من أجل تقديم المزيد من التفصيل, وبما يفيد
توصيف واقع حال ما كان يجري ضمن حدود مملكة الإذاعة
والتلفزيون,خلال تلك الفترة المبكرة من حكم العفالقة, لابد من التوضيح إلى أن
الصحاف كان ولغاية يوم المباغت من قرار الطرد, يتصور أن بمقدوره وبما يملك من مطلق الصلاحية وظيفيا وعفلقيا,
تحقيق وتنفيذ ما يريد من الخطوات, وبعضها ساهم بالفعل في تطوير بعض أشكال وصيغ
العمل في المختلف من مرافق الإذاعة والتلفزيون, وعلى أمل أن يقوده النجاح على هذا
الصعيد وتدريجيا نحو المتقدم من المواقع, في حزب ودولة العفالقة, خصوصا وهو كان
يعتقد وبمنتهى السذاجة*, أن تردد صدام شخصيا وبانتظام على مبنى
الإذاعة والتلفزيون, يشكل دليلا قاطعا على مدى فرط اهتمام ( السيد النائب) بما كان يعتمده من الخطوات لتطوير
العمل الإذاعي والتلفزيوني, ودون أن يدري أن ذلك, إنما كان ومن حيث الأساس, يعود
لمرض حب الظهور وممارسة متعة النجومية عند صدام, ومنذ تلك الفترة المبكرة من
الزمن, وعلى النحو الذي أدركه وبمنتهى الذكاء, سارق الدراجات والمطرود من الجيش
(.........)**وبحيث بات لاحقا المصور الفوتوغرافي الخاص لطاغية العراق!
و...أتوقف للتأشير على ما تقدم,
نظرا لان طرد هذا
الطاووس العفلقي فجأة وبدون سابق إنذار*** ترافق مع غياب نفوذ العديد ممن كان يرتبط
معهم بالوثيق من العلاقة شخصيا, ويعتمد أساسا على جهودهم لقيادة المختلف من مفاصل
العمل, وأقصد تحديدا وبشكل خاص العديد عدد من أصحاب
المواهب والكفاءات, وفي المختلف من مجالات العمل الإعلامي والثقافي, والذين نجح
الصحاف, ولابد من الاعتراف بذلك, في كسب اهتمامهم وتعاونهم, ولا أقول ولاءهم, نظرا لان معظمهم وعلى الأقل خلال تلك الفترة من
الزمن, ما كان يمكن تصنيفهم على ملاك حزب العفالقة, , وإنما كانوا وللمختلف من الأسباب والدوافع,
يتعاملون مع الصحاف, باعتباره في عداد أهل الثقافة, ويملك بتقديرهم ما يكفي من
القدرة والرغبة, على تطوير العمل وبشكل جذري في هذا المرفق الإعلامي, وغير ذلك من
الأوهام التي كانت شائعة للغاية, في ظل أجواء الانفتاح السياسي, وتحت وهج وتأثير
ما كان يجري ترديده وبضجيج من شعارات التقدمية ومعادة الرجعية والإمبريالية...الخ
مزاعم ما كان يسود يوم ذاك نص الخطاب الرسمي عفلقيا, وهو ما ظل عمليا يجري اعتماده
وبمنتهى السفاهة دعائيا, ولغاية يوم سقوط الطاغية ونظام حكمه الفاشي!
و....أقول عامدا للمختلف من الدوافع والأسباب, للتمييز بوضوح ومن قبيل
الأنصاف, والأمانة في ذكر الوقائع,ما بين بعض من تقدم ذكرهم, وسط ضحايا حماقة وخطأ التعويل على الصحاف, **** وبين نهازي الفرص الذين كانوا ومنذ تلك السنوات
المبكرة من حكم العفالقة, على استعداد ذاتي, للتحول وتدريجيا بعيدا عن السابق من
مواقفهم السياسية, وأقصد تحديدا من اختاروا ودون
تردد , وضع ما يملكون من المهارات ومبكرا,
في خدمة و تحت تصرف حزب العفالقة, بهدف الحصول على المنافع والمكاسب, وبما يفيدهم
في التعويض عن المديد من سنوات العوز والجرمان, نتيجة تعاطفهم سياسيا مع مواقف أهل
اليسار, ويوم كانوا وشأن الغالب العام من أهل العراق في موقع الضد من رجس العفالقة,
والذين كانوا وكما هو معروف, موضع الإدانة والاحتقار عراقيا, وبشكل خاص وسط صفوف
أهل السياسية, ومن يعملون في الميدان الإعلامي والثقافي وذلك على خلفية دور الهمجي,
في اغتيال جمهورية الفقراء, وما ارتكبوا من بشع المجاز الوحشية خلال شهور عار
حكمهم الدموي في عام 1963!
