من يدفع ثمن خلط الأوراق ؟!


في ختام الماضي من النص* جرى التأكيد على أهمية وضرورة  تشخيص من يتحملون المسؤولية عن إدامة المتعمد من خلط الأوراق بين المشروع تماما من حركات الاحتجاج وبقيادة الصادق من دعاة الإصلاح والتغيير وسط قوى التيار الديمقراطي وفي مقدمتهم الشيوعيين وانطلاقا من الدفاع مبدئيا عن  مصالح وحقوق جميع ضحايا نظام التحاصص الطائفي والعرقي، وبين سافل من اقتحموا أو بالأحرى أجتاحوا حركات الاحتجاج من أجل استغلال عوامل النقمة والتذمر وما أكثرها، لممارسة فعل التحريض عفلقيا ضد نظام ما بعد سقوط سيدهم السفاح، ومن باب الترويج لأوهام وجود إمكانية واقعية تمكنهم من استعادة المفقود من عار سطوتهم من خلال تكرار هذا الذي جرى في تونس ومصر...الخ ما كان يستهدف وعلنا وعلى المكشوف، امتطاء المشروع من حركات الاحتجاج ضد نظام التحاصص، لحرف مسارها وبحيث تغدو وتدريجيا المضاف من السلاح سياسيا وإعلاميا، في خدمة عار مواقف وتوجهات أيتام النظام المقبور بالعار، وبالذات من تجمعوا ومنذ الأخير من الانتخابات تحت لواء المؤقت عندهم من الزعيم والقائد ... أياد علاوي !

أريد القول عمليا ومنذ صدور عار بيان ( الموت للديمقراطية) عشية ما سمي عفلقيا ( يوم الغضب العراقي) في الخامس والعشرين من شباط الماضي، توضح وتماما لجميع من يملكون الحد الأدنى من النباهة والوعي السياسي، أن مواقف وتوجهات وأهداف ولغة نص خطاب من طفحوا وفجأة على صفحات مستنقع العفالقة (كتابات) تحت غطاء المزعوم من تجمعات شباب الفيسبوك، تختلف وتتعارض تماما عن مواقف وتوجهات وأهداف ولغة نص خطاب قوى التيار الديمقراطي…و... هذا الفرز الواضح المعالم كان يفترض مبدئيا وسياسيا وإعلاميا، تأكيده وبشكل قاطع من قبل قوى التيار الديمقراطي وفي مقدمتهم الشيوعيين، وذلك من خلال وضع الواضح من فاصل الحد سياسيا وإعلاميا بين منطلقات ودوافع وأهداف نشاط قوى التيار الديمقراطي الاحتجاجي، وبين المختلف والمتعارض من منطلقات ودوافع وأهداف أنجاس العفالقة وصبيان التطرف اليساري وجميع من يعملون وللمختلف من الدوافع، على امتطاء حركات الاحتجاج لتحقيق المتعدد والمختلف من أهدافهم.....الخ ما كان يمكن  أن يساهم وعمليا ومنذ البداية، في قطع الطريق على جميع من عملوا ( ونجحوا وللأسف الشديد) على فرض وإدامة هذا الخبيث من متعمد خلط الأوراق!

بالعراقي الفصيح: كان المطلوب ليس فقط التعويل على رفع المختلف من الشعار وإنما كان من الضروري أيضا وبذات القدر من الأهمية، الحرص على اختيار المكان والتوقيت المختلف، أو على الأقل المكان، لضمان البقاء بعيدا عن فعاليات يجري تحديدها مع التوصيف عفلقيا من قبل صبيان تجمعات شباب مستنقع كتابات ....الخ ما يحول دون تكرار الوقوع ومن جديد في حماقة ما جرى يوم التحالف انتخابيا مع علاوي البعث الأمريكي عشية انتخابات عام 2005 ، أقصد منع تكرار منح المجاني من التزكية سياسيا، وهذه المرة، لنشاط وعمل صبيان تجمعات شباب مستنقع (كتابات) وهم الذين كانوا ومنذ البداية يستهدفون امتطاء المشروع من حركات الاحتجاج، وهذا قبل الكشف أخيرا عن هذا المكشوف من عار الهدف، خلال وقائع مشاركة هذا المشبوه عفلقيا من التجمعات في مهرجان الخازوق والذي جرى عقده دون الكشف عن مصدر التمويل، برعاية وقيادة مولاهم أياد نصاب الزاملي...و..لكن؟!

