حوار لا تعوزه الصراحة مع الرئيس
الأمريكي جورج بوش
بوش يكشف النقاب وبالأمريكي الفصيح عن المستور من الأفكار
!!
في البداية من الضروري التوضيح, أن فكرة هذا اللقاء مع الرئيس الأمريكي بوش, تعود
في الواقع, إلى ما قبل شهور عديدة, وبالتحديد, إلى أكثر من نصف عام من الزمن, ويوم
ذاك أعتذر بوش, عن أجراء اللقاء, نتيجة انهماكه الشديد, ومو شلون ما جان, كما قال,
في حملته الانتخابية, لضمان بقاءه للقادم من السنوات الأربع في البيت الأبيض.
* بعد الانتخابات سيكون من
المناسب تماما, الحديث معك, عن كل شيء, كما تريد, وبالأمريكي الفصيح, هكذا قال بوش
يوم ذاك.
و….كالعادة تماما, داعيكم نسى الموضوع,
موضوع الحوار وبالعراقي الفصيح, مع الرئيس الأمريكي, جراء ضعف العزيزة الغالية
ذاكرتي من جهة, وانهماك العبد لله من جهة أخرى, كما تعرفون بمتابعة بلاوي ومصايب
الوضع في العراق ومطاردة مرتزقة صدام بنعال الكلمات ….الخ.
قبل بضعة أيام, تلقيت اتصالا هاتفيا, وأكيد
ما راح اتصدكون ههههههه من وزيرة الخارجية الأمريكية, ولان أم سمرة كونداليزا
رايس, مخبوصة فدنوب ما بين البحث عن العريس المناسب, وتنفيذ استحقاقات مشروع الشرق
الأوسط الأمريكي عمليا, كان الاتصال الهاتفي قصيرا للغاية, وفي الحقيقة لم يتضمن
ما هو أكثر من التالي وبالحرف الواحد:
* السيد الرئيس جاهز للحوار معك وبالأمريكي
الفصيح, على رقم هاتفه المحمول ….(
ممنوع ذكره بالطبع علنا لدواعي أمنية كما تعرفون) هههههههههه
بعد ما تقدم من التوضيح, نورد نص وقائع
وتفاصيل هذا الحوار, الصريح للغاية, والذي يكشف بالفعل عن المستور من الأفكار
أمريكيا, بصدد ما سوف يجري في العراق ومنطقة الشرق الأوسط راهنا وعلى المدى
المنظور,*
وبوضوح شديد وبدون رتوش, وتلك لمن لا يعرف واحدة من الخصال الإيجابية للغاية في
شخصية بوش, المعروف بحكم انحداره من مقاطعة تكساس, بنزوعه للحديث, عن كل الأمور
بصلافة رجل الكوبوي, يعني بالعراقي الفصيح : يحجي على المكشوف ومسدسه بحزامه
ههههههههه
* ماذا بعد نجاح الانتخابات في العراق ؟!
ذلك كان سؤالي الأول.
* المهم ليس نجاح الانتخابات,
وأن كان ذلك بالطبع مفاجئة سارة للغاية, وإنما المهم والأساس, تمكين من لا يعارضون
جذريا مشروعنا الاقتصادي والسياسي, على لعب الدور المطلوب في الوضع الراهن في
العراق, وبالتحديد عند تشكيل الحكومة الجديدة والمباشرة في كتابة مشروع الدستور
الدائم, والتمهيد للانتخابات القادمة في تشرين الثاني القادم.
*ماذا يعني ذلك بالصريح من التعبير؟ ومن هي
الأطراف العراقية, التي يعتقد سيادتكم, عدم معارضتها جذريا لمشروعكم الاقتصادي
والسياسي في العراق ؟!
