عن مشروع فيدرالية الجعفري الفنطازية!!
أدري والعباس أبو فاضل, أن هذا العنوان, قد
يثير بعض الالتباس, وحتى الاستفزاز , بسبب وسم مشروع فيدرالية السيد الجعفري
بالفنطازية, ولكن صدقا ذلك, لا يندرج أبدا, في باب التعسف في الاختيار , ولا
يستهدف قطعا الاستفزاز, وإنما هو مجرد تكثيف شديد , لما اعتقده المناسب والممكن من
التوصيف, لمقترح السيد الجعفري, الداعي إلى إقامة فيدرالية عربية (سنية شيعية)* على حد تعبيره, وبالحرف الواحد, في سياق
اللقاء مؤخرا, مع صحيفة الحياة اللندنية!
في البداية وقبل كل شيء,دعونا نعوف العقل على الرف, لنتحدث مع من يزعمون الفهم
والعلم, بلغة أهل المنطق, وللسؤال وبالواضح كلش من التعبير : إذا كان السيد
الجعفري, على قناعة راسخة, بضرورة وأهمية اعتماد النظام الفيدرالي في العراق, ترى
ماذا يحول إذن, دون قيام المختلف من الفيدراليات راهنا, أو في المنظور من
المستقبل, وبحيث يكون من المتاح لاحقا, في حال تطور العملية الديمقراطية وبثبات,
وتوفر المناسب من الظروف, التي تساعد على إزالة الاحتقان الطائفي, التفكير وحتى
المباشرة بالعمل, وبما يضمن في النهاية, توحيد القائم يوم ذاك من الفيدراليات,خارج
حدود إقليم كوردستان, سواء ظل العراق متوحدا فدراليا, أو تحول إلى اتحاد
كونفدرالي, يجمع ما بين أبناء كوردستان الجنوبية, وسائر أبناء المناطق الأخرى من
العراق؟!
بالعراقي الفصيح : في ظل هذا التقسيم الصارخ على مستوى
الأرض, وهذا الانقسام الطائفي, على مستوى الولاء وعمياوي, وبعد كل هذا الذي جرى,
ولا زال يجري يوميا, من الجرائم والبشاعات الهمجية, وفي الأساس, بوحي ودعم وتحريض
من هيئة قاطعي الأعناق بقيادة ضاري الدناءة, ,وطالح المطلك وظافر العاني وسواهم من
أيتام النظام المقبور بالعار, ممن باتوا يتصدرون ويا للعجب, واجهة المشهد السياسي,
في مناطق الأقلية, أليس من المنطقي ( أقول من المنطقي, وأنعل أبو العقل!) العمل
أولا, على تحقيق ما هو ممكن عمليا, على هذا الصعيد راهنا أو على المدى المنظور,
وبحيث يمارس أبناء الوسط والجنوب, حقهم المشروع, في إقامة ما يريدون من
الفيدراليات, وحتى الأقاليم, وعلى النحو الذي يسود, وقبل سقوط السفاح, في إقليم
كوردستان, خصوصا وأن ممارسة هذا الحق, مكفول للجميع ودون استثناء, بما في ذلك
أبناء الغرب من العراق, وعلى النحو, جرى بصدده الاتفاق, بطلعان الروح, ومن ثم تم
إقراره بالتصويت, وبات في حكم المقرر دستوريا, باعتبار أن عراق ما بعد سقوط نظام
العفالقة, عراق ديمقراطي اتحادي ويسوده النظام الفيدرالي ؟!
لماذا إذن وما هو الهدف, من مبادرة السيد الجعفري
بطرح فكرة هذا المشروع , وفي هذا الوقت بالذات, وتحديدا عشية المباشرة, في مناقشة
موضوع إقليم الوسط والجنوب في البرلمان؟!
