هلل الكثير، وطبل الطبالين، ودُفعت مئات
الألوف من الدولارات الأمريكية لمئات الكتاب والمثقفين العراقيين الذين اجتمعوا في
العاصمة الأردنية بغية تشكيل مجلس ثقافي عراقي " حسبنا !! " من شأنه أن
يكون مرجعية ثقافية عراقية، واعِزها الأول والأخير هو ضمير المثقف العراقي المبتلى
بالسياسيين، سمعنا وقرأنا وتابعنا عن كثب عن ما سيقوم به هذا المجلس الموقر !!!
وعن ما سيكون دوره في مستقبل وواقع الثقافة العراقية، ومحاولاته في تقارب وجهات
النظر والآراء، بل لم نشاطر حتى بعض الأقلام العراقية المعروفة بنزاهتها وماضيها
النظيف، التي بادرت بفضح هذا التجمع وكشف نواياها، وآثرنا الصمت، والانتظار لما
سيحمله لنا هذا المجلس من إضافات فكرية ومعرفية علها تساعد العراقيين في قبول
الآخر. لكن الأكيد والمعروف هو وبعد أكثر من عدة شهور على إعلان هذا المجلس لم
نلمس أي شئ جديد، سوى أنه أضاف عنوان آخر لمئات عناوين المواقع الإنترنيتية
العراقية " المتخاصمة !!! " إضافة إلى كثرة الدعاية والإعلان عن المجلس
في موقع عراقي ساهم ولا يزال، وبشكل فعال وجدي على دق الأسافين بين مختلف شرائح
المجتمع العراقي، إلا وهو موقع كتابات الذي وصل حد التخمة في النشر لأسماء وهمية
تعدت الآلاف، والأنكى من هذا وذاك هو أن صاحب هذا الموقع وهو السيد أياد الزاملي
واحد ممن شاركوا في جلسات مجلس الثقافة العراقي في الأردن، واختير عن أراده
واقتناع كاملين من قبل المشاركين على أن يكون عضو هيئة الأمانة العامة للمجلس.
ومن أجل تسليط الضوء على واقع هذا المجلس
الذي يمثل أحد أركانه الأساسيين صاحب الموقع المذكور أعلاه، انطلاقاً من أمانته
العامة، إليكم أدناه ما جاء في البند الأول والثاني والخامس عن أهداف هذا المجلس
الثقافي (....أولاً:
العمل على نشر ثقافة التنوير والحداثة وجعلها مصدرا لتعميق التفكير العقلي النقدي......ثانياّ: تعزيز الروابط بين المثقفين العراقيين وتقوية
روح الأخوة والتآلف والتآزر بينهم وبين شرائح الشعب الأخرى......خامسا: نشر ثقافة السلم والديمقراطية ونبذ ثقافة الإرهاب
والعنف والتعصب الطائفي والعنصري والتطرف بأشكاله والتمسك بأخلاقيات العمل الثقافي......) مع الرجاء الإطلاع على الرابط أدناه والمنشور في الموقع المذكور
وصاحبه الزاملي كما يشاع هو أهم أعضاء هيئة الأمانة العامة، ومقارنته بمحتوى ما
ذُكر من جملة أهداف هذا المجلس السياسي العقائدي، والذي يحمل زوراً وبهتاناً أسم
الثقافة، ويعتبر بحق إجحاف بحق الثقافة والمثقفين العراقيين :
www.kitabat.com/i30425.htm طبعاً هذه واحدة من عشرات بل المئات من
المقالات التي تنشر في موقع أمين مجلس الثقافة العراقية، ويكفينا العرض دون تعليق
.
على الرغم من معرفتي بنزاهة بعض الشخصيات
المنضوية تحت واجهة هذا الاسم " مجلس الثقافة العراقية " والذين يعدون
بأصابع اليد، لكن هذا لا يمنع من تشخيص تواطئهم مع هذا المشروع التدميري لبنية
المجتمع العراقي، باسم الثقافة العراقية .
والأمر الآخر والأكثر أهمية أيضاً هو خلو
هذا المجلس من أسماء عراقية ثقافية ووطنية كثيرة تملأ مساحات واسعة من المطبوعات
اليومية والأسبوعية والشهرية والانترنيتية في الساحة العراقية والعربية .