حتى عبودي عنده قصيدة !!

 

عبودي, حشه كدركم, هو عبد الرزاق عبد الواحد صدام, الذي كانت مهمته الأساس في ظل نظام العفالقة وطوال 35 عاما, الترفيه عن طاغية العراق, بترديد ما يشتهيه من الشعر, وبحيث يشاع على نطاق واسع, أن صدام, عندما كان يتعكر مزاجه الدموي, يأمر بجلب عبودي إلى القصر لكي يجفته, يجفته قصيدة, مو يروح فكركم للبعيد, وتورطني مع جماعة المو مؤدب من التعبير!

عبودي وعشية سقوط من جعله في مصاف الآلهة والأنبياء, شلع بطرك الدشداشة إلى باريس, خوفا من أن يوكّع بيد الناس ويشبع نعل وتفال والمقسوم, من هذا الممنوع ذكره, حرصا على مشعول الصفحة الزوق العام!

و........طوال أكثر من عام, ظل عبودي, لا حس ولا خبر, وبحيث تصورت مادونا أن عبودي يمكن أن يكون موجود في الفلوجة (لتحميس) رجال المكّاومة, على الرغم مما هو معروف عن جبن عبودي, وبحيث يقال والعهدة على الحنقباز, أن عبودي ذات يوم زرب بنص القصر وبحضور الطاغية لمجرد, أن صدام ردد : ها ....ها .....ها .....عبووووووووووودي شنهي مقصدك, وذلك بعد أن فشل في فهم مقطع من قصيدة لشاعره الهمام!

المهم عبودي ظل مختفيا عن الأنظار ,إلى أن تقرر أن يطلع من جديد إلى السطح بهدف إعادة تسويقه من جديد إلى المشهد الثقافي, في عراق ما بعد صدام, مثلما هو الحال هذه الأيام, مع العديد من نجوم فيلق صدام الإعلامي!

وهكذا فجعأة طلع عبودي بتونس يلقي الشعر! و....عبودي يقره, والحضور حشه كّدركم يبجون, عبودي يقره والحضور يعيطون, وأقسم لكم, أن ذلك ما سطره مرتزق صدامي من تونس, في سياق عرض وقائع الأمسية الشعرية لعبودي, قبل أسابيع في العاصمة التونسية, التي كانت المحطة الأولى في عملية التسويق, ومن تونس الخضراء وبعد أن غرك عبودي شوارعها بالدموع وهو يستعيد مع الجماهير العريضة, وهج ذكرياته عن قصائده التي كان يرددها في حضرة الطاغية, تقرر سفره إلى حضن عفالقة الشام, لكي تكون المحطة التالية في عملية تسويقه, أو شحنه عبر مرتزقة نظام العفالقة الهمج في الخارج, بالتعاون مع قناة البزاز للهجع والمجع, وسواها من قنوات العهر الفضائية والمواقع الصدامية على شبكة الانترنيت!

السؤال: هل يمكن حقا وفعلا, تصور وجود إمكانية على قدرة عبودي, أو سواه من نجوم فيلق صدام الإعلامي, على مواصلة وجودهم, في إطار المشهد الثقافي في عراق ما بعد صدام؟!

قبل الرد, ومن أجل تقديم ما يكفي لتوضيح اللاحق من السطور, دعونا نمارس تبسيط الأمر إلى أبعد الحدود, ونتحدث عما يمكن أن يحدث, لمن يسقط من الناس, في المستنقع, حتى لو كان مستنقع عادي, وبغض عن السبب أو الأسباب, وليس مستنقع نظام العفالقة الهمج!

بعبارة أخرى,ماذا يحدث للمرء حين يوكّع في مستنقع للمياه الآسنة, مصدرها شبكة تصريف المجاري العامة, للمياه القذرة التي ترتبط بكل التواليتات في عموم القطر ههههههههه؟!

