وداد فاخر *
لم اكن واثقا من ما طرحه محدثي قبل اكثر من
ثلاثة اسابيع عندما اخبرني بانه شاهد سمير عبيد في فيينا ، وبصحبة احد
الدبلوماسيين الرفيعي المستوى من طاقم السفارة العراقية في النمسا ، وعلى عادة
الصحفيين الذين يتتبعون الخبر حتى يمسكوا بكل خيوطه كنت الاحق كل صغيرة وكبيرة مما
يجري داخل مجتمع الجالية العراقية في فيينا حتى تاكدت من وجوده حقا في العاصمة
النمساوية فيينا ، وعرفت مكان اقامته في احد فنادق الحي الراقي في فيينا ، او الحي
19 وهو حي الدبلوماسيين ورجال المال النمساويين ، عرفت بان كل تنقلاته كانت تتم
بواسطة سيارة دبلوماسية وبامر من ذلك الدبلوماسي الرفيع ، ومن خلف السفير العراقي
الذي يثق به كشخص مؤتمن في وظيفته من دون ان تساوره شكوك حول تصرفاته .
لكن ما الذي دعى شخص لا علاقة له
بالدبلوماسية والحكم الوطني للحضور للنمسا والحصول على ذلك التكريم والحفاوة ؟ .
هذا ما جاهد الطاقم الاعلامي الخاص بالقوى الوطنية العراقية لملاحقته وجمع كل خيوط
الزيارة الفضيحة . وبعد ان تم جمع كافة المعلومات المهمة عن مغزى وغرض الزيارة
كانت الاراء مجتمعة من قبل ممثلي القوى والاحزاب والمنظمات الوطنية العراقية في
النمسا التمهل في النشر كون العملية الجارية مبدئيا هي عملية اجتماعية شخصية كما
بدا اولا ، لكن وكما يقال في علم الجريمة بان المجرم يجب ان يترك اثرا في مكان
الجريمة ، وبالفعل فقد ( جلطها ) سموري وبدل ان يوجه الشكر لمضيفيه نشر وهو بعد في
فيينا في مواقع العهر البعثية مقالا يشتم فيه السيد طارق عقراوي سفير الجمهورية
العراقية في النمسا من دون ان يكون للسيد السفير أي دخل في اية مسالة تخص سمير
عبيد وبطانة البعث في النمسا ، سوى إن هناك حقدا عنصريا اسود يتجمع كدمل داخل نفوس
وعقول العنصريين الفاشست من بقايا البعث الساقط ممن نعرفهم واحدا واحدا في فيينا ،
لان السيد عقراوي من القومية الكوردية فقط .
ثم تمادي هو ومن هيأ له الزيارة ورتب امر (
الحدث التاريخي ) الذي ربط الجنوب الشيعي بالمثلث السني في زواج العصر بين (
المجاهد الكبير ) سمير عبيد وقنصل العراق في النمسا ( الآنسة بشرى الراوي ) ، ونشر
وبالتعاون مع آخرين اعرف احدهم من اسلوبه الركيك في الكتابة ، نشر ثلاث مقالات
تنضح تماما بما في دواخلهم ، وفي مواقع معروفة للقاريء الوطني العراقي ، وهي عبارة
عن مقالين بموقع ( الكادر ) أو( القنادر ) لصاحبه الجهبذ نوري المرادي ، وموقع
مستنقع ( كتابات ) على رأي عزيزنا الكاتب الساخر سمير سالم داوود ، وبأسماء
مستعارة لا وجود لها بين الجالية العراقية في النمسا .
ولسنا هنا ضد حرية الرأي لكن من يدع
الوطنية وحب العراق عليه اولا ان يحترم كل مكونات الشعب العراقي التي تشكلت على مدى عقود طويلة ، من كورد
وعرب ومسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين وكلدو آشور وشبك وارمن وغيرهم . لذا فمنتهى
الخزي والعار ان يكتبون بصفاقة ما بعدها صفاقة واصفين السيد السفير بـ ( السفير
الكوردي ) ، او الحديث عن سكرتيرة السفارة بكونها ( مسيحية ) ، ثم توجيه نفس
النغمات البعثية ضد اغلبية الشعب العراقي بإتهامهم بالصفوية . والاغرب من ذلك
التفوه بكلمات غير لائقة حتى من طفل صغير بتوجيه السباب لسفير حكومة منتخبة وشخصية
اكاديمية كالاستاذ طارق عقراوي الذي لم تكن تهمته سوى كونه وطني عراقي من القومية
الكوردية المكون الثاني من مكونات الشعب العراقي والذي يسبق تواجد قومه على أرض
الرافدين اكثر من 2000 سنة قبل الفتح الاسلامي للعراق على حتى الاكثرية العربية
المكونه لسكان العراق ، علما إن أغلب من يتمسك بالعنصرية والتوجه القومي الشوفيني
من المستوطنين حديثا في الوطن العراقي وخاصة ممن نزح من بلدان الجوار وفي نهاية
الحكم العثماني .
