في البداية كانت الفكرة, لا تتعدى حدود
كتابة توضيح قصير, لا يتضمن ما هو أكثر من مجرد التأكيد, على أن العبد لله, وعلى
عناد عزرائيل, ( بعده عدل) ولا يزال على قيد الحياة, و لا يوجد هناك وخارج المألوف
من المصاعب الصحية, ما يبرر دون ممارسة فعل الكتابة عن الشأن السياسي, وعلى النحو
الذي جرى في الواقع, تأكيده المرة بعد الأخرى, بشكل مباشر هاتفيا, أو عبر البريد
الآلي, في معرض الرد, على تكرار الجميل من سؤال القريب من الأصدقاء, والعديد ممن
يتابعون المكتوب من النص بالعراقي الفصيح,...و...لكن؟!
مع مرور الوقت, وعدم إنجاز كتابة موضع
الاهتمام الخاص من النص, واستمرار تكرار السؤال, عن مبرر عدم نشر الجديد من النص,
بات الأمر يتطلب بتقديري ما يتجاوز حدود القصير من التوضيح, خصوصا وبالذات, بعد
ورود أكثر من رسالة, تضمن محتواها العام, سالب الاعتقاد وغلط التأويل, عن لماذا
وليش توقف العبد لله وفجأة, عن الكتابة خلال الأسابيع الأخيرة, وانطلاقا للأسف
الشديد, من مجرد خطأ التصور, أن داعيكم لابد وحتما, توقف عن الكتابة, بعد أن أختلط
الحابل بالنابل سياسيا, وبات من المتعذر بتقديرهم, التمييز بين المختلف من متداخل
المواقف, وعلى نحو كان لابد وأن يدفع باعتقادهم, غضب الله هو الأخر, للسقوط في
دوامة مشاعر الإحباط وعدم القناعة من جدوى الاستمرار في الكتابة, عن وضع عراقي
عام, يمضي من سيئ إلى أسوء, ودون أن
يلوح في أفق منظورهم المتشائم, ولو القليل من بصيص من الأمل...... الخ ما جرى تعمد إعادة صياغة محتواه, من
بين بعض المختار من رسائل أصحاب المغلوط من التأويلات والتصورات * والتي صدقا, وبغض النظر عن المختلف من
دوافع ترديدها, لا تتوافق مواقف العبد لله فكريا وسياسيا, كما تختلف تماما, مع ما
يعتمده من خاص القراءة للوضع السياسي, وانطلاقا من السائد بالفعل من موازين القوى,
ومدى حجم نفوذ المختلف من القوى السياسية عراقيا, وبالترابط أساسا, مع الحاسم من
دور سلطان الاحتلال, على صعيد تحديد مسارات العملية السياسية في عراق ما بعد صدام
العفالقة!
و...قدر تعلق الأمر تحديدا, بسالفة اختلاط الحابل
بالنابل, بمقدوري القول أن العكس هو الصحيح تماما, أقصد أن امتلاك العبد لله لما
يكفي من القدرة فكريا وسياسيا وإعلاميا, على قراءة ما يجري من الأحداث والتطورات,
وبعيدا عن الخلط والخبط, ما بين السائد فعلا على أرض الواقع, والثابت في الذهن
وعلى مستوى المشاعر من مختلف التمنيات, تمده بالمطلوب والضروري من الوضوح, لاعتماد
ما يعتقده الصائب من المواقف , وبما يفيد عمليا في ذات الوقت, على خوض غمار ممارسة
فعل التوقع, للقادم من الاحتمالات, وعلى نحو كان ولا يزال عندي, هو الأساس من
العلة, نظرا لان الغالب العام من هذه التوقعات, وفي ظل تصاعد الهمجي من محتدم
الصراع الطائفي, تصب في خانة التشاؤم وبعيدة عن التفاؤل, وبحيث أكرر الدعاء علنا
ودون حرج, متمنيا أن أكون في موقع الغلط من التوقع, ...و....حتى
عند تحقق هذا المتشائم من التوقع, أحرص وبمنتهى الوعي وعن قصد, تجنب ترديد القول :
وقد أكدت الأحداث صواب توقعاتنا....أو شيء من هذا القبيل, نظرا لان تحقق السالب من
التوقع, لا يدعو مطلقا للفرح أو سخيف التباهي, وإنما على العكس من ذلك, يفترض أن
يكون مدعاة للشعور بالمرارة والحزن !