دعونا نفترض, مجرد نفترض, أن طرح هذا
المشروع, لا يستهدف من حيث الأساس, تعطيل جهود المجلس الإسلامي الأعلى, والداعية
وبقوة إلى إقامة فيدرالية الوسط والجنوب وبدعم من التحالف الكوردستاني, وعوضا عن
ذلك, دعونا نقول, أن السيد الجعفري,مازال يعيش, على وهم الاعتقاد, بإمكانية
التعايش, ما بين الأكثرية, في الوسط والجنوب, مع الأقلية في مناطق الغرب من
العراق, بود وسلام وحلو...حلو....بحكم أن الدين والعرق يجمع, والأمر لا يتطلب
بالتالي, ما هو أكثر من مجرد ( أن يكّعدون سوه) ويستعيدون معا, الذكريات عن سوالف
العيش المشترك, أيام سومر وحمورابي وعشتار...الخ الجميل والحلو كلش, على مستوى
التمني, والصعب التحقيق ومو شلون ما جان, على ارض الواقع, وحيث لا يزال الحمقى,
ممن يخضعون لوعي القطيع, المحكوم بالولاء المطلق للطائفة, يتقاتلون مثل الهمج,
جراء اختلاف مواقفهم الفكري والسياسي, من السمك الجري ههههههههههههههه
و.......بعيدا عن التصنيف والسخرية,
دعونا نرتدي غصبا عباءة الجدية, من أجل أن نتفحص ومن جديد, هذا الوهم, وهم العيش المشترك, في
إطار فيدرالية السيد الجعفري الفنطازية, وذلك من خلال السؤال
وبالعراقي الفصيح: هل هناك اليوم, أو على المدى المنظور, إمكانية واقعية,
لقيام فيدرالية, تجمع من هو في موقع ضاري الدناءة وطالح المطلك,ومن هم في موقع السيد الجعفري وسط شيعة علي, وبما
يضمن ويكفل, لجميع المحرومين والمستضعفين من الأكثرية في الوسط والجنوب, والذين
كانوا على الدوام في موقع الضحية, التخلص ونهائيا من ظلم وجور الأقلية في مناطق
الغرب من العراق, التي ظلت بالمقابل, وعلى الدوام عماد جميع من كانوا في موقع الجلاد ومنذ قيام الكيان العراقي
قبل ما يزيد على الثمانية عقود من الزمن؟!
صدقوني الجواب أكثر من معروف سلفا,
ليس لان الأكثرية من أهل الوسط والجنوب, لا تريد ولا تتمنى, أن يعود الناس,
للعيش بوئام وسلام, بعيدا عن قذرة وبشاعات التناحر الطائفي, مثل أيام زمان,
وبالخصوص ما ظل سائدا, قبل انتشار طاعون العفالقة الأنجاس في العراق, وإنما لان
الأقلية, وبالتحديد شيوخ ومشايخ ووجهاء الأقلية, بما في ذلك شيوخهم وسط عرب
الحويجة في كركوك,** يرفضون الاعتراف بالأمر الواقع, واقع سقوط حكم الأقلية, وبالتالي
يرفضون القبول بحكم الأكثرية, والخضوع لسلطان الديمقراطية, لان ذلك ومن
منظورهم (منظور من كانوا يملكون
سطوة وسلطان السلطة ) يعني حرمانهم
أولا من نفوذهم الاقتصادي والسياسي, على صعيد الدولة والمجتمع, ويجريدهم ثانيا من
القدرة على التحكم, كما يريدون بسطوة السلطة المركزية, والتي كانت سلاحهم لنهب
ثروات وخيرات الأكثرية, وفرض وجودهم على المجتمع بقوة وسلطان القمع!
ذلك كان ولا يزال, وسيظل, وكفيلكم
الله وعباده, هو الأساس في الصراع الحاد والدموي, الذي يشهده عراق ما بعد حكم
العفالقة الأنجاس, وبالتالي يغدو من البديهي السؤال: لماذا يتجاهل السيد الجعفري هذا المعروف كلش من الحقيقة, وما ما هو الأساس الواقعي
والعملي, وحتى المنطقي, الذي يجعل السيد الجعفري, على قناعة راسخة, بوجود إمكانية
راهنا, أو حتى على المدى المنظور من الزمان, لتحقيق مشروع قيام مثل هذه
الفيدرالية, التي تجمع هكذا وفجأة,, ما بين من كانوا على الدوام في موقع الجلاد,
مع من كانوا على الدوام في موقع الضحية, وخصوصا وبالذات, بعد جرى تحويل هذا
الصراع, ومنذ أكثر من ثلاث سنوات, إلى صراع همجي طائفيا, يحصد حياة ما يزيد على
المائة ضحية يوميا, وبحيث بات أهل بغداد وسائر مناطق الوسط والجنوب, وجميع من
كانوا يعيشون, في ظل حكم العفالقة الأنجاس على حافة القبر, يتمنون الخلاص من رعب
العيش, في ظل السائد من بشاعات الجحيم, وبعد أن باتوا وغصبا يمارسون تكرار فعل الموت,
المرة تلو الأخرى, وعلى مدار الساعة واليوم ومنذ سقوط طاغية العراق؟!