* شوف عيوني, دعنا نبدأ من الاقتصاد, صدقني
بعد انهيار الوضع الاقتصادي خلال سنوات الحصار وبعد أن عاش العراقيون محنة الفقر
والضيم والجوع طويلا, لا يوجد هناك عمليا من يمكن أن يعارض اليوم, مشروعنا لفرض
اقتصاد السوق الحر في العراق, خاصة لعدم وجود البديل, نتيجة انهيار الدولة وتفكيك
الغالبية العظمى من مشاريع وشركات القطاع العام, وحيث فرص العمل الأساسية, المتاحة
أمام الملايين من العاطلين عن العمل, تكاد أن تكون محصورة, اليوم, ولاحقا بعد عودة
الاستقرار, ما بين الحصول على العمل في المئات من مشاريع القطاع الخاص واستثمارات
الشركات الأجنبية, الأمريكية بشكل خاص, التي باشرت عملها ومنذ سقوط صدام, أو
التطوع في القوات المسلحة العراقية…الخ المجالات المحدودة للغاية للحصول على العمل
في أجهزة الدولة, وبأجور تقل كثيرا, عن مستوى الأجور ,في مشاريع القطاع الخاص
وعقود العمل مع الشركات الأجنبية.
* يعني تحويل الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد
استهلاك وخدمات وانتاج نفط بالأساس, وبشكل يسهل عملية ربطه تماما, بالسوق
الرأسمالية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا …الخ, هل هذا ما يقصده
سيادتكم بالتحديد؟
* فعلا أنت واحد تفتهم …. هوهوهوهوهو ذلك
بالتحديد جوهر ما كنت أريد توضيحه باختصار شديد.
* أن تشاطرنا جميع الأطراف
السياسية في العراق, الموقف أو لا, ذلك مو مهم جدا, وأن كان ذلك مطلوب بالتأكيد,
الأهم من ذلك, عدم وجود, من يملك القدرة بالفعل, على معارضة مشروعنا الاقتصادي,
وبالتالي السياسي في العراق.
* عفوا, هل يعني سيادتكم
بالتحديد, أن اختلال موازين القوى السائد اليوم , بحكم وجود قواتكم في العراق,
يضمن وبالقوة, تنفيذ مشروعكم الاقتصادي والسياسي ….
* دون إسقاط هذا العامل من
الاعتبار, على الأقل في الوقت الحاضر,
ولكن نحن لا نفكر ولا من مصلحتنا الاحتفاظ بهذا العدد الكبير من قواتنا في
العراق, وندرك تماما أهمية العمل على خلق وإيجاد الظروف الملائمة, لجدولة عملية
انسحاب, الجزء الأعظم من قواتنا وبالسرعة الممكنة, وبالتالي ليس وجود قواتنا هو الأساس, للقول بعدم وجود, من يملك
القدرة بالفعل اليوم, على معارضة مشروعنا الاقتصادي والسياسي في العراق, نحن نعول,
ونعتمد بالأساس, على أن تكون موازين القوى, بين مختلف الأطراف السياسية الأساسية
في العراق, بشكل لا يتعارض بالفعل مع توجهاتنا الاقتصادية والسياسية في العراق
والشرق الأوسط, وذلك يعني ضمنا, أهمية وضرورة تدعيم وتفعيل دور الأطراف السياسية
العراقية, التي يتوفر عندها الاستعداد الكامل, للمضي معنا, بالعمل المشترك حتى
نهاية الشوط.
جواب بوش على هذا السؤال وسواه
من التساؤلات الأخرى,, يمكن مطالعتها في القسم التالي, من هذا الحوار الصريح ومو
شلون ما جان مع الرئيس الأمريكي !
سمير سالم داود
التاسع من
شباط 2005
* رفض بوش الحديث عما ما جرى من التطورات قبل وبعد
إسقاط صدام بالقوة واحتلال العراق, مؤكدا على أن الحديث عن ما مضى, من اختصاص
المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية, وقال وبالحرف الواحد: داعيك واحد مطي
بالسياسة, ولذلك صدقني مهمتي, كانت لا تتعدى كفيلك الله, ما هو أكثر من التوقيع
على الأوامر وبس, وشخصيا, طالما أن الأوامر تعني الطاخ والطوخ أوقع عمياوي, يعني
العبد لله من تكساس وعندك الحساب هوهوهوهوهو ….( هكذا يضحك بوش).