ومن الخطأ تماما, الاعتقاد
والتصور, أن
ما ورد في
سابق السطور, عن حكاية
( الحابل والنابل) أو فقدان (بصيص
الأمل) ** يدور
ويتعلق وحسب, بتوقف العبد لله أو سواه من الزملاء, مؤقتا أو بشكل دائم, ولهذا
السبب أو ذاك, عن ممارسة فعل الكتابة عن الشأن السياسي, وإنما يعكس بتقديري, مدى
أتساع نطاق مشاعر الخيبة والإحباط , وبالخصوص عند من تبدو صورة المستقبل أمام
أبصارهم: إما رمادية وغير واضحة المعالم, أو مظلمة وكالحة للغاية, حتى لا أقول
سوده ومصخمه, وذلك نتيجة الهوة المتزايدة, ما بين جميل ما كان يساورهم من الأماني,
عشية سقوط صدام العفالقة, وبين هذا الذي جرى ويجري من متكرر الخيبات, والبشع من
مفردات الكابوس الذي يحاصر أهل العراق, ودون أن يلوح بتقديرهم المتشائم, ما يكفل
استعادة المفقود من الأمل, في القادم من قريب السنوات, أو على المدى المنظور من
الزمن....الخ ما هو قرين مواقف, أو بالأحرى فجيعة تصورات, من يجهلون فكريا وسياسيا
وإعلاميا, سبيل التمييز وبمنتهى الصرامة, ما بين جميل الأماني وحلو التمنيات
والتوقعات, وما يسود بالفعل وعمليا, من متضاد الحقائق والمعطيات, على أرض الواقع!
و...للأسف الشديد, وأقول ذلك بمرارة, هذا
السالب من مشاعر النكوص, وهذا النزوع المتزايد نحو التشاؤم, بات يمارس الضار من
التأثير, على سياق نصوص الكثير ممن يمارسون فعل الكتابة عن الشأن السياسي,
وبالتحديد أقصد نصوص ضحايا المغلوط من قراءة أسباب ونتائج, ما جرى ويجري من
الأحداث, في عراق ما بعد صدام العفالقة, ممن يعتمدون الكتابة وتبعا للمختلف من مواقف ودوافع, من منطلق ممارسة فعل الركض, وراء ما يجري وحسب ضمن إطار الظاهر من الأحداث,
على سطح العملية السياسية, وأمام عدسات التصوير, لتسجيل المباشر والسريع من
ردود فعلهم, وسواء للتعبير عن الحاد من الرفض, أو من
موقع الإسناد والقبول, أو من قبيل الدهشة والعجب...الخ ما يجسد التوافق أو
التعارض, مع هذا الذي يجري من الحدث فوق سطح العملية السياسية, ودون تكليف
النفس, عناء التوقف بالمطلوب من التركيز والبحث, عما إذا كان هذا الذي يجري في
الظاهر العام وأمام عدسات التصوير, يندرج في إطار المتكرر من الحدث, وضمن سياق
الفعل ورد الفعل, بين المتصارع من القوى السياسية, وتبعا للمختلف من الظروف
والدوافع, أو باعتباره يشكل خطوة إضافية ( محدودة أو متقدمة) ضمن سياقات المتواصل
من عمليات (التطويع) التي ينفذها
سلطان الاحتلال في العديد من مناطق العراق, وبشكل خاص واستثنائي مناطق الغرب
والوسط والجنوب, فضلا عن العاصمة بغداد.
بالعراقي الفصيح: هل يمكن وبالفعل وحقا, قراءة كل ما جرى
ويجري ( وسوف يجري) من الأحداث, في عراق ما بعد صدام العفالقة, بمعزل أو خارج إطار
تشخيص الأهداف الكامنة, وراء المتواصل من عمليات (التطويع) التي ينفذها سلطان
الاحتلال, بمنتهى الخبيث من الوعي, أن جاز التعبير, في ميدان التحليل السياسي ؟!
