, من الانسان الكوردي, وهو يعيش صدمة, تراجع تجمعات ماما أمريكا
والقوى السياسية في وسط شيعة علي....الخ, ليس فقط عن دعم الفيدرالية, وبالشكل الذي
جرى الاتفاق بصدده قبل سقوط صدام, ولا عدم دعم مطالب الكورد بضرورة أتخاذ الاجراءت
الملموسة لضمان الغاء نتائج جريمة التعريب وخاصة على صعيد عودة من جرى تهجيرهم الى
مناطق سكناهم الاصلية سواء في كركوك أو سواها من المدن الكوردستانية الاخرى, وإنما
التعاون وبشكل خاص من قبل جماعة مقتدى الصغير مع مرتزقة أنقرة في الوسط
التركماني,وتقديم مختلف أشكال العون للعفالقة الاوغاد, من قطعان المستوطنين, ممن
شاركوا بتنفيذ جريمة التعريب, على تفجير وتوتير الوضع في كركوك, وكل ذلك على خلفية
حملة واسعة النطاق من التحريض ضد الشعب الكوردي عفلقيا عبر موقع النذل الزاملي
وعربيا عبر قنوات العهر الفضائية...الخ ما هو معروف عن حملة الحقد والكراهية التي
يتعرض لها الشعب الكوردي, وعلى نطاق تجاوز بالفعل كل الحدود والاعراف ؟!
هل من الصعب على من يزعمون الفهم
والعلم, إدراك النتائج السلبية
والخطيرة للغاية, التي نجمت عن كل ما تقدم, على صعيد الرأي العام وخاصة في اوساط
الشباب في كوردستان؟!
ولا أكشف سرا, إذا ما ذكرت أن
القوى السياسية الكوردستانية, باتت تعاني اليوم من مشاكل غير قليلة, على صعيد
مساعيها الهادفة, الى التأكيد على أن خيار الاتحاد الطوعي, وفقا لما جرى اعتماده
من قبل البرلمان الكوردستاني عام 1992, مازال هو الخيار الافضل في المرحلة الراهنة
من نضال الشعب الكوردي, في حين يتعزز الاتجاه الداعي الى الاستقلال يوما بعد أخر,
والاكثر من ذلك, بات حتى من المألوف للغاية, الدعوة الى توثيق أواصر الصداقة بين
الكورد والشعب الاسرائيلي!
شخصيا لا يهمني كثيرا, موقف
المثقفيين من شوادي ماما أمريكا أو فروخ أبو ناجي, لان هولاء المثقفيين خطيه, ما
عندهم شغل وعمل, سوى النضال من أجل أن تعليم العراقيين, كيف يأكلون الهمبرغر
ويشربون الكوكولا ومن ثم يتريعون بما يكفل, أن يصرخوا بفرح بعد ذلك : لك هلو بوبي!
ما يهمني بالاساس راهنا, موقف القوى السياسية والمثقفيين بشكل خاص, في وسط شيعة
علي, وأهمية القيام بمراجعة جدية, لتصحيح العلاقة والموقف مع القوى الكوردستانية,
بأعتبار هذه القوى والشعب الكوردي, السند الحقيقي لشيعة علي في مواجهة مخاطر
العودة المتزايدة للعفالقة الاوغاد, الى مواقع القرار في الدولة والمجتمع, والتي
باتت أقرب ما تكون الى أمر واقع اليوم, في العاصمة والمناطق الغربية من العراق
إضافة الى ديالي, وبالتأكيد سوف تمتد لاحقا الى مناطق الوسط والجنوب, إذا لم يجري
تدارك هذا الخطر وقبل فوات الاوان!
عامل الزمن مهم جدا, في هذه
المعركة المصيرية, معركة مواجهة مساعي العفالقة الاوغاد, للعودة الى التحكم بمصير
ومستقبل العراقيين من جديد, بدعم مباشر من ولاة الامر في واشنطن ولندن, ومن غير
المعقول ولا منطقيا, أن تواصل القوى السياسية في وسط شيعة علي, ممارسة ذات القدر
من التردد, الذي جرى أعتماده, قبل حسم الموقف من كارثة مقتدى الصغير, بكل ما نجم
عن هذا التردد, من نتائج بالغة الضرر, على حجم وفعالية دور هذه القوى على صعيد
تقرير مسارات العملية السياسية في عراق ما بعد صدام!
وبتقديري الخاص أن الخطوة الاولى
والمهمة في إطار تصحيح العلاقة بين القوى السياسية في وسط شيعة علي مع الشعب
الكوردي وقواه السياسية, تبدأ من تحديد الموقف من موضوع كركوك, من خلال مناقشة
النتائج الخطيرة الناجمة عن الاستمرار في دعم موقف عملاء أنقرة في الوسط
التركماني, ممن عملوا, ونجحوا للاسف, في توظيف مشاعر التضامن الطبيعية
والمشروعة,للقوى السياسية في وسط شيعة علي مع أتباع المذهب الجعفري بين صفوف الشعب
التركماني, بما يخدم أهداف عملاء أنقرة وحلفائهم من عفالقة كركوك, ممن ساهموا
وشاركوا في تنفيذ جريمة نظام العفالقة الهمج على صعيد سياسية التعريب وعملوا كل ما
في وسعهم في قمع وأضطهاد التركمان والكورد والكولداشوريين من أبناء كركوك !