*من هي هذه الأطراف العراقية, التي يتوفر
عندها الاستعداد الكامل, للمضي معكم حتى نهاية الشوط؟!
* هناك اليوم أطراف عراقية عديدة, وفي الواقع,
عددها أكثر مما كان عليه الحال قبل سقوط صدام, وهذه الأطراف, على استعداد راهنا
للعمل معنا, بهذا القدر أو ذاك, ولأسباب عديدة, تتعلق من حيث الأساس, بطبيعة
موازين القوى السائد بين الأطراف المختلفة المشاركة في العملية السياسية, وحجم
دورنا المحوري اليوم, في تحديد وتقرير العديد من مسارات العمل السياسي ...الخ ولكن
هذه القوى لا يمكن, أن تكون عماد مشروعنا الاستراتيجي في العراق, وقد تتحول لاحقا,
حتى للعمل بهذا الشكل أو ذاك, ضد مشروعنا الاقتصادي والسياسي والفكري, وبالتالي
ليس هناك طرف سياسي, على استعداد كامل للمضي معنا, حتى نهاية الشوط سوى...العفالقة
( بوش يستخدم طبعا حشه كدركم أسم حزب البعث)!
* هل تعني بالتحديد من انشقوا عن صدام من
العفالقة؟!
* لا, هولاء تعاونهم مضمون قبل سقوط صدام,
وهم لا يملكون في الواقع, سوى تنفيذ ما كان موضوع اتفاق ومحدد سلفا, وبغض النظر,
عن من يكون في الواجهة عند التنفيذ, وبالشكل الذي نريد بالتحديد, تلك هي مهمتهم
الأساس, وذلك ما يدركه جميع من يتابعون تطورات الوضع في العراق, ولكن نجاح من
عملوا معنا من العفالقة قبل سقوط صدام, سيظل بدون معنى, وعاجزا عن تنفيذ مشروعنا
الاقتصادي والسياسي في العراق, بدون نجاحهم في ضمان عمل وتعاون العفالقة ممن ظلوا
عماد قوة صدام حتى اللحظة الأخيرة.
* ولكن يظل السؤال, لماذا العفالقة
بالتحديد, طالما أن هناك أطراف عديدة أخرى, لديها الاستعداد كما ذكرتم معكم في
الوقت الحاضر؟
* نعم هناك أطراف عديدة على استعداد للتعاون
معنا, في الوقت الحاضر وقد تستمر في التعاون معنا حتى في المستقبل, ولكن ما نريده
بالتحديد راهنا وعلى المدى المنظور, طرف يملك وبحكم وجوده في السلطة لعدة عقود من
الزمن, ما يكفي من الكوادر لقيادة العمل في إدارة مختلف أجهزة الدولة, وفي مختلف
الاختصاصات, وعلى استعداد في ذات الوقت, للمضي معنا حتى نهاية الشوط, وبدون قيد أو
شرط, وليس هناك صدقني سوى العفالقة.
* حتى وأن كان العفالقة لا
يمثلون سوى الأقلية في العراق؟!
* ذلك بدوره عامل مهم بالتحديد,
يجعلهم بحاجة ملحة للحصول على دعمنا في مواجهة الأكثرية, ويضمن بالتالي تعاونهم
معنا, حتى نهاية
الشوط, وبدون قيد أو شرط,
* ولكن لماذا تتوقعون, أو بالأحرى لماذا
لديكم مثل هذا الاعتقاد الراسخ, حول
استعداد العفالقة للتعاون معكم دون قيد أو شرط ... ؟!