عوضا عن فرض وتعزيز هذا الضروري فكريا وسياسيا وإعلاميا من الفرز وعلى نحو لا يحتمل المختلف من التأويل ،جرى وبمنتهى البلاهة اعتماد ما هو العكس تماما على مستوى الفعل، وذلك من خلال بليد الإصرار  على تكرار المشاركة في فعاليان المحتل عفلقيا من ساحة التحرير، وفي المواعيد والتوصيفات التي يحددها صبيان تجمعات شباب مستنقع كتابات،  وأقول عامدا (بمنتهى البلاهة) لان منح هذا المجاني من التزكية سياسيا لمن عملوا على حرف مسار حركات الاحتجاج لتكون المضاف من السلاح سياسيا وإعلاميا، في خدمة عار مواقف وتوجهات أيتام النظام المقبور بالعار، تجاهل خطير تبعات الموقف من هذه الفعاليات وسط الملايين من الفقراء والكادحين في الفقير من ضواحي بغداد ومدن الوسط والجنوب وعلى نحو ساهم ومن بين عوامل أخرى ( موقف الحوزة العملية وقوى الائتلاف الوطني) في منع ولو القليل القليل من ضحايا نظام التحاصص من المشاركة في حركات الاحتجاج،إلا إذا كان أهل الحماقة يجهلون ولا يعرفون لغاية الساعة، طبيعة السائد من الاعتقاد في هذه المناطق عن وحول ما يجري من الفعاليات في المحتل عفلقيا من ساحة التحرير، وبحيث كان ولا يزال يجري التعامل وحامي شامي مع هذه الفعاليات باعتبارها ( شغل أنجاس عفالقة) ومن تدبير (عدوهم) الطائفي!!

و....المشكلة، مشكلة قوى التيار الديمقراطي والشيوعيين في مقدمتهم ، كانت ولا تزال تكمن باعتقادي في عدم الاستعداد للقيام بالمطلوب من المراجعة نقديا وبما يفيد دراسة نتائج وسالب تأثير ما تقدم من الاعتقاد وسط الملايين من المحرومين والكادحين على عمل ونشاط ومستوى التأثير سياسيا وإعلاميا للشيوعيين في الفقير من ضواحي بغداد ومدن الوسط والجنوب والتي وكما هو معروف تماما، تشكل الأساس من محيط نشاطهم التنظيمي والسياسي، ويفترض بديهيا حرص الشيوعيين على أن لا يكونوا في موقع الشبهة سياسيا وبالذات في هذه المناطق والمدن، ولمجرد هذا الأحمق من الإصرار على التظاهر جنبا إلى جنب مع أيتام النظام المقبور بالعار في المحتل عفلقيا من ساحة التحرير!

و....أقول عدم الاستعداد للقيام بالمطلوب من المراجعة، بدليل هذا الذي كان ولا يزال يجري على صعيد تجاهل خطير تبعات ما تقدم من سالب الاعتقاد عن عمل الشيوعيين راهنا وفي المستقبل، وذلك من خلال تكرار الحديث عن أن هذا مغلوط ما يسود من الاعتقاد وسط المحرومين والكادحين عن وحول ما يجري من الفعاليات في ساحة التحرير، إنما نجم ومن حيث الأساس جراء تعمد قوى الإسلام السياسي وسط أتباع المذهب الجعفري على توظيف (ما يسود من متدني الوعي) لفرض هذا المتعمد من خلط الأوراق، لمنع مشاركة الملايين من ضحايا نظام التحاصص في هذه الفعاليات الاحتجاجية، باعتبارها تشكل تهديدا لمصالحهم ووجودهم في موقع الحكم ....الخ ما يعيد تكراره الكثير من دعاة الديمقراطية وعلى نحو لا يختلف والله، وأن أختلف الدافع والمنطلق، عما يجري تأكيده ويوميا من على صفحات مستنقع أنجاس العفالقة (كتابات) وغيره من  مستنقعاتهم على شبكة الانترنيت والوسخ من قنوات مجاريهم لتلويث الفضاء عفلقيا!