ما تقدم من التمييز, مهم بتقديري منطلقا للتأشير وبوضوح على ما كان يجري اعتماده في مملكة الإذاعة
والتلفزيون ( وفي الواقع في سائر الدوائر والمؤسسات الحكومية) من دنيء الوسائل
والسبل, لكسب وشراء ضمائر الناس, والتي ما كانت تستهدف أساسا, شراء ذمم نهازي
الفرص وسط العاملين في مملكة الإذاعة والتلفزيون, نظرا لان تحقيق هذا الهدف, كان
يوم ذاك ولاحقا كما الحاضر, لا يحتاج عمليا للمضني من الجهد, بحكم كثرة عدد
المتوفر من شحاذي رخيص عطايا السلطان, في سوق النذالة وعلى مر العصور, وإنما كانت
تستهدف بشكل خاص وبفعل الملح من الحاجة آنذاك, كسب ولاء أكبر عدد ممكن من أصحاب
المواهب الكفاءات وفي المختلف من ميادين العمل الإذاعي والتلفزيوني كما المسرح
والسينما, وسط صفوف المستقلين سياسيا, ومن مختلف الاتجاهات, بما في ذلك من كانوا سابقا في عداد أهل اليسار, وذلك بهدف
توظيف ما يملكون من المواهب والمتميز من القدرة فنيا وإعلاميا , لحساب تلميع صورة
نظام العفالقة, من خلال
تطوعهم للمشاركة, وبما يملكون من وهج الماضي الجميل, في عملية الإشادة وتعظيم شأن ما كان يجري اعتماده
عفلقيا من إيجابي الخطوات, خصوصا وأن تلك مهمة كان من الصعب إنجازها عمليا وبحيث
تحقق المطلوب من الهدف, بالاعتماد على جهود كوادر العفالقة في الميدان الفني والإعلامي
, بحكم أن واقع حال أهل الفن والإعلام والثقافي عموما, وسط
صفوف حزب العفالقة, كان فقيرا للغاية ومدعاة للبؤس, بالمقارنة مع عدد المثقفين
التقدميين وبالخصوص من أهل اليسار, وبحيث يمكن القول ودون تردد, أن من يستحقون
بالفعل اعتبارهم من أهل الثقافة وسط العفالقة, كان عددهم محدود للغاية وأقل من القليل
وعلى النحو المعروف تماما, لجميع من كانوا يعملون في الوسط الثقافي والإعلامي خلال
تلك الفترة من الزمن, أقصد يوم تمكن العفالقة من الاستيلاء على السلطة في عام 1968 وبالاعتماد أساسا
على فعل السافل من مجرمي عصابة (حنين) بقيادة الشقاوة صدام!
