هذه الدعوة لتشكيل الورشة التشكيلية, وضمن
موقع المشغل الثقافي , مبادرة نأمل أن تجمع من يهمهم المساهمة, في متابعة المنجز
التشكيلي العراقي, ويحرصون على التنسيق والعمل المشترك, بين جهود من يريدون إغناء
تجاربهم الخاصة وتبادل الخبرة مع سواهم من الفنانين التشكيليين, ومن مختلف الأجيال
والمدارس.
هذه الدعوة مفتوحة لجميع الزملاء التشكيليين,
وفي مختلف مناطق تواجدهم داخل وخارج العراق, وخصوصا من يرى في لمسته وريشته وروحه
وحلمه, ملامسه حقيقية وأصيلة في تربة ومياه ورمل وهواء وحجر وسماء العراق.
دعوة باتجاه تحقيق حلمنا, للتواصل والعمل
معا بعد طول انقطاع, وعسى أن نستطيع تحقيق هذا التواصل, ولو من خلال ابسط المتاح من الإمكانيات, لتحقيق الممكن من
أهدافنا الكثيرة, ودون الخوف من احتمالات الفشل, دعونا نبدأ المشوار لتحقيق الحلم,
ومن يتعب أو يعجز عن الاستمرار, سوف لن يجد نفسه وحيدا, لان زاد المحبة لا ينضب,
وعوامل التواصل لا تنتهي, ورائحة الأصدقاء,
هي بعض من رائحة تراب الوطن, الممزوج بكل المقدس من العطور, والجميل من الذكريات, وبعد
أن باتت هذه الذكريات تقود فعلنا التشكيلي, لممارسة الابداع, في مواجهة ما بات
يحاصرنا من التفاهات والخراب!
أصدقائي أدعوكم للعمل معا وضمن حدود الممكن
في البداية, لوضع أو اعتماد أسس في كيفية تنظيم نشاطاتنا وفعالياتنا, انطلاقا من
البسيط والمحدود, وصولا إلى ما هو اكبر على صعيد الطموح , وبحيث تتحول هذه الورشة
ومع مرور الوقت, لفضاء مترامي الأطراف بلا حدود, فضاء ممتع ينتمي لعالم الخيال
والحلم, فضاء يضمن لنا جميعا, التواصل مع من انقطع أو اغترب أو حوصر أو تاه أو
اشتاق لحبيب أو صديق ساعة الوقوف وحيدا في لحظة التجلي والإبداع!
وباختصار شديد, نريدها ورشة مفتوحة للتلاقي
بعد الانقطاع, وبهدف إنعاش روح المشترك من العمل, بما يساهم ويعزز دور الفنانين التشكيليين
في مضمار الابداع العراقي الأصيل ...وأقترح
التالي من الخطوات لتكون منطلق عملنا المشترك في إطار الورشة التشكيلية:
أولا : العمل وبعد الاتفاق دوريا, بين من يرغب من الفنانين, وضمن
رؤية محددة, على إقامة المعارض الفردية أو الجماعية, وبالتنسيق مع المختلف من
الجمعيات التشكيلية العراقية في الخارج, لضمان إيصال المساهمات في الوقت المناسب, وتحمل
تكاليف إصدار ما يتضمن التعريف بالفنانين المشاركين, ومحتوى ما سيجري تقديمه من الأعمال
وغير ذلك من الخدمات الضرورية, لتسهيل مهمة إقامة هذه المعارض, وبالاعتماد خصوصا
على دعم المؤسسات الثقافية في المختلف من دول العالم,
ثانيا: العمل على تحقيق التواصل, وبمختلف السبل,
مع الفنانين التشكيليين داخل الوطن والمقيمين في دول الجوار, بشكل مباشر وصداقيا, على
المستوى الفردي, وبالتنسيق مع المختلف من فروع الجمعيات التشكيلية, والقائم من المؤسسات
الثقافية في العراق, وذلك بهدف إشراك أكبر عدد ممكن من زملائنا التشكيليين ومن
مختلف المدارس والأجيال, في النشاطات والفعاليات التشكيلية, والعمل على ضمان عرض
نتاجاتهم الإبداعية, وعلى أوسع نطاق ممكن عالميا, مع تحديد السبل العملية, الكفيلة
بالفعل في تحقيق هذا الهدف.
ثالثا: توثيق أعمال ومسيرة إبداع أساتذتنا, من رواد
العمل في الميدان التشكيلي, ومن مختلف الأجيال والمدارس, وبالخصوص الذين لم تتوفر
أمامهم وللأسف, نتيجة المختلف من الظروف, بما في ذلك التقدم بالعمر والمصاعب
الصحية, فرصة توثيق أعمالهم, أو حتى تسجيل المخزون في ذاكرتهم, من الوقائع
والذكريات عن ما عاشوه وبشكل مباشر,خلال سنوات عملهم وطويلا في ميدان الابداع
التشكيلي, وهذا في الواقع, ما جرى المباشرة في تنفيذه من قبل رابطة التشكيليين
العراقيين في الولايات المتحدة الأمريكية, وذلك من خلال تسجيل أفلام فيديو تتضمن
حديث الفنانين: فلاح جباره, حسن موسى,
منقذ شريده, عن تجربتهم الطويلة وعن الكثير من الوقائع والتفاصيل, التي رافقت مسيرتهم
الحافلة بالإبداع.
رابعا: فتح نافذة في صفحة الورشة التشكيلية, تحمل
عنوان الفضا ء المفتوح .. وتكون خاصة لعرض أفكار وتصورات
الفنانين, بهدف اختيار ثيمة معينه, على علاقة بهواجس وهموم وأحلام الفنان التشكيلي, لتكون منطلقا
للعمل على ترجمتها تشكيليا ,ووفق المختلف من الرؤى, وهذا ما باشر العمل على إنجازه
العديد من أعضاء رابطة التشكيليين العراقيين في الولايات المتحدة الأمريكية, وذلك تحت
عنوان رصيف عراقي, ونأمل أن يجري عرض ما تم إنجازه
في إطار هذه الفكرة, ضمن معرض يقام حيث تتوفر إمكانيات العرض على الأرض, أو يظل في
البداية, بحدود المتاح من العرض على صعيد شبكة الانترنيت.
خامسا: فتح نافذة في صفحة الورشة التشكيلية, مكرسة
للعمل من أجل إقامة مكتبة تشكيلية, وتضم تحديدا, الطبعات الخاصة بالانترنيت,من
الكتب التي تتعلق بمختلف جوانب وعوالم الفنون التشكيلية, على أن يجري في إطار هذه
النافذة, تقديم ما يفيد التعريف بالمحتوى العام لهذه الكتب, سواء في إطار العرض أو
المناقشة....الخ ما يمكن أن يساهم في إغناء تجربة الفنان التشكيلي العراقي, من
خلال تسهيل مهمة الإطلاع على تجارب سواه من الفنانين التشكيليين ومن مختلف دول
العالم الأخرى.
محمد فرادي