وما هو أسوء بكثير من ذلك عندي، تحميل مسؤولية هذا المتعمد من خلط الأوراق على عاتق من يجري التعامل معهم باعتبارهم في موقع (القطيع) وذلك لعدم ممارستهم (الواعي) من فعل التمييز بين صفوف من يشاركون معا في التظاهر في ذات المكان وفي الموعد الذي يجري تحديده وسلفا من قبل صبيان تجمعات شباب مستنقع كتابات.......الخ بليد ما يجري تكراره ومرة أخرى أقول بمنتهى البلاهة، في سياق العشرات من نصوص من يكتبون دفاعا عن ضرورة استمرار قوى التيار الديمقراطي في المشاركة في فعاليات المحتل عفلقيا من ساحة التحرير ، ودون التوقف ولو بالغلط وعابرا عند الجانب الأخر من الحقيقة، حقيقة أن المطلق من دعم سائر أيتام النظام المقبور بالعار، ومن خلال الفاعل من دور ماكنتهم الدعائية لعمل ونشاط صبيان تجمعات شباب مستنقع أنجاس العفالقةكتابات، ساهم ومنذ البداية في فرض هذا المتعمد من خلط  الأوراق، وحيث تقتضي الحاجة وتحديدا في بغداد، للتحرك بما لا يكشف وعلنا القذر من أهدافهم، أقصد التظاهر تحت علم سيدهم السفاح وعلى النحو الذي جرى ويجري في الموصل والرمادي ....الخ مناطق ما يسمى بمنظورهم محافظات صدامهم البيض عفلقيا !

و....على مستوى التفصيل يمكن القول، أن عملية تسويق العشرات من مزعوم تجمعات الشباب من قبل أيتام النظام المقبور بالعار وبالاعتماد على الفاعل من ماكينتهم الدعائية وبهدف امتطاء المشروع من حركات الاحتجاج ضد مظالم وشرور نظام التحاصص، ما كان يمكن أن تقود لحرف مسار هذه الحركات وبحيث تكون سياسيا وإعلاميا وفي القلب من بغداد، رديف عمل عصابات إرهابهم الهمجية، دون العمل على تحجيم وتقليل مفعول ما يسود من الكراهية ضدهم وسط أهل الأكثرية من المحرومين والكادحين وخصوصا في الفقير من ضواحي بغداد ومدن الوسط والجنوب من العراق، وهذا بالتحديد ما جعل أنجاس العفالقة في أمس الحاجة لعون ومشاركة بعض قوى التيار الديمقراطي وتحديدا الشيوعيين، ممن لا يمكن وقطعا وسمهم بالعفلقية، وبما يضمن ومن خلال جرهم للمشاركة وتحت واجهتهم، على ما يخدمهم من التزكية سياسيا، وأكرر تماما كما فعل علاوي البعث في انتخابات عام 2005 وبما يفيدهم في إشاعة المتعمد من خلط الأوراق، مع ترك مهمة العمل على نفي تهمة العفلقية عنهم وعن مشبوه فعالياتهم في ساحة التحرير، لمن صاروا وطوعا، أكرر طوعا، في موقع : محامي الشيطان!

شخصيا ولفرط بلاهتي، كنت أعتقد أن قوى التيار الديمقراطي والشيوعيين تحديدا، سوف يدركون وسريعا هذا الخبيث من الملعوب العفلقي، وبحيث يعيدون وسريعا النظر وجذريا بمغلوط مشاركتهم في فعاليات المحتل عفلقيا من ساحة التحرير، خصوصا بعد أن باتت هذه الفعاليات علنا من حيث الوجهة سياسيا والمرفوع من الشعار دعائيا، في خدمة أيتام النظام المقبور بالعار وبهدف تحقيق ما كان ولا يزال يشكل مطلبهم الأساس : إطلاق سراح جميع من جرى اعتقالهم بتهمة الإرهاب وغير ذلك من مسموم الشعار، وعلى نحو  قاد وعمليا لحرف مسار المشروع من حركات الاحتجاج، وبحيث بات المطلوب عفلقيا وعلنا، العمل على تنفيذ مفردات السافل من بيانهم الأول ( بيان الموت للديمقراطية) والذي فضح ومنذ البداية وقبل ما سمي عفلقيا يوم الغضب العراقي، حقيقة هذا المشبوه من التجمعات الشبابية وطبيعة توجهاتها سياسيا وفكريا، كما كشف وعلى نحو صارخ دوافع تسويقها بالذات من على صفحات مستنقع كتابات، وأسباب دعم نشاطهم في ميدان التحريض والتحشيد والفبركة من قبل جميع مستنقعات أنجاس العفالقة على شبكة الانترنيت ومن على شاشات الوسخ من قنوات مجاريهم لتلويث الفضاء، وكل ذلك  حتى قبل افتضاح أمر أحد ( قوادها) سفاح التاجي فراس الجبوري، مسؤول فرع الرصافة في حزب وفاق علاوي البعث الأمريكي!

