عن المسافة بين الطموح والواقع!
ضمن سياق الوارد من التقديم,
وتحت عنوان : موقع المشغل الثقافي....لماذا؟! فضلا عن جميع المنشور من الملاحظات حول
الخطوط العامة, لعمل الورش الثقافية, ودوافع الدعوة لتشكيل هذه الورش ...الخ هناك
ما يكفي للتأكيد على أن نشر موقع المشغل الثقافي على شبكة الانترنيت, كان محكوما ومن حيث الأساس,
بالطموح في أن يكون هذا الموقع, بالفعل وعمليا, ورشة عمل مفتوحة أمام أهل الإبداع, للتبادل الخبرة
والتشاور حول المناسب والمتاح من السبل الممكن اعتمادها عمليا, للتعريف بمنجزهم
الإبداعي, ومنطلقا لتبادل الرأي والحوار, بمنتهى الحرية بين أهل الإعلام, وعن
الإعلام تحديدا!
ما تقدم وبتكثيف شديد, كان هو الهدف والطموح, وكان
يفترض أن يجري العمل, على متابعة إنجازه وتدريجيا, عبر صفحات موقع المشغل الثقافي,
ولكن وللأسف الشديد, وفي اللحظة الأخيرة تماما, وبعد استكمال كل المطلوب, تمهيدا
لنشر الموقع على شبكة الانترنيت, حدث ما حال دون تحقيق ذلك, بعد أن اكتشفت أن من
تبرع مشكورا, بجميع النفقات المالية, للحصول على موقع خاص, للمشغل الثقافي, كان
يريد تجير الموقع, وبالتالي مشروع المشغل الثقافي, لحساب منظمة ثقافية عراقية,
مدعومة ماليا, من إحدى المؤسسات الثقافية الأمريكية, وذلك عندي والله ضرب من
الحرام!
و....منعا لسوء تأويل مفردة (
الحرام) لابد من التأكيد, على أن
العبد لله, لا يملك الحق, في أن ينوب عن أهل الثقافة, وسط أبناء الجاليات العراقية
في الولايات المتحدة الأمريكية, في تحديد الموقف الواجب اعتماده, على صعيد العلاقة
مع الجهات الأمريكية التي تدعم ماليا, عمل منظماتهم وجمعياتهم الثقافية, باعتبارهم
وقبل سواهم, يملكون كامل الحق والقدرة, في تشخيص وتحديد أهداف هذه الجهات, وما إذا
كانت تدعم نشاطاتهم, من قبيل الواجب وبدون مقابل, كما هو الحال في السويد والعديد
من الدول الأوربية الأخرى, أو أن بعض هذه الجهات, ترتبط بدوائر الاحتلال, وربما
حتى المخابرات المركزية, بهدف توظيف فلوس الدعم, لتحقيق الدنيء من الهدف, بما في
ذلك, شراء ولاء بعض أصحاب الناقص من الذمة والضمير, وسط المثقفين, وبما يضمن
الاستفادة من دورهم, ليس فقط لخداع سواهم وجرهم تدريجيا, للعمل في إطار الترويج
لثقافة الاحتلال, وإنما لدعم وتلميع صورة مشاريع سياسية, تتوافق مع الخيار المطلوب
أن يسود أمريكيا في العراق, وعبر إقامة المختلف من الواجهات ( الثقافية) وعلى
النحو الذي تجسد وبشكل فاقع عند إقامة واجهة مجلس ( ثقافتهم) في عمان!
السؤال : لماذا حدث هذا الذي حدث وفي
اللحظة الأخيرة, على الرغم من أن العبد لله, ومنذ أن بادر لطرح فكرة إقامة مشروع
المشغل الثقافي, كان واضحا للغاية, سواء في سياق المباشر من الحديث, أو من خلال
الصريح من العبارة, عند الكتابة حول دوافع وأهداف هذا المشروع الثقافي, من أن
مشروع المشغل الثقافي, ينطلق من المتاح من الإمكانيات مجانا على شبكة الانترنيت,
ومن الاعتماد أولا وأخيرا, على الذات, ودعم جميع المثقفين, الذين لا يحتاجون إلى
من يقودهم أو يرشدهم, أو يمتطيهم في الواقع, بحكم ما يملك من السطوة على الصعيد
السياسي, أو المال الحرام, ومن خلال جهود الجحوش من أهل الجاهل والبليد من
الاتباع؟!
