عراق اتحادي
أو... عراق فاشي؟!
في ختام الماضي من التعليق, كان السؤال: متى
وما هو السبيل الممكن اعتماده, وفي ظل السائد من موازين القوى, لفرض عودة ما يسمى
السلطة المركزية ؟! ما هي طبيعة
مواقف وتوجهات القوى السياسية, التي تدعم العمل, باتجاه فرض عودة ما يسمى السلطة
المركزية؟! وبقيادة من ستجري تحديدا , تحقيق هذه العودة لما يسمى السلطة
المركزية؟! وقبل هذا وذاك, أين بالتحديد, سوف تمارس هذه السلطة المركزية الموعودة,
نفوذها عمليا على الأرض؟!*
و...بالعراقي الفصيح: إذا كان أبناء إقليم
كوردستان يرفضون وبالمطلق, أكرر بالمطلق, الخضوع من جديد لما يسمى السلطة
المركزية, وإذا كان أبناء الأكثرية في الوسط والجنوب, يتعاملون مع القائم من
السلطة باعتبارها السلطة الشرعية, وإذا كان سلطان الاحتلال ما عاد يريد فرض, سلطة
مركزية بقيادة علاوي البعث أو سواه ممن هم دائما رهن الإشارة, وإنما بات يعمل
وعلنا, على تكريس ما هو منقسم عمليا على صعيد أرض الواقع, ترى من هي إذن, الأطراف
والتجمعات السياسية, التي تريد إعادة فرض ما يسمى سلطتهم المركزية, وبالقوة على
أهل العراق؟!
الجواب أكثر من معروف, وفي
الواقع من الغباء, منتهى الغباء, الزعم بعدم القدرة, على معرفة, جواب ما تقدم من
السؤال, خصوصا وان جميع من كانوا في موقع الجلاد, جميع من فقدوا, سلطان القرار في الدولة والمجتمع,
يوم سقوط سيدهم السفاح, لا يرفضون فقط الاعتراف بالقائم من السلطة الشرعية, وإنما
عملوا ويعملون, وبمختلف الوسائل والسبل,
بهدف استعادة سلطانهم المفقود, ومن خلال اعتماد الهمجي من سلاح الإرهاب,
والدنيء من أساليب تخريب العملية السياسية....الخ المعروف للغاية عن عمل وتوجهات,
جميع تجمعات النظام
المقبور من العفالقة, وبمختلف اجتحتهم المتصارعة, ومعظم
القوى السياسية التي تتصدر واجهة الحديث, عن أهل الأقلية في مناطق الغرب من
العراق, فضلا عن جحوش العفالقة وسط شيعة علي, وسائر من يعملون, ومهما كانت
منطلقاتهم متباينة, على إعادة فرض ما يسمى سطوة وسلطان السلطة المركزية, بذريعة
فرض الأمن والاستقرار وتوحيد المنقسم من الأرض, ومن خلال اعتماد نهج ممارسة القوة
والحزم, ووفق مقاسات من كانوا في موقع الجلاد, وما يتوافق بالذات وبالتحديد, مع ما
يريده السافل من حكام بني القعقاع, وفي المقدمة نظام ما قبل عصور التاريخ السعودي!
و...دعونا نتجاهل السائد من موازين القوى,
ونفترض, مجرد نفترض, أن هذه الأطراف والتجمعات وخصوصا في مناطق الغرب من العراق,
تملك بالفعل ما يكفي من القدرة عمليا, للقيام بانقلاب, يستهدف, إعادة فرض المفقود
من سلطتهم المركزية, وبالقوة على أهل العراق, ونفترض ذلك بهدف السؤال :أين ترى بالتحديد سوف تمارس (
سلطتهم المركزية) نفوذها عمليا على الأرض, خارج حدود مناطق نفوذهم التقليدية, أقصد
مناطق نفوذ ضاري الدناءة والدوري والاحمدي والعليان والدليمي ...وغيرهم من سافل
الناس وسط أهل هذه المناطق ؟!
إذا كانت القوى السياسية التي تمثل أهل
الأكثرية في العراق, تتعامل مع القائم بالفعل من السلطة, باعتبارها السلطة
الشرعية, ليس فقط بالاستناد على حكم نتائج عملية التصويت, وإنما باعتبارها, السبيل
والضمان, لممارسة الأكثرية, وتحديدا وسط شيعة علي والكورد, لدورها المشروع
ديمقراطيا, في ممارسة الدور الأساس, على صعيد تحديد مسارات ومستقبل العملية
السياسية, في عراق ما بعد صدام, وبشكل يتناسب عمليا مع أكثريتهم العددية, في مناطق
الوسط والجنوب من العراق وإقليم كوردستان,
و...إذا كان من الغباء حد البلادة, مجرد
الاعتقاد, أو حتى التصور على مستوى الوهم, بوجود إمكانية, ومهما كانت ضئيلة, للشطب
عمليا, على القائم من الحقيقة, حقيقة أن أبناء كوردستان تحرروا ونهائيا, من سطوة قمع
السلطة المركزية, قبل أكثر من خمسة عشر عاما, ولا يوجد هناك, بما في ذلك في كركوك,** وعلى مسئوليتي الخاصة, من يقبل أو يمكن أن
يرتضي, العودة للعيش مرة أخرى, تحت حكم السلطة المركزية, وجيشها الواحد الموحد, أو
حتى القبول والخضوع, لما لا ينسجم ولا يتوافق, مع جوهر ما يسود قانونيا وتشريعيا
في إقليم كوردستان,
وإذا كانت القوى السياسية,
التي تمثل أهل الأكثرية, في مناطق الوسط والجنوب والفقير من ضواحي بغداد, ومهما كان مستوى الاختلاف والصراع بين هذه
القوى, ترفض وبالمطلق العودة للعيش من جديد, تحت
سطوة سلطة مركزية, تمثل أهل الأقلية كما كان الحال في الماضي,, وبعد أن ظلت سلطة الأقلية,
وانطلاقا من مواقع وجودها الأساس, في مناطق الغرب من العراق, تمارس مختلف إشكال الاستغلال
والعسف ضد أهل الأكثرية, ومنذ تشكيل الكيان العراقي, قبل أكثر من ثمانية عقود من
الزمن!