و...ما تقدم من وهم الاعتقاد، أو بالأحرى هذا البليد من التمني، عاد ليتجدد مرة أخرى، بعد إقامة مهرجان الخازوق العثماني في اسطنبول، الذي كشف أمام أبصار وبصائر جميع من يملكون الحد الأدنى من النباهة سياسيا، حقيقة من يقفون وراء صبيان تجمعات شباب مستنقع كتابات، والقذر من دوافع استغلالهم لعوامل النقمة والتذمر من مصايب نظام التحاصص، وقبل هذا وذاك كشف وعلى نحو صارخ، أن جميع ما طفح على مستنقع كتابات من التجمعات وتحت غطاء شباب الفيسبوك، إنما كان ومن حيث الأساس عملية نصب واحتيال عفلقية، جرى تنفيذ مفرداتها المخزية من قبل صاحب مستنقع الفضائح وأشهر نصاب على شبكة الانترنيت : أياد نصاب الزاملي ....و...لكن؟!  

ما حدث هو العكس تماما، وأكرر القول : نتيجة عدم حرص قوى التيار الديمقراطي والشيوعيين في مقدمتهم على التحرك بما يفيد تبديد هذا السالب والخطير من تبعات خلط الأوراق على مواقفهم وعملهم راهنا وفي المستقبل، من خلال غريب إصرارهم على مواصلة حماقة التظاهر مع سافل من امتطوا حركة الاحتجاجات، ولتحقيق أهداف لا تتوافق أو تنسجم فكريا وسياسيا مع مواقف وتوجهات قوى التيار الديمقراطي، وأعود للقول : كل ذلك انطلاقا من وهم التصور وبمنتهى السذاجة، أن مجرد رفع المختلف من الشعار من قبل الشيوعيين وفي ذات المكان مع من هم على شاكلة سفاح التاجي** كفيل بتأكيد استقلالية مواقفهم وعلى نحو لا يجعلهم ( ووفق هذا البليد من التصور) في موقع الشك والشبهة وسط ملايين المحرومين والكادحين من ضحايا نظام التحاصص في الفقير من ضواحي بغداد ومدن الوسط والجنوب!

السؤال : هل أن مجرد رفع المختلف من الشعار مع استمرار فعل التظاهر جنبا إلى جنب مع أيتام النظام المقبور بالعار في المحتل عفلقيا من ساحة التحرير، كفيل حقا بتأكيد استقلالية مواقف الشيوعيين وقوى التيار الديمقراطي عموما، وهل أن ذلك ( رفع المختلف من الشعار) يكفل وعمليا بقاء فعالياتهم ومواقفهم خارج إطار الشبهة وسط الملايين من ضحايا نظام التحاصص وبالخصوص ضمن الأساس من محيط نشاطهم التنظيمي والسياسي جغرافيا في عراق ما بعد سقوط صدام أنجاس العفالقة؟!

هذا الواضح كلش من السؤال، كان ولا يزال يجري، وبشكل متعمد بتقديري، تجاهل التوقف عنده من قبل جميع من يكتبون من موقع دعم ومناصرة مشاركة قوى التيار الديمقراطي في فعاليات المحتل عفلقيا من ساحة التحرير ....و....السؤال كان ولا يزال : لماذا؟!

سمير سالم داود  18 حزيران 2011

alsualnow@hotmail.com

* طالع الماضي من النص في التالي من العنوان : www.alhakeka.org/766.html  كما يمكن مطالعة جميع المكتوب من النصوص بالعراقي الفصيح عن وحول حركات الاحتجاج ضد مصايب وبلاوي نظام التحاصص في التالي من العنوان: www.alhakeka.org/m755.html

** أقول عامدا من شاكلة سفاح التاجي، من باب مطلق القناعة من أن جميع من جعلوا إطلاق سراح المتهمين بقضايا الإرهاب يتصدر شعاراتهم في المحتل من ساحة التحرير أو ساحات مدن ما كان يسمى محافظات صدام البيض عفلقيا، لا يختلفون عندي والله من حيث عار الموقف والهدف عن السفاح فراس الجبوري!