* أولا العفالقة أكثر استعداد فكريا وسياسيا
للقبول بمشروعنا داخل العراق.....وفي الواقع نظام صدام وحزب العفالقة ...عملوا
الكثير وفي مختلف الظروف, لخدمة مصالحنا في هذا الجزء الحيوي من العالم, وعلى نحو
لم يفعله أحد سواهم من قبل, وبالتالي لا يوجد هناك ما يحول دون تقديم المزيد
والمزيد, طالما أن ذلك يضمن عودتهم, إلى مراكز القرار في الدولة والمجتمع ....وفي
الواقع وعمليا, العفالقة اليوم في العراق, لا يملكون...فرصة مهما كانت محدودة,
لتحقيق هذا الهدف, بدون دعمنا وحسن تعاونهم معنا بدون قيد أو شرط ...خاصة وهم
يدركون تماما, مدى عمق كراهيتهم, على صعيد الرأي العام العراقي, خارج مناطق
تواجدهم التقليدية, وخارجيا...للعفالقة نزوع للانتقام لا يقدر بثمن, للانتقام من
دول الجوار باستثناء أصدقاءنا في الأردن وكذلك تركيا, وهذا ما يتوافق مع ما نريد
بالتحديد, حيث بمقدورنا استخدام هذا النزوع للانتقام, سواء للتهديد أو حتى
المشاركة في التنفيذ, بما يضمن تدريجيا, تنفيذ كامل مشروعنا في الشرق الأوسط,
* طالما كان هدفكم منذ البداية, ضمان عمل
وتعاون العفالقة ممن ظلوا عماد قوة صدام حتى اللحظة الأخيرة, لماذا إذن لم يجري
التعاون معهم مباشرة, خاصة بعد أن أعلنوا الاستسلام لزحف قواتكم دون مقاومة تذكر
وبالتحديد في قلاعهم التقليدية, عوضا عن حرمانهم وبجرة قلم, من جميع
امتيازاتهم وسلطان نفوذهم في الدولة
والمجتمع؟
* هل تعتقد أن مؤسسة عسكرية وحزبية يسودها
الضبط الحديدي, وتملك من الخبرة للعمل تحت مختلف الظروف, نتيجة خبرة عقود من العمل
والحروب...الخ يمكن الاعتماد على ولاءها المطلق, وبالتالي المراهنة عليها تماما,
لتنفيذ مشروعنا الاقتصادي والسياسي في العراق والشرق الأوسط,؟
عليك أن تفهم في السياسية وقدر تعلق الأمر بأهدافنا الاستراتيجية, لا يمكن
العمل بمنطق المغامرة, خاصة في منطقة مهمة وحيوية للغاية لمصالحنا الاقتصادية
والسياسية, وفي ظل وجود نشاط واسع النطاق للقوى الإرهابية وأجواء الحقد والكراهية
ضد سياستنا ومواقفنا على صعيد الشارع العربي. ...لذلك كان المطلوب ليس إسقاط صدام
وحسب, وإنما الشطب على مصدر قوة العفالقة, وبالتحديد المؤسسة
العسكرية..جيش...شرطة...مخابرات...الخ ما هو عماد السلطة الأساس في العراق.
* ولكن هل كنتم لا تتوقعون أن حرمانهم من
نفوذهم وامتيازاتهم, سيدفعهم للقتال من أجل استعادة ما فقدوه فجأة من مراكز القوة
في الدولة والمجتمع؟!
* مو اتكول أنت ماركسي جرم الله هوهوهوهو
...هل هناك تاريخيا وفي جميع المجتمعات البشرية, من يرتضي التخلي طوعا عن
امتيازاته ونفوذه, بدون أن يقاتل دفاعا عن هذه الامتيازات؟!
* ذلك ما أعنيه بالتحديد, لماذا
جرى حرمانهم إذن من امتيازاتهم, طالما كنتم تتوقعون أن ذلك سيدفعهم لمقاومة
وجودكم؟!