شخصيا لا أدري ولا أعرف, كيف يمكن للمرء أن
يمارس فعل الكتابة عن وحول الشأن السياسي في عراق ما بعد صدام العفالقة, بدون
تسليط الضوء, بالواضح والصريح من العبارة, على عمليات التطويع التي ينفذها سلطان
الاحتلال, والتي كانت ولا تزال, تستهدف التمهيد وتدريجيا, للجاري وللقادم من مطلوب
التحولات نوعيا, على صعيد مواقف وتوجهات وأصطفافات, المختلف من القوى السياسية
الأساسية, (الأساسية بمعنى الأكثر نفوذا راهنا) وعلى نحو يتوافق, وبهذا القدر أو
ذاك من الوضوح, مع الكثير من مفردات المشروع الاستراتيجي الأمريكي, وخصوصا,
اقتصاديا وسياسيا, أكرر اقتصاديا وسياسيا,
وباعتبار أن ذلك بالذات وبالتحديد, كان ولا يزال وسوف يظل, يشكل بتقديري, العامل
الحاسم, حتى لا أقول الأساس, في تقرير مسارات العملية السياسية, وتحديد معالم صورة
مستقبل الكيان العراقي,خلال القادم من عقود الزمن, وبغض النظر عما إذا ظل هذا الكيان موحدا, أو جرى إعادة (تشكيله), بما يتناسب مع اللاحق من متوقع التطورات
إقليميا, ووفق الوارد ضمن حسابات وأهداف المجمع الصناعي العسكري الحاكم في
الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وعموم منطقة الشرق الأوسط!
و...بالعودة للمبتدأ من النص,
وتحديدا قدر تعلق الأمر, بتأويل توقف العبد لله عن كتابة الجديد من
النص, ارتباطا بسالفة فقدان بصيص الأمل,
بمقدوري القول ودون تردد, أن ذلك يتعارض ويتناقض تماما, مع صميم فكر العبد لله,
وسائر من هم بالفعل وحقا, في عداد أهل اليسار, ممن قد يرتكبون, كل ما يمكن أن يخطر
على الذهن من الأخطاء, وحتى البليد من الحماقات سياسيا, ولكن لا يعرفون
والله,الاستسلام والخضوع لسالب مشاعر الإحباط والتشاؤم, ولا يجيدون في الواقع,
ممارسة فعل الحياة والنشاط, خارج حدود
المطلق من ثابت وراسخ القناعة, من أن عجلة تاريخ الناس, حتى وأن ظلت في الظاهر
العام, تمارس فعل المراوحة, لابد وأن تمضي في النهاية, ومهما طال الزمن, صوب
الأمام, وبعيدا عن التخلف والقمع والاستغلال, ومهما كان الحاضر, ملبد بظلام غيوم
الهمج من أهل كهوف القرون الوسطى, ومحاصرا بالوحشي من جشع سافل أهل الإمبريالية!
* فضلا عن هذا المغلوط من التأويل, هناك من كتب من
منطلق التعبير عن الدهشة والعجب, من توقف للعبد لله فجأة عن الكتابة, وانطلاقا من
ساذج الاعتقاد, من أن داعيكم قرض فرض, لازم يواصل مصيبة الكتابة عن الشأن السياسي
ودون انقطاع, وكما لو كان يمارس هذه المهنة, ضمن إطار القيام بالواجب الوظيفي,
ومقابل أجر شهري معلوم, ولحساب هذا المنبر أو ذاك, من منابر الدعاية والترويج,
لمواقف سلطان الاحتلال, أو لما يريده هذا أو ذاك, من جديد ولاة الأمر, في عراق ما
بعد صدام العفالقة...الخ هذا النمط الساذج من الاعتقاد وبليد التصور!
** صدقا لا أجد حرجا من الاعتراف,
بعجزي المطبق, عن فهم وأدارك, مبرر ودوافع حديث هذا البعض, وبكل هذا القدر من تداعيات الحيرة, عن اختلاط ( الحابل
والنابل) كما لو كانوا يجهلون تماما, أن قوات الاحتلال, وبعد تأمين حماية مبنى
وزارة النفط فقط لا غير, ما كانت تريد وعن دنيء القصد, إشاعة ما يسمى (الفوضى الخلاقة) لضمان اختلاط الحابل
بالنابل, ومنذ الساعات الأولى التي أعقبت إسقاط تمثال صدام العفالقة في ساحة
الفردوس؟! ولماذا كل هذا المفرط من التشاؤم وفقدان (بصيص الأمل) وكما لو أن هذا البعض وطوال السنوات الخمس
الماضية, كانوا خطيه يعتقدون راسخا,أن قرار الإطاحة بحكم الطاغية صدام بالقوة من
قبل المجمع الصناعي العسكري الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية, كان يستهدف
بالفعل وحقا : إقامة نظام ديمقراطي في العراق ؟!