صدقوني لا أدري, وفي الواقع,
لا أريد أن ادري, جواب ما تقدم من السؤال, لان ذلك ورغم مشاعر الحزن, لا يستحق
بتقديري عناء التوقف عنده, ويتجاوز الهدف من كتابة هذه السطور, في معرض التوضيح,
على أن هذا الذي حدث, شكل ومنذ البداية ,عقبة حقيقة, أمام المباشرة في العمل,
لتحقيق مشروع المشغل الثقافي, وانطلاقا مما تقدم ذكره, من الطموح وجميل التمني, وبالتالي
كان لابد من الاختيار,ما بين أولا : إلغاء نشر موقع المشغل الثقافي, على شبكة الانترنيت, بكل ما كان
مقررا تقديمه على صفحات الموقع, وبشكل مباشر, على صعيد الخدمات التقنية, لتسهيل
مهمة إقامة المختلف من الورش الثقافية, من قبل أهل الإبداع, ومن يعملون في الميدان
الإعلامي, أو ثانيا : التأجيل لفترة محددة ومن ثم نشر موقع فقير ومحدود الإمكانية
للغاية, ضمن المتاح في إطار موقع ( الحقيقة) الخاص بكتابات العبد لله على شبكة
الانترنيت, وبالتالي تقليص حجم الطموح والتمني, وبحيث يجري وحتى أشعار أخر, تكريس
صفحات موقع المشغل الثقافي, للنصوص التي تتمحور حول الإعلام وسبل المساهمة في دحر
ثقافة الزيتوني والمسدس!
و....أن يتقلص حجم الطموح, للحد الأدنى من التمني, ذلك لا يعني, ويجب أن لا
يعني, نهاية الطموح, ولا التوقف عن ممارسة فعل التمني, وإنما التعامل مع هذا الذي
حدث, ضمن إطار ما كان في الواقع, على لا ئحة المتوقع من المصاعب, بحكم أن هذا
المشروع, مشروع المشغل الثقافي, يشكل عمليا, ضربا من السباحة بوعي وعن قصد, ضد
جميع من يعملون, وللمختلف من الدوافع على ( امتطاء) أهل الثقافة, ولتحقيق ما
يفيدهم من حرام وسافل المرام!
واعتماد الخيار الثاني,خيار نشر موقع فقير, ومحدود
الإمكانية للغاية, ضمن المتاح في إطار موقع ( الحقيقة), يعني مؤقتا عدم وجود هيئة إدارة
وتحرير, تكون وكما كان مقررا, بمثابة دائرة
عمل وتنظيم ومتابعة, لتحقيق
التواصل الملموس وعمليا, بين أهل الثقافة, وخصوصا وبالذات أهل الإبداع ,ومن
يعملون في الميدان الإعلامي, بغض النظر عن مناطق تواجدهم دخل وخارج العراق, دون أن يعني ذلك بالمقابل, عدم نشر المقترحات والملاحظات, التي
تفيد في تحقيق هذا المطلوب من الهدف, هدف تشكيل ورش الثقافية وفي مختلف المجالات,
وعلى النحو الذي جرى تحديد بعض خطوطه العامة, في سياق تقديم مشروع المشغل الثقافي.
كما أن اعتماد هذا الخيار, يعني مؤقتا تحديث صفحات موقع المشغل
الثقافي أسبوعيا, لان حجم المكتوب عراقيا من النصوص, عن موضوعة وسائل وسبل إشاعة الثقافة الديمقراطية, والمساهمة في تحرير الوعي العام,
من تبعات ووساخات ثقافة الزيتوني والمسدس, كان ولا يزال وللأسف الشديد,محدودا
للغاية, بالمقارنة مع ما ينشر يوميا, من أطنان النصوص, المكرسة ومن حيث الأساس,
للتعقيب والتعليق وبشكل مباشر, على تطورات الوضع السياسي في العراق.
و... على مستوى التمني, نأمل أن بجري تجاوز وضع
آل ( مؤقتا) ودون تأخير, ولكن ذلك يتوقف أولا وقبل
كل شيء, على تطوع من بمقدورهم من
الزملاء, ونقصد تحديدا وبالذات, المعادين حقا وصدقا للعفالقة في الماضي كما
الحاضر, وبغض النظر, عن أنحداراتهم العرقية, وتنوع
انتماءاتهم الفكرية, وتعدد مواقفهم السياسية, تقديم
ما يمكن من المساعدة, وعمليا في مهمة التحرير والمتابعة, على طريق تحقيق ما
يمكن, من أهداف مشروع المشغل الثقافي, طالما أن هاجسهم
الأساس, من ممارسة النشاط الإعلامي, إشاعة الثقافة الديمقراطية, والمساهمة في تحرير الوعي العام,
من تبعات ووساخات ثقافة الزيتوني والمسدس!
هامش : نأمل من جميع الزملاء, مراعاة كل ما تقدم
من الملاحظان, سواء عند الكتابة مخصوص لموقع المشغل الثقافي, أو عند إرسال بعض ما
يختارون من نصوصهم المو سياسية, المنشورة في المواقع الأخرى, كما ندعو من يرغب في تقديم ما في مستطاعهم من العون, لدعم مشروع المشغل الثقافي,
مطالعة الوارد من التفاصيل, حول
مجالات عمل الورش الثقافية, ومهام إدارة وهيئة تحرير الموقع وذلك في العنوان
التالي : www.alhakeka.org/msk3.html