* هل تعتقد كان بمقدورنا, البقاء طويلا في
العراق بعد إسقاط صدام, دون الإقدام على الخطوات الضرورية التي تجعل من بقاء
قواتنا ووجودنا, ضرورة من قبل جميع الأطراف السياسية, باستثناء معارضةالعفالقة
المتوقعة, وبشكل مؤقت ولغاية نجاحنا وبالاستناد أساسا على معارضة العفالقة,,
لترتيب الوضع في عراق ما بعد صدام, بشكل يتفق مع مشروعنا الاستراتيجي على صعيد
العراق والشرق الأوسط ؟
لذلك كان لابد, ومن الضروري, سلب وتجريد
العفالقة من عناصر ومقومات القوة , من أجل تطويعهم تدريجيا , وبحيث يكتشفون في
النهاية, مثل أي حيوان جريح, أن الصراخ والرفس والعض ...الخ لا يجدي للخلاص من
المصير المحتوم, ولا سبيل لاستعادة مواقعهم في الدولة والمجتمع, سوى الرضوخ
والقبول بالعمل معنا, لتحقيق ما نريد دون قيد أو شرط.
* ولكن هذا الحيوان الجريح, لا يزال بعد
مرور ما يقرب من عامين من الزمن, يواصل ما هو أكثر من العض والصراخ, ويقود عمليات
القتل والتخريب في العراق لغاية اليوم؟
* هذا الحيوان الجريح بدأ يرضخ أخيرا, وحين
سوف يستسلم تماما في النهاية, سينتقل للعمل معنا وليس قطعا ضدنا, ولكن ليس قبل أن
يجري, ترتيب وتدعيم استقرار المعادلات السياسية, وبشكل لا يهدد مشروعنا الاقتصادي
والسياسي في العراق.
* ولكن هل تعتقد أن كل هذا العدد الكبير من
الضحايا, بما فيهم بين صفوف قواتكم وكل هذا التخريب...الخ ما يجري من البشاعات في
العراق ومنذ سقوط صدام, كان لابد أن يتحمل العراقيون تبعاته الكارثية, ثمنا لنجاح هدفكم في تطويع العفالقة
وضمان تحولهم إلى عماد سياستكم في العراق بعد حرمانهم أولا من نفوذهم وامتيازاتهم
؟!
* بالتأكيد كنا لا نتمنى أن يحدث ما حدث,
ولكن في العمل السياسي, ولتحقيق هدف استراتيجي, يخدم مصالحنا الاقتصادية والسياسية
في هذه المنطقة الحيوية من العالم, لابد من القبول ببعض التضحيات , ذلك ثمن كنا لا
نريد دفعه بالطبع, ولكن كنا ندرك سلفا , احتمالات وقوع الخسائر, الجميع يعرف أن
الحرب ليست نزهة هوهوهوهوهوهو
* السؤال :هل تعتقدون أن هدفكم من تطويع
العفالقة لما تريدون قد تحقق, وهل أن ذلك يعني نهاية دورهم في على صعيد عمليات
الإرهاب والقتل في العراق؟!
ذلك ما سيكون محور القسم التالي من هذا
الحوار الذي لا تعوزه الصراحة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش.
هامش : هذا الشكل من الحوار مع بوش, محاولة صحفية
لقراءة العقل الأمريكي, وبالتحديد محاولة تستهدف استعراض منطق تفكير العقول التي
تعمل في مركز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية, وهي المراكز التي يجري اعتماد
مقترحاتها وخططها عند وضع المفاصل الأساسية للسياسية الأمريكية على الصعيد
الخارجي, وارتباطا بالطبع بطبيعة موازين القوى داخل مراكز القرار في المجمع
الصناعي والعسكري, الذي يعد الحاكم الحقيقي في الولايات المتحدة الأمريكية.
