لو سألنا أي إنسان منصف في هذا العالم
سؤالا بسيطا : هل للكورد حق في تقرير المصير أم لا ؟ لاشك أن الإجابة ستكون بنعم لأنهم
أحد اقدم شعوب المنطقة ولهم تاريخ عريق ومشرق ولهم عاداتهم وتقاليدهم الخاصة ولهم
لغتهم و أرضهم وهم فوق هذا وذاك ملايين من البشر تسببت المؤامرات والمصالح للدول
الاستعمارية في تقسيمهم بين عدة بلدان ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تبعه تقتيل
وتشريد ومحاولات لطمس هويتهم على يد الحكومات المتعاقبة في تلك الدول .
لن أتكلم عن إخواني الكورد في الدول الأخرى ( تركيا – إيران – سوريا ) واترك أمر ذلك لهم فهم اقدر
مني على اخذ حقوقهم و الدفاع عنها كل حسب البلد الذي اُلصق به
وسأتكلم عن إخواني الكورد في العراق .
أن جميع المنصفين من أبناء العراق وبجميع طوائفهم يعلمون ما لحق
بنا جراء السياسات الشوفينية للحكومات المتعاقبة على العراق منذ بدايات القرن
الماضي أي منذ إعلان تشكيل الدولة العراقية ويعلمون أيضا ما دفعه الكورد من دماء
وكم اُعتدي على أعراضهم وهم يقاتلون دفاعا عن وجودهم وحريتهم , ويعلمون أيضا بان
الكورد وبالرغم من كل تلك التضحيات لم يصوروا يوما قضيتهم أو نضالهم بأنه صراع كوردي
– عربي بل على العكس من ذلك تماما
فهم كانوا وما زالوا يقولون أن صراعنا كان مع الحكومات وليس الشعوب وان ما جرى
علينا جرى على العرب وان كان بدرجات متفاوتة أحيانا ويقولون أيضا بان تلك الحكومات
لم تمثل العرب في يوم من
الأيام ...
أن الشرفاء من إخواننا العرب يعلمون جيدا
بان الكورد في العراق عندما ناضلوا
وقاتلوا البعث وزمرة البعث لم ينسوا
قط إخوانهم العرب وما يلاقونه من الظلم والاضطهاد على أيدي أولئك المجرمين
وكانت أبوابهم مشرعة دائما لاستقبال الهاربين من جحيم البعث ووفرت جبال كوردستان
الحماية والرعاية لهم وعندما تكاملت الجهود وتحالف الاخوة في القضاء على العدو
المشترك , اختار الكورد و بملء إرادتهم البقاء في عراق موحد , ديمقراطي , فدرالي يعطي لكل ذي حق حقه ولم يكونوا
مجبرين على القبول بالاتحاد كما يتصور البعض لان الأمور قد تغيرت ومصالح الدول
الكبرى الآن ليست نفس المصالح التي كانت في بدايات القرن الماضي بل على العكس
تماما اصبح من مصلحتهم تجزئة العراق ودول المنطقة وكان بإمكان الكورد السيطرة على
كركوك وإعلان رفضه الانضمام إلى العراق ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته وتدويل
القضية الكوردية , لكنهم لم يفعلوا !!! .
أما ( الغول ) التركي الذي يتوهم البعض بأنه لن يقبل بتقسيم
العراق أو قيام كيان كوردي مستقل فانه لم يكن في يوم من الأيام غولاً إلا على العرب والمسلمين في إمبراطوريتهم
الإسلامية والتي أذلت فيها رقابا رضت بالذل وأذعنت له و لا تزال ترتعد فرائصهم رغم
مرور عشرات السنين على انهيارها غير مأسوفا عليها وهؤلاء ليس لنا علاقة بهم ولا
يهمنا أمر مناقشتهم أو مناقشة أطروحتهم لأنهم واهمون وفي سُباتهم يعممون , وما الصمود البطولي لبضع مئات من
مقاتلي حزب العمال الكوردستاني وبأسلحة خفيفة أمام الاتاتوركية البغيضة التي جمعت
قضها وقضيضها على تلك الفئة المؤمنة بحقوق شعبها إلا دليلا عمليا على ما نقول وبأن
تركيا لم تعد باستطاعتها الدخول في حرب ضروس مع الكورد ستجعل إمبراطوريتها
المزعومة في مهب الريح وما وقوف تركيا كالمتسول أمام أبواب الاتحاد الأوروبي إلا
دليلا آخر على ما نقول ولن يُِقبل
في ذلك الاتحاد المتحضر إلا بعد أن يأخذ الكورد في تركيا
جميع حقوقهم المشروعة .
إذاً عندما اختار الكورد البقاء ضمن عراق فدرالي موحد اختاروا
ذلك عن قناعة تامة ورغبة أكيدة وحرية مطلقة مع احتفاظهم بالحلم المشروع في كردستان
الكبرى ....
