عن محنة الكتابة في زمن وعي القطيع!!

 

 منذ أو في الواقع, حتى قبل مباشرة دراسة الصحافة أكاديميا, في جامعة بغداد, قبل ما يقرب الأربعين عاما من الزمن, كانت ولا تزال موضوعة, مناقشة دور وسائل الأعلام والدعاية, في صياغة اتجاهات الرأي العام, تشغل اهتمامي ومو شلون ما جان, وصدقوني ما أدري ليش, على الأقل لا أدري في البداية, وصمن هذا السياق من الاهتمام, تعزز الانتباه تدريجيا, للمصاعب الجدية والبالغة التعقيد, التي تعترض بشكل خاص واستثنائي, عمل من يمارسون فعل الكتابة من موقع الضد للسائد من الاتجاهات على صعيد الرأي العام, هذا حتى قبل شيوع, دعوات التكفير والتحريم, وعلى نطاق واسع, في ثمانينات الماضي من القرن,من قبل القوى السلفية المتشددة, وسائر الهمج من سدنة عصور ما قبل التاريخ والجغرافيا!

عن وعي القطيع, كتب العبد لله الكثير, وصدقوني من غير المنشور عن هذه الموضوعة, عندي من النصوص ما يكفي لصدور أكثر من كتاب, ومن عنده خلكّ ويعود للمتوفر في أرشيف  موقع ( الحقيقة), ومنذ نشره على شبكة الانترنيت, قبل ما يقرب العقد من الزمن, بمقدوره مطالعة العديد من هذه النصوص,مع الملموس من النماذج, التي تتوقف بهذا القدر أو ذاك,عند هذه الإشكالية, إشكالية المصاعب والمتاعب الناجمة, عن محنة الكتابة, بما يتعارض مع وعي القطيع, المحكوم بالتخلف الفكري والاجتماعي, والذي يسود ويتحكم, بمواقف الغالب العام من الناس, في الدول العربية والإسلامية, نتيجة قرون مديدة من العيش, في ظل قمع واضطهاد وحروب, حكم السافل من السلطان! 

و…..هذه الإشكالية,بين المتلقي الخاضع لوعي القطيع, والمثقف الرافض للسائد من الوعي, وخصوصا من يمارس فعل الكتابة, في الشأن السياسي, ستظل بتقديري هي التي تسود, ولا يمكن توقع حدوث العكس, على مدى المنظور من عقود الزمن, وقبل أن يتطور المجتمع حضاريا, وبحيث يسود الوعي الديمقراطي, النقيض جذريا لوعي القطيع, ويوم يغدو  مجرد ممارسة فعل الكتابة, عن الشأن السياسي, من قبل المثقفين, وتحديدا الذين يشتغلون في ميدان النشاط الإبداعي, ضربا من الترف, أو مجرد نزوة عابرة, أو حتى وسيلة من وسائل تمضية أوقات الفراغ, على النحو الذي يسود جميع المجتمعات الديمقراطية, وخصوصا مجتمعات دول غرب أوربا.       

السؤال : ترى ولغاية تحقيق هذا الحلم, حلم شيوع الوعي الديمقراطي, كيف السبيل لمواجهة هذه الإشكالية الخطيرة, بين المتلقي الخاضع لوعي القطيع, والمثقف الرافض للسائد من الوعي؟!

بالعراقي الفصيح: ترى كيف يمكن على سبيل المثال راهنا,مناقشة من يتحدث بلسان الطائفة, معلنا وبمنتهى السفاهة, براءة جميع اتباع المذهب الجعفري من العبد لله ( حيث اعتبرناك نقطة ضعف في الاخلاق وعدم الانظباط ) أو سواه من المساكين, ممن عبروا بدورهم عن استياءهم الشديد, من موقف داعيكم ( الطايح حظه) من  (البطل حسن نصر) وهو موقف كان وفق تصورهم الطائفي (مو متوقع منك ابد) ولا يمكن أن يصدر عن واحد من (أبناء الشيعة)…..الخ* تجليات هذا النمط الطائفي البليد من التفكير, وحيث جميع الناس, وربما حتى الشجر والحجر والحيوان, يجري تصنيفهم قسرا على ملاك هذه الطائفة أو تلك, وغصبا  (علي اللي يريد أو لا يريد) حتى لو كان المرء, مثل الداعي لكم بطول العمر, يساري ديمقراطي, ومحكوم سلفا, بجهنم وبئس المصير, بجريرة المختلف من الفكر والاعتقاد؟!    