و.... إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية,
ورغم ثقل دورها المحوري, في تقرير مسارات الوضع العام في العراق, ما عادت تعمل, أو
في الواقع فشلت, في فرض وجود سلطة مركزية, في ما تبقى من الكيان العراقي, خارج
حدود إقليم كوردستان, أقصد فرض سلطة, بمقدورها فرض الأمن, وتنفيذ المطلوب أمريكيا,
وبدون مناقشة, على طريقة ( تأمر سيدي), وبحيث توافق صناع القرار في الكونغرس
الأمريكي, ورغم كل المعروف, عن الخلاف والصراع في مواقفهما, حول الوضع في العراق,
على مشروع عمل مشترك, ينطلق في جوهره ومهما كانت الصياغات, على تكريس ما يسود
عمليا من التقسيم على أرض الواقع في العراق.
و...السؤال إذن ومن جديد : أين بالتحديد, سوف
تمارس هذه السلطة المركزية الموعودة, نفوذها عمليا على الأرض؟!
شخصيا لا يساورني الشك, أن جميع من كانوا
في موقع الجلاد, وعلى افتراض وقوف سلطان الاحتلال على الحياد, وفي حال توافقهم
وتجاوز الصراع على سلطان النفوذ, ومن يتصدر منهم الصفوف, بمقدورهم معا, فرض سلطتهم
المركزية, على سائر مناطق الغرب من العراق, وحتى على مناطق عديدة في العاصمة بغداد...و....من ثم .... محلك سر, أو في الواقع, ما هو أسوء من ذلك بكثير , أقصد عوضا عن تحقيق
طموحهم الشرير, بفرض سلطانهم من جديد على أهل الأكثرية بالقوة, سوف يخسرون عمليا,
جميع المكاسب الكثيرة, التي نجحوا في انتزاعها, بعد زوال عار حكمهم البغيض, والتي
لا تتناسب مطلقا, مع أقليتهم العددية,
وبالاعتماد ومن حيث الأساس, على البشع والهمجي من سلاح الإرهاب, والمساومة
مع سلطان الاحتلال, وبدعم السافل من حكام بني القعقاع!
و... مو غلط أبدا من التكرار: من كانوا في موقع
الضحية, وسط أهل كوردستان, حسموا أمرهم ونهائيا, وبحيث ما عاد فلم ( السلطة
المركزية) يستحق عندهم حتى مجرد الحديث, إلا في معرض التصنيف والسخرية, وبالتالي يظل السؤال كما كان: متى يتخلص الذين كانوا في
موقع الضحية, في مناطق الوسط والجنوب, والفقير من ضواحي بغداد, من أوهام العيش, في
ظل المشترك من السلطة, مع من كانوا على الدوام, في موقع الجلاد في مناطق الغرب من
العراق, والذين لا يرفضون وبالمطلق, حق الأكثرية بممارسة الحكم, وبالاستناد على سلطان
صناديق الاقتراع, وإنما يواصلون وبمنتهى الغباء, العيش, في ظل المستحيل التحقق, من
الوهم, وهم إعادة ما مضى من عار زمانهم الغابر, وهم استعادة المفقود, من سلطان عار
نفوذهم, على أهل الأكثرية, من الكورد وشيعة علي؟!
ذلك هو السؤال الذي يتطلب بتقديري, التوقف
عنده وبإلحاح, من قبل العبد لله وجميع من ينطلقون في تحديد مواقفهم, من الدفاع أولا
وقبل كل شيء, عن حقوق ومصالح وطموحات, جميع من كانوا في موقع الضحية, ومنذ إقامة
الكيان العراقي قبل ثمانية عقود من الزمن!
* طالع نص الماضي من التعليق في العنوان التالي: www.alhakeka.org/599.html
** هذا بالطبع باستثناء بعض شيوخ عرب الحويجة
من جحوش العفالقة, ومرتزقة أنقرة, ومن لا يزال يمارس, غباء البقاء في كركوك, وسط
من شاركوا في جريمة التعريب, ...و...كل من تقدم ذكرهم,
حشه كّدركم, لا يملكون وكفيلكم الله وعباده, من القدرة, ما يتعدى غير فعل البكاء
والعويل, على ما مضى من زمان عار سطوتهم على أهل كركوك, بالاعتماد على السافل من
قمع السلطة المركزية, بقيادة حزبهم العفالقي وسيدهم السفاح!