بوش يكشف النقاب وبالأمريكي الفصيح عن المستور من
الأفكار !!القسم الثالث
* هل
تعتقدون أن هدفكم من تطويع العفالقة لما تريدون قد تحقق بالفعل, وهل أن ذلك يعني
نهاية دورهم على صعيد عمليات الإرهاب والقتل في العراق؟!
* أستطيع
القول أن جانبا مهما من هذا الهدف, (تطويع العفالقة),قد تحقق بالفعل, وقد جرى
وبالتعاون مع أصدقاءنا في الأردن, التوصل وحتى قبل نجاح الانتخابات, إلى تقديم ما
يكفي من الضمانات التي تمهد السبيل عمليا, لتوسيع نطاق عودة العفالقة من العسكريين
إلى مراكز نفوذهم التقليدية في
المؤسسة العسكرية وبالتحديد في الجيش, كما يمكن القول ودون تحفظ, أن النجاح مع
القطط السمان من العفالقة, ممن كانوا يلعبون الدور الوسيط , في ميدان التجارة
داخليا وخارجيا, في ظل نظام صدام, كان أكبر وأسرع مما كنا نتوقع.
وفي الواقع, هذه القطط السمان, وبالتحديد
تلك التي لا تنحدر في الأصل من تكريت وعشيرة صدام بالذات, كان من السهل عليها
تمام, وبحكم حسها التجاري, إدراك أن التعاون معنا, سوف يمكنها من استثمار غياب
القطط الكبار من عشيرة صدام, التي كانت كما هو معروف, تتحكم تماما بجميع مفاصل
الحياة الاقتصادية والتجارية في ظل نظام صدام.
* ماذا تعني
بالتحديد؟! هل جرى مثلا إغراء قطط العفالقة السمان, بالحصول على بعض عقود إعادة
الأعمار في العراق أو غير ذلك من الصفقات المغرية؟
* تلك أمور
تفصيلية, يجري تحديد مساراتها مباشرة, من قبل الجهات والشركات الأمريكية, التي
تلعب الدور الرئيس على صعيد عقود وصفقات إعادة الأعمار في العراق, ما يهمني توضيحه
هو الجانب المتعلق بالضمانات على الصعيد السياسي, حيث كان علينا تقديم ما يكفي من
الضمانات, للقطط السمان من العفالقة, على أن التعاون معنا, من أجل نجاح مشروعنا
الاقتصادي والسياسي في العراق, سوف يفتح المجال أمامهم, وخاصة في ميدان التجارة
الخارجية, لكسب المزيد من الأرباح, وعلى نحو يتجاوز مئات المرات, وحتى آلاف
المرات, مما كان يحققونه من الأرباح, في ظل نظام صدام, وحيث كان المتاح أمامهم
عمليا, لا يتعدى في الواقع ما هو أكثر من الفتات! وعلى هذا الصعيد أيضا, لاعب
أصدقاءنا في الأردن, دورا مهما للغاية, وقرار العاهل الأردني منح القطط السمان من
العفالقة, حتى جوازات سفر دبلوماسية, لتسهيل نشاطاتهم التجارية, مجرد مثال أخر,
على عملنا من أجل ضمان تطويع العفالقة لما نريد, وبشكل يحقق هدفنا من إرغامهم على
التعاون معنا حتى نهاية الشوط ودون قيد أو شرط.
* ولكن
لماذا كل هذا الاهتمام الاستثنائي, بدور القطط السمان من العفالقة؟!