وعندما سمعنا بزواج العبقري سموري صرفنا
النظر كليا عن الحديث عن الخبر كون المسالة قضية إجتماعية وشخصية بحت لولا بعض
الخيوط التي تجمعت والتي تشير بكل وضوح إلى وجود غرض سياسي بحت من ذلك الارتباط
الذي يثير الغرابة بين سموري ( البطل ) ابن الجنوب العراقي والساكن في آخر الدنيا
وبين الطرف الآخر الذي يحتل منصبا دبلوماسيا في وسط اوربا ، وعملية الربط هذه
تتضمن استفادة قصوى من كون الزوجه تحمل جوازا دبلوماسيا مما يؤهل الزوج مستقبلا
للحصول على نفس الامتياز ، مضافا لكل ذلك ما في العملية من غرض سياسي بحت بربط كل
التنظيمات البعثية برابط واحد ويوحد عملها ويزودها بما يتوفر من معلومات من داخل
السفارة العراقية . لكن جاءت قضية مقالات تنظيم البعث والتي تحمل اسماء مزورة تطعن
بالسيد السفير العراقي وتنتقص زورا من شخصيته الطيبة الرائعة والتي تمثل الآن
الجانب الانساني للمسئولين العراقيين في كل رواحهم ومجيئهم بدون كلفة او بروتوكول
رسمي . وقد شاهدنا رؤية العين السيد جلال الطالباني رئيس كل العراقيين ، وهو يدخل
قاعة الجمعية الوطنية بكل بساطة وبعيدا عن البروتوكول الرسمي الممل ، ووسط اهله
واحبائه ليضرب مثلا حيا على تواضع كل المسئولين العراقيين الكبار في النزول بين
مواطنيهم دون كلفة ولا عنجهيات رسمية . ولاول مرة احس بانني امام رئيس عراقي منتخب
شعبيا عندما اختلط بالحضور وعانقهم كأي صديق او قريب منهم . وما يفعله السفير
العراقي بتواضعه هو جزء مكمل لما يجري في الداخل من تنامي للعملية الديمقراطية
التي ترفع الكلفة كليا بين الحاكم والمحكوم ، وتجعل الجميع سواسية في الحقوق
والواجبات .
ثم لم التهجم الدنيء على سماحة السيد عامر
الحلو رئيس مركز اهل البيت الثقافي في فيينا ، وما الذي فعله الرجل سوى تاديته
طقوس العبادة اليومية وخدمة المؤمنين من الجالية العراقية ، وللعلم فالمركز هو
المسجد العراقي الوحيد في النمسا ، وكون احد ابناء عمومته يعمل في السفارة
العراقية لا يعطي المبرر لحثالات البعث بالتهجم والاتهام اللا اخلاقي لهذا الرجل
الكريم ؟ ، ام انها عنعنات طائفية برزت على السطح على شكل هوس وجنون طائفي لم
يستطع غلات البعث والوهابيين لجمه إطلاقا ؟! .
وقد كانت رؤية جميع القوى الوطنية العراقية
في النمسا صائبة في تحليلهم الموضوعي للهجمة البعثو - سلفية والتي قادها متطوعا
سمير عبيد ، يساعده طائفي وجاسوس سابق من بقايا المخابرات العراقية الفاشية الذي
فضحته الوثائق الرسمية التي نشرت مؤخرا وجعلته يتخبط في تصرفاته بحيث اصبح كاتبا
بين عشية وضحاها ، يسب ويشتم بالشيعة والكورد ، ويوجه الاتهامات للحكومة المنتخبة
التي غاب خجلا من المشاركة في عملية انتخابها بعد ان كان يبرز عضلاته مبينا وطنيته
الزائفةعندما ظهرت حقيقته المرة في الوثائق التي نشرت عمن تعاون مع المخابرات
العفلقية سابقا . وهذا التحرك
المشين هو جزء من عملية بعثو - سلفية لوضع العصا في عجلة التطور في مسيرة العملية
الديمقراطية الحضارية القائمة في وطننا العزيز ، والتي لم تكن بمعزل تام عن
العمليات الارهابية التي تجري داخل وطننا من قبل التحالف المذكور الذي يحاول ارجاع
عجلة الزمن للوراء ، ظنا من هذه العناصر المكشوفة والمعروفة للقاصي والداني في
العاصمة النمساوية فيينا بمواقفها الذليلة التي يراودها حلم عودة الفاشست القتلة
من العفالقة الانجاس للسلطة مرة اخرى .
نتمنى ان يصحى البعض من حلمهم الطويل على
الواقع الحقيقي المعاش حاليا في العراق ، فقد انتهى إلى غير رجعة عهد القتلة
ومصاصي دماء الشعب العراقي وبدا عهد جديد واخذت مكانس الشعب العراقي تجرفهم نحو
مزابل التاريخ .
فتحية للسيد سفير الجمهورية العراقية
الفيدرالية الاتحادية ، ولكل المخلصين من الوطنيين العراقيين الذين ينكرون ذواتهم
ويقضون الكثير من اوقات راحتهم بعد عناء العمل من اجل خدمة العراق والعراقيين .
وتحية لسماحة السيد الوقور عامر الحلو رئيس مركز اهل البيت الثقافي في فيينا ، وهو
والسيد السفير يعلمون تماما إن هذه هي ابسط ممارسات ازلام البعث العفالقة .
* كاتب عراقي
/ النمسا