هامش: من الضروري التأكيد على أن الوارد في سياق هذه السطور عن وحول
سالفة الوقوع في خطأ تقييم ما جرى ويجري من الأحداث في عراق ما بعد صدام العفالقة,
نتيجة عدم التمييز بين حلو التوقعات والسائد على ارض الواقع من متضاد المعطيات, لا
يشمل مطلقا, من يمارسون فعل الكتابة وسط أهل الدناءة من نهازي الفرص وشحاذي عار
العطايا, في الوسط الثقافي والإعلامي, وفي الواقع سائر من صاروا وعلى غفلة, وعشية
سقوط سيدهم السفاح (موعارضة) بعد أن انتقلوا من مرحلة ( الله يخللي الريس) لمرحلة
عار تلميع القبيح من فعل بسطال الاحتلال, وعلى أمل حصولهم على الموعود من متقدم
المناصب والمواقع, والتي كان يغدقها عليهم وبلا حساب, العديد ممن باتوا في عداد
الجديد من ولاة الأمر, والذين تنصلوا من وعودهم الواحد بعد الأخر, ليكتشف هذا الوسخ
من أشباه البشر, ممن (صاروا موعارضة) طمعا بالمكاسب ورخيص المنافع,أن أحلامهم
الوردية بالحصول على ما لا يقل عن منصب وزير أو مدير عام أو (موستشار) أو سفير أو
ملحق ثوقافي ...أو حتى مخصي, عند هذا أو ذاك من جماعة الباب العالي, كانت مجرد
سراب من الوهم, خصوصا بعد أن بات كثرة المعروض, من رخيص البضاعة في سوق
الانتهازية, لا يحتمل ممارستهم فعل (الدلال من الشروط) وعلى نحو كان لابد وأن يقودهم
وتدريجيا , لممارسة فعل البكاء والنحيب والعويل, على ماضي الزمان, زمان العفالقة,
ومن بينهم من أنتقل ومن على صفحات مستنقعهم, مستنقع (كتابات صحوة العفالقة) لذرف دموع الندم وعلنا, على أيام
صدامهم السفاح, تحت شعار : أنعل أبو بوش....إذا ماكو مصاري... ولا ...قنصلية!...و...بالمناسبة بات من
غير المستبعد, قيام البعض من قادة حزب ( منك السماح سيدي)
بتشكيل وفد (ثوقافي عوراقي) يعمل على ضمان وضع دعوة مرشدهم الروحي طالب صدام الشطري, موضع التنفيذ عمليا, وذلك من خلال
السفر صوب عمان, وأكيد على حساب ربع النصاب أياد الزاملي من نجس العفالقة في
ألمانيا, ممن باتوا يتحركون علنا هذه الأيام, وذلك بهدف تقديم المباشر من الاعتذار,
لكريمة الطاغية, هذا في حال نجاح الأمين العام لمجلس ثقافة كوبونات الزبيدي,
وبالتعاون مع عباس جيجان, إقناع المدام وبعد الذليل من التوسل, الموافقة على حسن
استقبال هذا الوفد ( الثوقافي) وضمن ذلك الاتفاق سلفا, على المناسب من شكل تقديم
الاعتذار, وتحديد ما إذا كان ذلك, سيجري بحدود ترديد المطلوب من عبارات الندم ,
وشخصيا من قبل سكرتير عام (حزب منك السماح سيدي),
أو ممارستهم جميعا فعل الركوع, مع رفع الدابر قدر المستطاع, لتسهيل مهمة تقبيل قدم
الخاتون رغودة, هذا في حال استعدادها طبعا, السماح لهذا الرهط من أصحاب الروائح
الكريهة, في الماضي كما الحاضر, الاقتراب كثيرا من نعل حذاءها!