* دورهم في
الواقع مهم للغاية, بحكم تجربة عملهم الطويلة في ميدان العمل التجاري, وما يملكونه
بالتالي من الخبرة والقدرة على ممارسة
التأثير على مسارات الوضع الاقتصادي في عراق ما بعد صدام, وهذا بالتحديد, ما سوف
يساعدنا كثيرا, في ضمان أحداث تحولات جذرية في الحياة الاقتصادية, باتجاه يساهم
بتدعيم اقتصاد السوق والتجارة الحرة, وبشكل ينسجم تماما, مع مشروعنا الاقتصادي
والسياسي , وباختصار شديد أن نجاحنا في تطويع القطط السمان من العفالقة, والاعتماد
على جهودهم في تدعيم اقتصاد السوق والتجارة الحرة, سوف يساعد على تدعيم وجود قاعدة
اجتماعية عريضة, ترتبط مصالحها وبقوة بالسوق الأمريكية وبالتالي دوام حرصها على
التعاون معنا, وبحيث تغدو الدعوات إلى التراجع عن هذه الوجهة ( اقتصاد السوق) من
قبل هذا الطرف السياسي أو ذاك, بمثابة مغامرة سياسية بكل معنى الكلمة.
* الجانب
الأساس مما تقدم, مازال رهن المستقبل , والمهم في الوقت الحاضر, معرفة هل أن ما
تحقق من النجاحات على صعيد تطويع العفالقة من العسكريين والقطط السمان, ممن
يتواجدون في عمان وبمساعدة من صديقكم
العاهل الأردني, سوف يساعد على تعطيل دور هذه القيادات العفلقية في الأشراف
على عمل شبكات الذراع الخارجية
للعفالقة, والتي تقود عمليات تجنيدا الإرهابيين والدعاية ضد وجود قواتكم في
العراق؟!
* نحن نعرف
تماما, أن مخابرات صدام في الخارج, منظمة بشكل جيد, و لا تزال تملك في الواقع,
بحكم خبرتها الطويلة في مجال التحرك السري, واستخدام الأرصدة المالية الكبيرة
للنظام في البنوك الخارجة, القدرة على التحرك بحرية, مخابراتيا وسياسيا, عبر
اعتماد مختلف إشكال الأغراء والرشاوى, لشراء صمت وحتى تعاون من هم بحاجة لمساعدتهم
للتغطية على مختلف أشكال نشاطاتهم, في معظم الدول العربية والأوربية وحتى داخل
الولايات المتحدة الأمريكية, أو هل تراك تعتقد, نحن نجهل وجود ونشاط الشبكة الواسعة للغاية من الواجهات
التجارية, التي تم إقامتها للتحايل على قرارات الحصار الدولي من جهة, ولزيادة
أرصدة النظام المالية في الخارج من جهة أخرى, وهذه الشبكات وكما بات اليوم معروف
تماما, نجحت وبالاعتماد على الرشاوى, من التغلغل إلى داخل مراكز النفوذ السياسي
والإعلامي في العديد الدول الأوربية والعربية, وحتى على صعيد أعلى المستويات داخل
منظمة الأمم المتحدة.
* إذا
كنتم تعرفون جميع هذه التفاصيل, لماذا إذن
لم يجري بعد إسقاط صدام, العمل على محاصرة هذه الشبكات, والحد من نشاطاتها الواسعة النطاق, وخاصة
على صعيد تجنيد الإرهابيين والتحريض على الإرهاب في العراق؟!
* كان
بمقدورنا قطعا العمل على تهديم هذه الشبكات, أو على الأقل, تعطيل عمل هذه الشبكات
في هذا البلد أو ذاك, من خلال القيام بخطوات صارمة وجدية, لملاحقة أرصدة نظام صدام
في البنوك الخارجية, ولكن وجدنا, أن نجاحنا في تطويع كبار العسكريين والقطط السمان
من العفالقة في الأردن, والذين يقودون عمليا, مفاصل أساسية من هذه الشبكات, سوف
يساعدنا على السيطرة على مجمل نشاط هذه الشبكات تدريجيا, وبالاعتماد على ما توفر
لدينا من المعلومات التفصيلية من أصدقاءنا في الأردن, حيث كانت البنوك الأردنية,
ولفترات طويلة تلعب الدور الوسيط, في حركة تنقل الأرصدة, ومرور البضائع المهربة
للعراق خلافا لقرارات الحصار...الخ وفي الواقع بالاعتماد على جانب من هذه
المعطيات, نجحنا في ملاحقة
أرصدة صدام المالية في بعض البنوك الخارجية فقط., بهدف إظهار مدى جديتنا عمليا, من
أجل تطويع المركز الذي يقود هذه الشبكات من جهة, وضمان تعاون العديد ممن يتولون
مهمة قيادة هذه الشبكات بشكل مباشر, في العديد من دول العالم من جهة أخرى!