أكيد يتوسخ من فوك وجوه, خاصة إذا ظل راقدا في المستنقع فترة طويلة, وطويلة جدا من الزمن, وبحيث يتشبع ليس فقط الظاهر من جسده, وإنما حتى مسامات جسده وعروقه ودماغه بالوساخة, إلى أن يغدو مدمنا على السيان, ويتخلى مع مرور الوقت, ليس فقط عن محاولاته للخروج من المستنقع, وإنما تستهويه لعبة مطاردة من شاء حظهم العاثر العيش من حول المستنقع, بالشتائم والفشار, داعيا الجميع إلى مشاطرته, متعة العيش حيث هو, من أجل أكتشاف روعة الحياة وسط الوساخة هههههههههههه!

ترى ماذا سيحدث لهذا الذي صار مدمنا على العيش في الوساخة ,حين يتعرض المستنقع إلى الجفاف, بفعل قطع المجرى الرئيسي لتصريف المياه القذرة (صدام ونظام العفالقة)؟! يعني بالعراقي الفصيح : ما هو السبيل المتاح لعبودي, وسواه من نجوم فيلق صدام الإعلامي, من ظل ومن غادر, للتخلص من وساخات وقذرات العيش في هذا المستنقع طوال 35 عاما؟!

هل يمكن لمثل هذا الرهط , الوسخ من فوك وجوه, ومو شلون ما جان, أن يتطهر من قذرات الجسد والروح, دون إرغامه على الاستحمام جم سنة في حمام عراقي من صدك, مع التدليك لمن يرغب, وما هو أكثر من التدليك, لمن يحب ويريد ويشتهي؟!

وهل هناك حقا غير هذا السبيل, إذا كان عبودي وسواه من نجوم فيلق صدام الإعلامي , يريدون ويسعون حقا, ليس فقط العمل من جديد في الوسط الثقافي, وإنما حتى العودة والعيش مثل البشر بين الناس في عراق ما بعد تاج راسهم الزفر صدام؟!

صدقا لست من دعاة نصب مشنقة, لكل مثقف عفلقي نذل, ساهم وقاد عملية تشويه وتخريب الوعي العراقي, وشارك بكل قذارة في جريمة إشاعة ثقافة القمع والاستبداد العفلقية, ولا حتى من دعاة حرمان مثل هذا المثقف النذل, من حق العيش بسلام في عراق ما بعد صدام, ولكن المثقف العفلقي الذي ساهم بتخريب العقول, وعمل كل ما في وسعه, على مطاردة الشرفاء من المثقفين, وتدجين من استطاع تدجينهم بهدف دوام خراب المشهد الثقافي العراقي, هذا المثقف العفلقي الذي كان دوره القذر ضد الإنسان العراقي, لايقل خطورة, عن دور مجرمي أجهزة القمع الصدامية, كان شاهدا على تفاصيل الجريمة, وما حدث طوال 35 عاما من القهر والضيم والوجع العراقي, هذا المثقف العفلقي, كيف يمكن أن يدعونا مثل ما يفعل فاروق سلوم وسواه على صفحات مستنقع النصاب الزاملي, ليس إلى تجاوز دورهم في الماضي, وإنما على العكس من ذلك, التفاخر بما حققوه من إنجازات طايح حظها, وما حصلوا عليه من شهادات طويلة عريضة في ظل نظام العفالقة ...الخ

بالعراقي الفصيح: هل ترانا نطلب المستحيل من نجوم فيلق صدام الإعلامي, إذا ما اشترطنا للتعامل معهم باحترام, مثلما يريدون, مطالعة شهادتهم عن دورهم في إشاعة ثقافة العفالقة الهمج, ثقافة الخاكي والمسدس, ودورهم في تخريب المشهد الثقافي العراقي طوال 35 عاما من حكم الأنجاس من العفالقة الهمج؟! وقبل هذا وذاك, هل تراهم قادرون على العودة إلى عالم البشر, قبل أن يتخلصوا أولا من كل ما علق بأرواحهم وعقولهم وأجسادهم من ادرأن ووساخات مستنقع الثقافة العفلقية؟!

سمير سالم داود 25  حزيران 2004

alhkeka@hotmail.com