و………الجواب كان ولا يزال, الاستمرار في استخدام, معول الكتابة, في مواجهة جميع تجليات وعي القطيع, لان مهمة المثقف المعارض للسائد من الوعي, وبشكل خاص الذي يمارس فعل الكتابة عن الشأن السياسي, لا يمكن ويجب أن لا تستهدف أبدأ, إرضاء مشاعر وعواطف ومزاج جناب حضرة المتلقي, أو استغفال هذا المتلقي المسكين, من خلال شحن ذهنه بالأوهام والتمنيات, وإنما المطلوب وبإلحاح, تحريض هذا المتلقي, على ممارسة فعل التفكير, وبالاعتماد أساسا, على الوقائع والحقائق, والسائد من موازين القوى, منطلقا لمحاكمة ما يجري أرض الواقع, من الأحداث والتطورات السياسية, لان خلاف ذلك, سواء الكتابة بما يتناسب مع وعي مزاج المتلقي, أو تخديره بالأوهام والتمنيات, كان وسيظل صدقوني, ضربا بشعا من الجريمة, وعلى النحو الذي يتجلى ولا يزال راهنا, من خلال تصوير هذا الذي يجري في لبنان, منذ الثاني عشر من تموز, كما لو كان انتصارا لحزب الله بقيادة نصر الله, دون أن يتطوع ولو واحد من أصحاب هذا الاعتقاد الساذج, وبعد سقوط المئات من القتلى, والألوف من الجرحى, وعشرات الألوف من المشردين, وبعد كل بشاعات التدمير الهمجي, ويقدم للناس, دليلا ملموس على هذا النصر المزعوم, و……صدقوني شعرت برثاء حقيقي, حين طالعت يوم أمس, رد أحد وزراء حزب الله, على مشروع القرار الدولي المتوقع صدوره خلال الساعات القادمة, وحيث أكد أن الحزب سوف ( لا يقبل بوقف إطلاق النار قبل انسحاب قوات العدو من الجنوب) وهو يدري والعالم برمته يدري, أن إسرائيل وبعد أن تم طرد قواتها, بضرب القنادر, من الجنوب اللبناني في أيار عام   2000 لا تريد أو بالأحرى لا تملك القدرة, لا عسكريا ولا سياسيا, على البقاء في جنوب لبنان, ولو ليوم واحد,حال تحقيق هدفها الأساس راهنا:   على البقاء في جنوب لبنان, ولو ليوم واحد, حال تحقيق هدفها الأساس راهنا: إقامة منطقة عازلة, تخضع للجيش اللبناني, وبدعم من قوات دولية, تملك القدرة عسكريا, على منع حزب الله من تهديد حدودها الشمالية, وذلك صدقوني ما سوف يتحقق عمليا, وما هو أكثر من ذلك بكثير, وبالشكل تتضمنه بنود مشروع القرار الدولي,بحكم السائد من موازين القوى محليا وإقليميا ودوليا, وبحيث بات حزب الله اليوم, لا يملك من الخيارات سوى أقل من القليل: أن رفض قبول وقف إطلاق النار, ذلك يعني تحميل الشعب اللبناني, المزيد والمزيد من الموت والدمار, الذي يتوصل همجيا, منذ ما يقرب الشهر, في ظل صمت, وحتى مباركة حكام بني القعقاع, وتخاذل من كان حزب الله, يعتقدهم في موقع السند والحليف في دمشق وطهران,    إما إذا رضخ وتجرع سم القبول, بما كان يرفض ما دوناه بكثير من الشروط, لغاية الثاني عشر من الشهر الماضي, ذلك يجعله في موقع الخاسر سياسيا ومو شلون ما جان, وخصوصا حين تبدأ القوى اللبنانية المناهضة للتدخل السوري والإيراني, التحرك بما يفيد استثمار خطيئة حزب الله وجريمة تدمير لبنان وبيروت بشكل خاص, لفرض بنود مشروعها الهادف, وضع لبنان وبشكل نهائي, خارج إطار الصراع مع إسرائيل, و…..لازلت أخشى, أقول أخشى, ولا أقول أتوقع, أن يعمد حزب الله, إلى خيار تفجير الوضع الداخلي, بهدف الخلاص من مواجهة تبعات ما أرتكب من الخطيئة بحق الشعب اللبناني عموما, وبشكل خاص واستثنائي بحق شيعة علي في لبنان! **

و…. من جديد ومرة أخرى, من الضروري التذكير أن العبد لله, حين يكتب في الشأن السياسي, وغصبا بحكم الواجب, وليس طوعا, وذلك للتعبير عما يعتقده الصواب من الموقف, يفترض سلفا, أن من يتابع التعليق بالعراقي الفصيح, بات يعرف بهذا القدر أو ذاك, توجهات العبد لله الفكرية وبالتالي السياسية, والتي تحدد وبوضوح, لا يقبل التأويل, على أن منطلق داعيكم في الكتابة, محكوم بالعديد من الثوابت المبدئية محورها الأساس: القناعة وبالمطلق, أن الإنسان, أولا وقبل كل شيء, هو أثمن رأسمال في الوجود, وهذا بالذات يعني عندي الانحياز وبالمطلق دائما وأبدا,لجميع من هم في موقع المحرومين والمستضعفين من الناس, بغض النظر عن انحدار تهم العرقية, والمختلف من أديانهم وانتماءاتهم الطائفية, دون أن يعني هذا الانحياز, تخدير وعي الناس والدفاع عن الغلط وإشاعة الأوهام والتمنيات و…….صدقوني من يعتمد العكس من المنطلق, ويقزم الذات الإنسانية, من خلال تحويلها إلى مجرد رقم, محسوب على ملاك هذا العرق أو الدين أو الطائفة, إنما يساهم وبمنتهى الدناءة, في إشاعة نزعات التعصب القومجي أو الطائفي أو الشوفيني بين الناس, ومن يفعل ذلك, وبغض النظر عن النوايا, لابد وحتما تجري في عروقه سموم ووساخات ثقافة العفالقة الأنجاس, حتى لو تظاهر بما هو خلاف ذلك, لان الأساس في تصنيف مواقف الناس, وعلى مر الزمن, كان ولا يزال وسيظل, إقران القول ( المحكي أو المكتوب) بالملموس من الفعل, وليس برفع, المجرد من حلو الشعار, وترديد ما يخدع, من كاذب الزعم!