* ما هو الهدف ولماذا
ملاحقة أرصدة صدام في بعض البنوك فقط؟!
* في دوائر
الخارجية والمخابرات المركزية, هناك من يعتقد أن نجاحنا في تطويع المركز الذي يقود
هذه الشبكات , سوف يساعدنا كثيرا, على توظيف عمل هذه الشبكات لاحقا, لخدمة مصالحنا
ونفوذنا, في مناطق انتشارها في الكثير من دول العالم, وخاصة في الدول العربية
والأوربية.
* هذه الصورة, عن نجاحاتكم خلف الكواليس في
تطويع العفالقة, والتي تبدو زاهية للغاية, مغايرة لما هو سائد, ولا يزال على أرض
الواقع في العراق , وبالتالي يظل السؤال : هل ما تحقق يكفي فعلا, لضمان عدم
استمرار دور العفالقة, في دعم وإسناد عمليات الإرهاب والقتل في العراق؟!
* بالتأكيد لا!
وقبل أن تساءل لماذا, دعني أوضح حقيقة مهمة, يجري تجاهله من قبل الكثيرين, ولدوافع
مختلفة, هذه الحقيقة وباختصار شديد, في العراق وطوال ما يقرب الأربعة عقود من
الزمن, لم يكن هناك نظام سياسي, حتى بالشكل الكاريكاتيري السائد في العديد من
الدول الفقيرة في العالم, كان هناك
بالطبع, شكل لنظام سياسي في الظاهر, ولكن عمليا, العراق ظل وطوال حكم العفالقة,
يخضع في الواقع لسيطرة عصابة دموية يقودها صدام, عصابة لا تختلف من حيث الأساس
والجوهر على صعيد العمل, عن نمط ما يحكم ويسود عمل عصابات المافيا الرئيسية, تلك
التي لا تزال تعمل سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو إيطاليا ....الخ حيث
العراب وأبناءه وسائر أفراد العائلة من الأقرباء والمنحدرين من مدينته, يتحكمون
مركزيا في جميع مراكز النفوذ التجاري, وحتى في الوسط السياسي والإعلامي والقضائي
...الخ وبالاستناد طبعا على العشرات من العصابات الفرعية التي يتولى قيادتها ممن
نجحوا في إثبات ولائهم للعراب, ترى ماذا يحدث حين يجري فجأة ولهذا السبب أو ذلك,
التخلص من العراب وجميع أفراد عصابته الرئيسية؟
ذلك كان في الواقع, من بين التساؤلات
الأصعب, التي جرى التوقف عندها بالمناقشة وبالتفصيل مطولا, قبل الأقدام على تنفيذ
قرارنا بالتخلص من صدام بالقوة.
* طالما
كان لديكم ما يكفي من الكوادر والقيادات البديلة , لماذا إذن كان هذا الأمر
بالتحديد, من بين التساؤلات الأصعب, فيما جرى مناقشته بالتفصيل ومطولا, قبل
الأقدام على تنفيذ قراركم بالتخلص من صدام بالقوة؟!
الجواب على هذا السؤال, يمكن
مطالعته في القسم التالي, من هذا الحوار الذي حوار لا تعوزه الصراحة مع الرئيس
الأمريكي جورج بوش !
سمير سالم داود 22 شباط 2005