و...في الواقع, هذه العملية
القذرة, عملية شراء وكسب ولاء أكبر عدد ممكن من أصحاب الكفاءات والمواهب وفي
المختلف من ميادين العمل الإذاعي والتلفزيوني والمسرحي والسينمائي, وبما يخدم الدنيء
من أهداف حزب العفالقة, كانت تجسد نهجا عاما يقود عمل العفالقة في المختلف من
مرافق العمل والدراسة والنشاط العام في المجتمع العراقي, وبالاعتماد أساسا على
توظيف سطوة وجودهم في السلطة, وتحكمهم بالمال العام, وخصوصا بعد تصاعد مردود الثروة النفطية في مطلع السبعينيات, وبحيث
بات توفير فرص العمل وتحديدا في بعض
المختار من مواقع العمل, أو ضمان القبول للدراسة في العديد من المعاهد والكليات, يشترط
الانتماء أو التعاون مع حزب العفالقة أو ما يسمى منظماته الجماهيرية ( أقرأ
المخابراتية) وذلك وبالترافق مع غلق الأبواب ووضع المختلف من العراقيل, للحد من
فرص الحصول على العمل أو الدراسة, أمام من يرفضون الخضوع لهذا الجائر من الشروط,
مع استخدام المختلف من أساليب الإيذاء والمضايقات, لمحاصرة جميع العاملين من أصحاب
المغاير من التوجهات الفكرية, وحتى من هم في عداد المستقل سياسيا من الناس, وسائر
من يرفضون بيع ضمائرهم مقابل الرشوة ....الخ المعروف عن عماد نهج العفالقة
ومنطلقهم الأساس, لتخريب المجتمع العراقي, ومنذ تلك الفترة المبكرة من وجودهم
الهجين في موقع المتسلط على رقاب أهل العراق !*****
* هذا البليد من الاعتقاد والذي
قاد الصحاف وتدريجيا للتصرف والسلوك, بما هو قرين فعل الطاووس, كان ضرب من أوهام
البلاهة, وسرعان ما سوف تنتهي وبشكل مباغت, يوم تعرض لكل صنوف البهذلة والإهانة,
قبل أن يجري اقتياده مثل اللصوص صوب السجن, على خلفية ما عرف يوم ذاك, بفضيحة
المرسلات الإذاعية, والتي ربما ( أقول ربما) كانت قضية مفبركة أساسا, بهدف أن يعرف
هذا الصحاف ومن هم على شاكلته من مثقفي العفالقة من خارج جمهورية العوجة وما
جاورها من المستنقعات الأخرى, حدود الدور المتاح ممارسته من النجومية, في ظل وجود
صدام المهووس بتضخيم الذات وحد المرض, وما يؤكد احتمال فبركة تلك الفضيحة, عودة
الصحاف بعد سنوات قليلة, لقيادة عمل ما يسمى معهد الإعداد الدبلوماسي في وزارة
الخارجة, ومناصب أخرى لاحقا, قبل أن يتحول المسكين, لمهرج بكل معنى الكلمة, وبحيث
بات موضع التصنيف والسخرية عراقيا وعربيا وعلى النطاق الدولي, وخصوصا خلال
الأسابيع الأخيرة التي سبقت سقوط حكم العفالقة في نيسان عام 2003!
** صدقوني بحثت وطويلا بين
المخربط من متراكم ما يسمى أرشيفي الخاص, عن نص جرى نشره على ما أتذكر قبل أكثر من
عقدين من الزمن, ويتضمن بعض الوقائع الطريفة عن هذا المصور الفونغرافي ولكن للأسف
دون جدوى, وكل ما بمقدوري ذكره اليوم, أن (.....) وبعد طرده من الجيش ( عريف)
بتهمة سرقة دراجة هوائية, كان يعمل مصورا شمسيا في المنطقة المجاورة لحديقة الأمة
في الباب الشرقي, لغاية ساعة توظيفه من قبل الصحاف بوظيفة المصور الفوتوغرافي
لمجلة الإذاعة والتلفزيون, بعد زواج إحدى شقيقاته من ضابط تكريتي, كان ضمن طواقم
العاملين مباشرة تحت خدمة ( السيد النائب) ....و....المهم أن ( مصورنا الخاص) كان بين الحين
والأخر, ينطلق وفجأة مهرولا صواب مبنى الإذاعة والتلفزيون, وكانت لا تبعد سوى
خطوات معدودة عن مبنى المجلة, ودون أن نعرف في البداية الدافع أو السبب, بما في
ذلك سكرتير التحرير, إلا أن صار ذلك لاحقا ضربا من المألوف, وعلامة لا تقبل الغلط
على قيام صدام بزيارة مملكة الصحاف, والطريف في الأمر, أن ( مصورنا الهمام) كان مساء
أيام زيارة صدام يواصل العمل حتى الصباح, بهدف إنجاز مهمة تحميض وطبع ما لا يقل عن
عشرة بكرات تصوير, كانت لا تتضمن والله غير بوزات صدام, وعند حضورنا للعمل يدعونا وبتوسل لمساعدته في اختيار الناجح فنيا من الصور,
صور صدام, وذلك بهدف حشرها وعلى الفور
داخل الأنيق كلش من الألبوم, لضمان إيصال الصور وعلى جناح السرعة للسيد
النائب عن طريق التكريتي من النسيب, إلى أن بات ( من صار لاحقا تكريتي هو الأخر)
لا يحتاج اعتماد هذا السبيل, بعد أن صار وفجأة المصور الفوتوغرافي الخاص بصدام
ولغاية يوم التاسع من نيسان 2003!