و.......ما تقدم عن ثوابت العبد لله, كانت وستظل, تحكم منطلقي عند الكتابة, عن الشأن السياسي, وتحديدا عن تلك الموضوعات, التي أعتقد, أن من الضروري والمهم للغاية, التوقف عندها بالتعليق وبالعراقي الفصيح, يعني على المكشوف وبدون لف أو دوران وبدون رتوش, دون أن أضع في الاعتبار إطلاقا, ردود الفعل, على ما اعتقده الصائب من الموقف, لا أقصد بالطبع ردود فعل حشه كّدركم حثالات العفالقة, لان داعيكم لا يعتبر أساسا ( هولاء الحثالات) صنف من البشر, وإنما أعني ردود الفعل وسط من يجري تصنيفهم, وأحيانا حامي شامي, في عداد المعادين للعفالقة, و………..قدر تعلق الأمر بردود الفعل, في هذا الوسط بالتحديد, يمكن القول وبإيجاز شديد :من يشاطرني الاعتقاد, مشكور كلش, والله يطول عمره, ومن لا يفعل ذلك, انطلاقا من القناعة المغايرة فكريا وسياسيا, كل الاحترام والتقدير, وما عدى ذلك, أقصد من يريدون أن يكتب العبد لله فقط لا غير, ما يرضي أو يتوافق غصبا, مع قناعتهم ومواقفهم البليدة, ما عندي من القول سوى:  طبهم طوب, دنيا وآخره هههههههههههه 

 

سمير سالم داود  السادس من آب 2006

alhkeka@hotmail.com

* المحصور بين الأقواس هو بعض القليل,  والمؤدب للغاية, من سياق رسائل الشتائم, التي انهالت على يافوخ داعيكم, ومباشرة بعد أن توقف بالتعليق عند خطيئة حزب الله وجريمة تدمير لبنان وبيروت خصوصا, من قبل الهمج في صفوف جيش الدفاع عن أمريكا الإسرائيلي! و…المثير للسخرية ومو شلون ما جان, أن هذا الافندي sami_rafed@yahoo.com والذي قرر طردي من صفوف شيعة علي بسبب (عدم الانظباط) و (ضعف في الاخلاق ) يختم رسالته بالقول ( انت لاتعرف تكتب بالعربيه الفصحى) ربما لان داعيكم بالفعل, لا يعرف ولا يجيد كتابة مفردة  (الانظباط) بالضاد أخت الطاء هههههههههه وأكيد وحتما, لا يملك قدرة هذا العبقري وسواه من زعاطيط الانترنيت, ممن يمارسون يوميا تعهير اللغة العربية, نتيجة عجزهم الفاضح ,حتى  عن كتابة الصحيح من المفردات, في لغة أهل الضاد, وخصوصا تلك التي تحتوي, على حرف الضاد بالذات وبالتحديد هههههههههههههه

** طالع في العناوين التالية, المقسوم من التعليق بالعراقي الفصيح عن الوضع في لبنان, وحسب التسلسل : www.alhakeka.org/507.html و.. www.alhakeka.org/509.html  و...

www.alhakeka.org/510.html

هامش : لسوء الحظ أو ربما العكس, ترافقت هذه الهجمة من الشتائم, وإعلان شعيط ومعيط براءة شيعة علي من العبد لله, باعتباره طلع واحد مو ( منظابط) ههههههههه مع تعرض جهازي المسكين لهجوم عفلقي, نجح وأكثر من المرات السابقة, في إلحاق ضرر فادح, بجانب كبير من جهدي الكتابي, وضمنا بعض نصوصي الأدبية غير المنشورة, ونتيجة انشغالي بالعمل من أجل معالجة هذا الضرر, والسعي لاستعادة ما يمكن من النصوص المفقودة, تعذر ليس فقط دون كتابة الجديد من التعليق بالعراقي الفصيح, خلال الأسبوعين الماضيين, وإنما دون الرد على رسائل العديد من الزملاء والأصدقاء, راجيا أن يكون هذا التوضيح كافيا للاعتذار مع خالص الود.