2
- 3
تمحور الماضي من النص* عن وحول مدى أهمية وضرورة إدراك جميع
كوادر وأعضاء منظمات الكورد الفيلين السياسية, طبيعة السائد من أحكام وشروط نظام
المحاصصة الطائفي والعرقي, منطلقا للمباشرة بالجاد فعلا من المراجعة ونقد الذات
والبحث عن المناسب من البديل, وبما يفيد التخلص ونهائيا, من نهج توسل
(عراقيتهم) وتسول الحصول على المشروع من
حقوقهم مثل المكّادي, وقبل هذا وذاك, تحررهم من مرض
التعويل على الكاذب من متكرر الوعود....و....كان السؤال كيف يمكن وعمليا المباشرة في اعتماد تحقيق هذا المختلف من النهج وجذريا؟!
قبل الرد على ما تقدم من ملح
السؤال, لابد من التأشير وبوضوح على خطأ ومضار استمرار تركيز عمل وجهود المختلف من
منظمات الكورد الفيليين السياسية, على ميدان التحرك انطلاقا من بغداد, كما لو كانت
بمثابة الموطن الأساس للكورد الفيليين في العراق, وهو اعتقاد بات وعلى نحو حاد,
يجافي حقيقة السائد في اللحظة
الراهنة من الزمن, ليس فقط لان الغالب العام من أبناء هذه الشريحة المظلومة من أمة
الكورد, مازالوا يعيشون في موطن آبائهم وأجدادهم في المختلف من مناطق لورستان,
فضلا عن وجود عشرات الألوف في معسكرات العذاب والذل في إيران, ومئات الألوف
الذين تتوزعهم المنافي في دول أوربا
وسواها من دول العالم الأخرى, وإنما قبل هذا وذاك, لان واقع حال الكورد الفيليين
ومناطق تواجدهم في بغداد, ما عاد وكفيلكم الله وعباده ,كما كان الحال قبل العديد
من عقود الزمن!
و...دعونا نتساءل وبدون مقدمات: ماذا تبقى للكورد الفيلين في
بغداد ؟!
قد يتصور البعض أن هذا السؤال,
ينطوي على المتعمد من الاستفزاز, بحكم كل المعروف عن المقيم في النفوس من جميل الحنين والذكريات عند
الغالب العام من الكورد الفيليين الذين لا يعرفون من الموطن والوطن غير بغداد,
ولكن صدقا الاستفزاز ليس هو الهدف
من طرح هذا السؤال, وإنما باعتباره يمثل بتقديري المناسب عمليا من المنطلق,
لمعاينة واقع حال موطن
الكورد الفيلين في بغداد, وبشكل خاص الدوكجية,
عكد الأكراد, الصدرية, سراج الدين, بني سعيد, أبو دودو....الخ مناطق تواجدهم
المحاذية لشارع الكفاح, والتي تعد بالذات موطن الولادة والذكريات عند الغالب العام
من متعاقب الأجيال, التي تلاحقت بعد موجات الهجرة من مختلف مناطق لورستان صوب
بغداد وسواها من مدن الوسط والجنوب, وتحديدا بعد تقسيم موطن الكورد الفيليين الأساس
على أرض لورستان بين إيران والعثمانيين,
في بدايات القرن الماضي من الزمن!
أقول ما تقدم, لان هذه المناطق
بالذات وتحديدا,ما
عادت كما كانت في الماضي, وبشكل خاص طوال النصف الأول من ماضي القرن , خصوصا بعد
أن شهدت ومنذ أواخر الستينيات نزوحا متزايدا للكثير من عوائل الكورد الفيلين
باتجاه العديد من مناطق بغداد الأخرى, كما هو الحال مثلا مع منطقة بستان الجلبي
عند مدخل مدينة الحرية, والعطيفية ومنطقة الشط المحاذية لمعامل فتاح باشا في
الكاظمية, ولاحقا وعلى نطاق أوسع, صوب منطقة جميلة المحاذية لقناة الجيش, فضلا عن
بعض أحياء مدينة الثورة, هذا قبل أن يتقلص عدد الكورد الفيلين تدريجيا في مناطقهم
المحاذية لشارع الكفاح, بعد حملة التهجير الهمجية في عام 1970
ومن ثم على نحو حاد للغاية, بعد تنفيذ نظام العفالقة الأنجاس عام 1980
جريمة اقتلاع ما يقارب مليون كوردي فيلي من بغداد والعديد من مناطق لورستان, وهي
الجريمة شكلت وكانت في الواقع بمثابة ساعة الصفر, للمباشرة بحملات الأنفال الهمجية
ضد عموم الكورد في العراق!