*** هذا الذي حدث وفي مرفق أعلامي بخطورة عمل الإذاعة والتلفزيون, والذي كان وظل في الواقع, يعد المتقدم من
قلاع العفالقة في ميدان الدعاية والترويج والتلميع, لما يسمى (قيادة الحزب
والثورة) أولا وبالمطلق لاحقا للأهوج من الطاغية الشقاوة صدام, كان يجري
عمليا اعتماده مع المختلف قيادات وكوادر العفالقة, وبحيث صار وتدريجيا من مألوف
العادة, ويجري تنفيذه بشكل متزايد, في المختلف من المؤسسات والدوائر الحكومية,
وتبعا للشاذ من نزوات الشقاوة صدام, أو ولمجرد ارتكاب هذا المسؤول أو ذاك, لخطأ
عير مقصود ولا يستوجب التعرض للبهذلة والإهانة أو حتى التصفية جسديا وعلى النحو
المعروف كلش ولا يستدعي تكراره في سياق هذه السطور!
**** للعلم هذا الضرب من حماقة
التعويل على بعض مثقفي العفالقة مثل الصحاف والكمالي وغيرهم, كان شائعا وسط أعداد
غير قليلة من المثقفين العاملين في والمؤسسات الإعلامية والثقافية والجامعات,
والذين كانوا يعتقدون
أو يوهمون أنفسهم, أن بمقدورهم ومن خلال التعاون مع هذا أو ذاك من مثقفي العفالقة,
المساهمة في تطوير مواقفهم وبحيث يتحولون وتدريجيا إلى موقع أهل التقدم
والديمقراطية.... الخ ما كان في الواقع لا يتعدى حدود الوهم والمستحيل التحقق
عمليا, بحكم أن حزب العفالقة كان وعمليا في الطريق نحو التحول وسريعا لمافيا
يقودها الشقاوة صدام بالاعتماد على
الهمج من العوجة, وتحديدا بعد أن جرى التخلص من وجود عبد الخالق السامرائي, يوم
جرى اقتياده للسجن تحت الكاذب من زعم مشاركته في المحاولة الانقلابية للسفاح ناظم
كزار في حزيران عام 1973 وقبل أن يجري تصفيته
جسديا في عام 1979 بتهمة المشاركة في
مؤامرة عدنان الحمداني وسواه من أركان العفالقة من خارج تكريت والمعروفة بمجزرة
قاعة الخلد!
***** أتجنب عامدا عدم التوقف للتأشير على جانب أخر من عملية إرغام الناس على التعاون مقابل المغريات أو قسرا مع حزب العفالقة الأنجاس, أقصد تحديدا ما كان يجري وبمنتهى القذارة على صعيد عملية الإفساد الأخلاقي المتعمد وبمختلف الوسائل والسبل, في مملكة الإذاعة والتلفزيون ...الخ والتي كان ينفذها سافل العفالقة, وبالخصوص من كانوا يجيدون مهمة (الكّوادة) بهدف إرضاء شهوات ونزوات همج العوجة من ربع الشقاوة صدام, ممن باشروا خلال تلك الفترة من الزمن, عملية اجتياح بغداد !