ولكن للأسف بدأنا نسمع أصواتاً نشازاً تغرد
خارج السرب تشتم تارةً وتهدد تارة أخرى عندما يطلب الكورد العيش ضمن عراق فدرالي
ويُطالب بضم مدينة كركوك إلى إقليمهم , وتحاول تلك الأصوات ومن خلفها قوى الشر
والظلام البعثي وضع العصي في عجلة بناء العراق الجديد وتحلم بعودة الأوضاع إلى ما
قبل التاسع من نيسان الأغر .
وهنا يكون من حق الكورد أن يسألوا إخوانهم العرب هل نحن أبناء العراق أم لا ؟ هل نحن شركاء لكم في الوطن ام لا
؟ فان كان الجواب ( نعم ) وهو ما نعتقد بأنه رأي الشرفاء جميعا فما المانع إذاً من إلحاق
كركوك بكردستان والجميع يعلم بان غالبية سكانه قبل سياسة التعريب كان من الكورد وأنها
مدينة كوردستانية تاريخيا , وإذا ما الحق كركوك بكردستان فهل يتضرر أحد ؟ ولماذا
؟ مادام الجميع سيعيشون في عراق
موحد ديمقراطي يحفظ حقوق جميع مواطنيه .
أن عملية ضم كركوك إلى إقليم كوردستان لا
تتم بقوة السلاح أو بالحرب لا سامح الله ولا يريد الكورد هذا أبدا وإنما بتطبيق
مواد الدستور التي صوت عليها غالبية الشعب العراقي وتحديدا المادة 140 والتي من
ضمن بنودها أجراء تعداد سكاني لمدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها بعد تطبيع الأوضاع فيها وإعادة المهجرين إليها
ومن ثم أجراء استفتاء يقرر من خلالها أبناء تلك المناطق قبولهم الانضمام إلي الإقليم
ام لا ونحن في كوردستان سنرضى بما يقرروه
.
أما إذا كان الجواب ( لا ) أي أننا لسنا أبناء
للعراق ولسنا شركاء لكم في الوطن عندها من حقنا أن نسأل لماذا تشتموننا وتهددوننا
عندما ندافع عن ثوابتنا القومية وحقوقنا المشروعة في الدفاع عن أراضينا وعن أبناء
شعبنا وعن حقهم الطبيعي في الاختيار
بين البقاء معكم أو الانضمام إلى إقليمنا الخاص بنا !!!!!.
أننا على ثقة تامة بان الذين يهاجمون
الكورد بمناسبة أو بدونها ليس لهم إلا هدف واحد وهو الاصطياد في الماء العكر
ومحاولة تهديد أمن واستقرار العراق و إبقاء الوضع على ما هو عليه وإشعال حرب أهلية
قد تأتى على اليابس والأخضر لان الكورد لن يقبلوا أن يُعاملوا معاملة مواطني
الدرجة العاشرة مرة أخرى ولن يقبلوا أن تذهب نضالات عشرات السنين ودماء مئات الألوف
من أبنائهم هباءاً لان بعض الشوفينيين وبعض الموتورين لا يروق لهم المطالبات
المشروعة للشعب الكوردي ..
أننا ندعوا إخواننا العرب في العراق إلى
كلمة سواء بيننا وبينهم , أن نتكاشف ونتصارح ونختار إحدى الحسنتين , أما أن نكون
اخوة نتحد ونبني العراق الجديد على أسس سليمة ونبني جسور الثقة المفقودة بيننا
ونتقاسم الآمال والطموحات ونؤسس لشراكة حقيقية يكون لنا ما لكم وعلينا ما عليكم
كمواطنين حيقيقين إن أن يذهب كل منا في طريقه الذي يرضاه ويختاره , وكلنا أمل بأن
يكون الاختيار الأول هو غايتنا ورجانا لأننا نحب العراق ونتمنى أن نكون جزءاً منه لأننا
عشنا على أرضه واقتسمنا هواءه وعشقنا ترابه ..
لذلك أناشد الشرفاء والعقلاء من أبناء
العراق أن يلتفتوا إلى خطورة الاطروحات الشوفينية من عصبة القومجية الذين لم
يكونوا في يوم من الأيام يفكروا بالعراق ولا بمستقبل العراق لان كل ما كان يشغلهم
ولازال هو الهتاف بحياة القائد الضرورة وترديد شعارات زائفة أكل الدهر عليها وشرب
عن أمة واحدة ذات رسالة خالدة , وكذلك أدعوكم إلى أن نتكاتف ونتعاون على بناء
عراقنا الجديد على أسس صحيحة مبنية على ترسيخ أواصر الاخوة بين جميع أفراد الشعب
العراقي بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو قوميته وان يكون عراقنا الجديد عراقاً لكل
العراقيين ....
نحن نحذر أولئك الذين يحاولون أن يثيروا
الكورد عن طريق شتمهم أو الإساءة إليهم بأنهم يلعبون بالنار وسوف لن تحرق أحدا
غيرهم لان الكورد ماضون في طريق الحق الذي عبده أبناءه بالدم , وان قافلة الحرية
تسير بخطى ثابتة وراسخة في الأرض كرسوخ جبال قنديل .
هذه دعوة حقيقية صادقة إلى نبذ
الخلافات والى المحبة والتآخي بين أبناء الوطن الواحد فهل هناك من يشاركني دعوتي هذه
؟؟؟ ...