السؤال : ما هو واقع حال ما ورد ذكره من مناطق تواجد
الفيلين في بغداد, وتحديدا تلك التي تقع بمحاذاة شارع الكفاح بالذات, في اللحظة الراهنة من الزمن؟!
الجواب أكثر
من معروف بتقديري, وخصوصا لجميع من قاموا بزيارة بغداد بعد سقوط صدام العفالقة,
وحيث هناك إجماع, على أن تلك المناطق وبكل ما كانت تملك من الخصوصية والمتميز من
الحيوية والدائم من النشاط طوال ساعات النهار والعديد من ساعات الليل, فقدت الشيء
الكثير من بريقها وما عادت في الوقت الحاضر, سوى بيوت خربة, وأقرب ما تكون لإطلال
آيلة للسقوط, وتفتقد للحد الأدنى من موصفات السكن صحيا, فضلا عن غياب كل أشكل
العام من الخدمات, وبشكل خاص واستثنائي الماء والكهرباء طوال معظم ساعات النهار
والليل وبالشكل الذي يعم المختلف من مناطق وأحياء بغداد الفقيرة, هذا فضلا عن غياب
المتجانس من السكان اجتماعيا, بعد أن تعرضت معظم بيوتها بعد نيسان عام 1980للاجتياح من قبل فاقدي الذمة والضمير من
الحواسم, وتماما على النحو جرى من قبل قطعان المستوطنين العرب في كركوك وسواها من
المناطق الكوردستانية الأخرى, التي تعرضت لجرائم التطهير العرقي والسافل من عمليات
التعريب الشوفينية!**
سمير سالم داود 16 آب 2008
* طالع الماضي من النص في العنوان التالي :
www.alhakeka.org/633.html
** للعلم أن عمليات توزيع بيوت وممتلكات ضحايا جريمة التهجير الهمجية بما في ذلك محلات ومكاتب رجال الأعمال من الكورد الفيلين في
سوق الشورجة, على السافل من مرتزقة حكم العفالقة, شملت جميع مناطق تواجد
الكورد الفيلين الأخرى في بغداد وغير بغداد, ولا يزال أصحاب هذه البيوت
والممتلكات, وبعد مرور اكثر من خمسة أعوام على سقوط صدام, يواصلون عبث انتظار استعادة
المسلوب من ممتلكاتهم, دون إدراك أن ما يجمع من الوشائج ودنيء العلاقة, بين السافل
من ( نهابي هذه البيوت والممتلكات) مع الفاسد من نذل المرتشي في أجهزة السلطة
القضائية في عراق ما بعد صدام العفالقة, أعمق وأكثر مناعة بكثير , من كل ما يجري
ترديده من الخريط في وسائل الدعاية الحكومية, من مزعوم زاهي الوعود, على أنصاف
جميع من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة!
*** من الضروري الإشارة إلى أن الدعوة من أجل
قيام كيان سياسي وأداري للكورد الفيليين على أرض لورستان, سبق وجرى طرحها وبصيغ
مختلفة, أكثر من مرة خلال السنوات الماضية, ولكن دون أن تحضى بالمطلوب من الاهتمام
والمتابعة, ربما لعدم توفر الكافي من القناعة عند أصحاب تلك الدعوات, أو لعجزهم عن
إقناع الكثير وسط الكورد الفيليين ومنظماتهم السياسية, بصواب ما يعتقدون من الرأي,
وغير ذلك من الأسباب التي قادتهم للنكوص بدورهم, والانضمام إلى صفوف حزب ماكو
فايدة وسط الكورد الفيليين, مع ضرورة التأكيد على أن دوافع العبد لله من طرح مشروع إقامة إقليم
لورستان في اللحظة الراهنة من الزمن, تختلف بالتأكيد وقطعا عن ما جرى تقديمه خلال
السنوات الأخيرة, وتحت المختلف من المسميات, وبالخصوص بصدد مشروع إقامة دولة
للكورد الفيلين على ارض لورستان, كما لا تتوافق مع المطروح من الدعوة إلى ربط أرض
لورستان مع إقليم كوردستان, باعتبار أن تحقيق هذا المشروع تماما من الهدف, غير
قابل للتحقق عمليا,بحكم السائد من موازين القوى والمختلف من المعطيات على ارض
الواقع في العراق, راهنا وعلى المدى المنظور من الزمن, وأن كنت اعتقد راسخا, أن
تحقيق هذا المطلوب من الهدف, سيكون بمثابة تحصيل حاصل, عند توفر المناسب من الظروف
محليا وإقليميا ودوليا, لقيام المستقل من الوطن الكوردستاني!