هل أن السيد الجعفري يعتقد حقا أو
يتصور, أن من يتصدرون واجهة المشهد السياسي, في مناطق الأقلية, من السذاجة, بحيث
يمكن الضحك على ذقونهم, من خلال الموافقة على بقاء علم سيدهم السفاح, مرفوعا عاليا
بعاره, على عناد الكورد وجميع من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة
الأنجاس, أو من خلال إغراءهم باحتلال موقع رئاسة الجمهورية ( اللي لازم أن يكون من
صلب قحطان وعدنان وهيفاء وهبي)..وكذلك الحال مع منصب وزارة الخارجية ( اللي لازم
أن يكون حكرا على بني القعقاع)....الخ ما قدمه السيد الجعفري, فعلا من الاغراءات,
خلال أيام النضال للبقاء, في موقع رئاسة الحكومة, دون أن يتحقق ما يريده من الهدف,
لان من يقودون العملية السياسية في مناطق الأقلية, يعرفون ومو شلون ما جان طبيعة
السائد من موازين القوى, ويملكون من الخبرة والمهارة ما يكفي, لممارسة مختلف إشكال
المناورة وبمنتهى الدناءة, وبهدف واحد ووحيد: استعادة المفقود من نفوذهم على صعيد
الدولة والمجتمع!
هذا المقترح, مقترح إقامة هذه
الفيدرالية الفنطازية, المدعوم, اللهم صلي على النبي, من قبل العبقري مقتدى الصغير,
وسواه من فرسان الحوزة الناطقة, بلسان العفالقة وسط شيعة علي, يعد بتقديري الخاص,
بمثابة( هدية مجانية) حتى لا أقول ( عربون محبة) لطالح المطلكّ وضاري الدناءة,
وسواهم ممن كانوا وعلى الدوام, في موقع الجلاد, هدية تمنح أتباع علم السفاح,
المزيد من العون, لتجميع الصفوف وبما يكفل تعطيل إقرار مشروع قيام فيدرالية الوسط
والجنوب , عند طرح الموضع للمناقشة في البرلمان, ومن ثم المماطلة وباعتماد أسلوب (
واحد يجر بالطول وسواه بالعرض) بزعم تدارس بنود مقترح السيد الجعفري, بما يضمن فرض
المزيد من الشروط,, لتطويع مشروع فيدرالية الجعفري الفنطازية, ليكون هو الأخر, مع
وقف التنفيذ, المضاف من الجهد,لفرض عودتهم والتحكم من جديد بمواقع القرار في
الدولة والمجتمع, .....و......هذا قبل أن يكتشف السيد الجعفري, وأكيد بعد فوات الأوان, أن من كان
يتمنى, ويأمل خيرا, في العمل معهم, من أجل قيام فيدراليته الفنطازية, إنما وظفوا
ومن جديد, سراب أحلامه, بالضد مما يريد ويتمنى, خصوصا في حال, تفاقم الصراع وسط
شيعة علي, بصدد الموقف من فيدرالية الوسط والجنوب, بكل ما يمكن أن ينجم عن ذلك من
التداعيات السلبية, التي قد تقصف عمر الباقي, من هذا الذي لا يزال, على مستوى
الورق, يسمى قوى الائتلاف العراقي!
السؤال : هل يمكن الفصل بين هذا المقترح, لقيام الفيدرالية الفنطازية, وفي هذا
الوقت بالذات, وبين موقف الجناح
الذي يقوده السيد الجعفري, داخل حزب
الدعوة, والذي يعارض توجهات السيد المالكي, الهادفة إلى نزع سلاح المليشيات في
بغداد, لان ذلك يشمل, تجريد جيش مقتدى الصغير من السلاح, كما يعارض الخطوات
الجدية, التي باشر السيد المالكي باعتمادها, لتطبيع الوضع في كركوك, وبالتعاون مع
مختلف الأطراف, وبالذات قوى التحالف الكوردستاني, بعد أن ظل الوضع, على صعيد هذه
المشكلة البالغة التعقيد, ( محلك سر) طوال فترة حكم السيد الجعفري, وهاهو اليوم
يعمد وعلنا, إلى تقديم مشروع يتعارض تماما, من حيث الأساس والتوقيت, مع مشروع
المجلس الإسلامي الأعلى, وعلى نحو يمكن أن يعمق السائد والراهن, من الانقسامات
الحادة, بين المختلف من القوى السياسية الإسلامية, وسط شيعة علي في العراق!