هل من الصعب حقا, إدراك أن عملاء
أنقرة في الوسط التركماني, يوظفون ورقة ( المذهب الجعفري) لكسب دعم شيعة علي في
الوسط والجنوب, وضمان الحصول على المساعدات من المال والعتاد من الجناح المتخلف في
طهران, في حين أن الداني والقاصي, يعرف تماما أن المجاميع المعادية للكورد في
كركوك في الوسط التركماني, ومنذ عقود طويلة من الزمن, تدين بالولاء المطلق لولاة
الامر في أنقرة, ومن يتجاهل هذه الحقيقة, إنما يرتكب حماقة الوقوع وبمنتهى السذاجة
في لجة الخديعة!
وإذا كان هذا الذي أقوله, عن توظيف
عملاء أنقرة لورقة المذهب الجعفري, وللمرة الاولى, فجأة وعلى غفلة بعد سقوط صدام,
قابل للمناقشة والجدل, ترى ماذا يحتاج المرء من الادلة والبراهين, بعد الاجتماع
الخطير للغاية الذي جرت محاولة لعقده في هذا الاسبوع في مدينة تكريت..... تكريت يا
شيعة علي؟!
هذا الاجتماع والذي تقرر تعطيله في
اللحظات الاخيرة, من قبل الدكتور اياد علاوي, نتيجة الضغوط التي مارستها العديد من
الاطراف السياسية المشاركة في الحكومة المؤقتة وبشكل خاص الاطراف الكوردستانية,
كان مكرسا للتحضير والاستعداد لخوض الحرب ضد الكورد في كركوك!
ترى ما الذي يجمع بين بعض الاطراف
من التركمان, التي تلعب بورقة المذهب الجعفري, مع عشائر تكريت ممن قاد أبناءها
السفلة عمليات الابادة ضد شيعة علي والكورد؟! وهل حقا أن ما يجمع التركمان بمختلف
أنتماءتهم الفكرية والطائفية, مع عشائر المستوطنيين من عفالقة التعريب في كركوك,
أهم وأكبر وأشرف, مما يجمعهم مع أشقائهم من الكورد والكلدواشوريين, من كانوا مثلهم
تماما ضحايا هولاء المجرمين ونظام سيدهم الزفر صدام؟!
تساؤلات أتمنى مخلصا, أن تكون موضع
أهتمام, قبل فوات الاوان, وقبل أن يستفحل الخطر, خطر عودة العفالقة الانجاس,
لممارسة بشاعاتهم ونذلاتهم ووهابيا هذه المرة, ضد جميع المستضغيين من شيعة علي في
الوسط والجنوب العراقي!
ثمة ملاحظة أخيرة لهذا السافل خالد
محمد فرهاد من المانيا وسواه من الحثالات والجرابيع, وخاصة ممن يقرعون طبول الحرب ويتهددون الكورد
بالويل والثبور وما أدري شنو ,عبر موقع النصاب الزمالي, كل هذا الخريط لا يودي ولا
يجيب, وسوف لا يثمر في واقع الحال الى ما هو أكثر , من تعزيز الاتجاهات المتزايدة
في أوساط الرأي العام في كوردستان, الداعية الى الاستقلال عن العراق, والدخول في
أتحاد كونفدرالي مع تركيا!*
و...نختم مع المبتدأ من التعليق: يا قشطيني ...أقولها بوجع المحروم, من
مطالعة المزيد من تعليقاتك الساخرة, وبالعراقي الفصيح: ليتك يا رجل, رحلت عن هذا
العالم قبل أن تنزع اللباس! وليزعل من يزعل, أو ليطخ من يريد, راسه بالحايط أو بالقندرة !
سمير سالم داود – 10
تشرين أول 2004
* قبل ما يزيد عن العام, كشف الزميل العزيز ناجي عقراوي عن تفاصيل هذا
الخيار الامريكي المعروض بالتأكيد على حكام أنقرة, ممن بتقديري, سوف لايعارضون هذا
الخيار, الذي سوف يضمن إيجاد حلا جذري, للصراع في كوردستان تركيا, ولخروج تركيا من
مأزقها الاقتصادي, وعندها لا يساورني أدنى شك, في أن عملاء أنقرة, سوف يلحسون كل
أعتراضتهم الراهنة ويعملون كل ما في وسعهم, وحتى يقاتلون من أجل أن تكون كركوك كما
كانت في الواقع جزء من كوردستان, كما هو الحال مع كوردستان في إيران وسوريا, هذا
إضافة بالطبع الى الموصل التي ما زال حكام أنقرة يعتبروها جزءا من الاراضي
التركية! ...هل تراني بحاجة للتأكيد
على أن هذا الخيار سوف يحضى بدعم الدول الاوربية والقطر الاسرائيلي الشقيق
و....و....هل قعقعة الحرب من قبل مرتزقة أنقرة وحثالات العفالقة في تكريت, تمهيدا
للحرب ضد الكورد في كركوك, ستكون ساعة أتخاذالقرار الصعب من قبل القوى السياسية الكوردستانية؟!