السؤال الأخطر
مما تقدم: هل يجهل السيد الجعفري, أن ما تقدم من المواقف,
قد يقود إلى إفشال عمل حكومة السيد المالكي, وبحيث يمكن ( وهذا احتمال وارد
للغاية) أن يصل الوضع في العراق, إلى الحد
الأقصى من الأزمة, وبشكل لابد وأن يعزز بالتالي, إلى
تنفيذ ما بات يتردد علنا, في دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة, حول ما يسمى الخيار الأخير,خيار إعادة إنتاج الدكتاتورية, في ما
تبقى من العراق, خارج حدود إقليم كوردستان, لمساعدة قوات الاحتلال, على الخروج من
عنق الزجاجة, والاستعداد لتنفيذ, القادم من صفحات المشروع الأمريكي في الشرق
الأوسط,, وذلك من خلال استخدام القوة, لفرض الأمن والاستقرار, أو بالأحرى, إعادة
فرض سطوة السلطة المركزية, تحت واجهة حكومة الإنقاذ الوطنية, الأمر يحضى بدعم
وإسناد جميع من يتصدرون واجهة المشهد السياسي, بما في ذلك جميع أيتام النظام المقبور
بالعار وحكام بني القعقاع, ولا يعارضه أبدا, وفاق البعث الأمريكي,الذي يجمع تحت
عباءته, كل من نزع لباس صدام الزيتوني, وارتدى الأخضر الأمريكي من اللباس, مع سائر
من باتوا لا يملكون صدقوني, من الأمر, غير أن يكونوا طوع ما يريد سلطان الاحتلال,
حتى وأن اقتضى الأمر, التنقل بين المواقف مثل الشوادي؟!
في ظل هذا الوضع, وفي إطار هذا
التشتت في الموقف من قيام فيدرالية الوسط والجنوب, وهو ما لا يفترض أن يكون أبدا
موضع الخلاف, من تراه اليوم وسط قوى الإسلام السياسي في الوسط والجنوب, يملك
القدرة منفردا, على مواجهة هذا الخيار الأمريكي,خيار إعادة إنتاج الدكتاتورية في
العراق ؟!
هل يعتقد السيد الجعفري, أن
ميليشيات الحوزة الناطقة, بلسان العفالقة وسط شيعة علي, وفي المقدمة, جيش مقتداه
الصغير, تملك القدرة فعلا وحقا, على تعطيل تنفيذ مثل هذا الوجهة الأمريكية,
المدعومة وبكل قوة, من قبل جميع وجهاء وشيوخ وفرسان الأقلية, في قلاع العفالقة
التقليدية, ممن يتوهم إمكانية الحصول, على عونهم, لتحقيق مشروع فيدراليته الفنطازية ؟!
صدقوني ساعة يقرر سلطان الاحتلال
اعتماد هذا الخيار, والذي يعني أولا وقبل كل شيء, تطويع شيعة علي في الوسط والجنوب
وانطلاقا من بغداد, سوف لا يحتاج كثيرا, لعون السافل من أيتام, النظام المقبور في
مناطق الأقلية, وإنما سوف يعتمد من حيث الأساس, على الكثير ...الكثير من أتباع
الحوزة الناطقة, بلسان العفالقة وسط شيعة علي, ممن وكفيلكم الله وعباده, يمارسون
دور حصان طروادة, الذين سوف يسرعون وينزعون العمامة, ليرتدوا ومن جديد الزيتوني,
كما فعلوا, يوم اقتحموا وبمنتهى الدناءة, ضريح أمام الحق ...و.....السلاح موجود, والأمر
لا يتطلب, ما هو أكثر, من تغيير اتجاه فوهة الرشاش والمدفع!
سمير سالم داود 15 أيلول 2006
*تعمدت حصرها داخل قوسين, مع الإشارة لورودها بالحرف
الواحد على لسان السيد الجعفري, لان العبد لله وكما تعرفون, بات ومنذ أمد طويل,
يستنكف ذكر طائفة الأكثرية والأقلية بالاسم!
**من وجهة نظر داعيكم, جميع من كانوا في موقع
الجلاد, وعملوا بعد سقوط سيدهم, ولا يزالون يعملون, كل ما في وسعهم, لدوام محنة
غياب الأمن والاستقرار, مكانهم الطبيعي, هو قفص الاتهام, جوار سيدهم السفاح,
بجريرة ما مضى والحاضر من دنيء الفعل, ولا يستحقون قطعا, لا صدارة المشهد السياسي
في مناطق الأقلية, و لا المشاركة في تقرير القادم من صفحات المستقبل في العراق!