ما هو
السبيل لخلاص شيعة علي؟!
ما العمل وما هو السبيل الصائب والعملي, الواجب اعتماده بتقديري, من قبل من
يملكون سلطان القرار, وسط شيعة علي, ليس فقط من أجل ممارسة الحق المشروع في الدفاع
عن الذات, وإنما في سبيل تحقيق, خلاص شيعة علي والى الأبد, من محنة هذه الدوامة,
دوامة ممارسة فعل العيش على حافة الحياة, نتيجة إصرار من يتصدرون المشهد السياسي
في مناطق الأقلية, على محاصرة الأكثرية, بالحقد والقمع, وبشاعات جرائم مطاياهم من
المجاهرين بالقتل, وانطلاقا بالتحديد من محافظات صدام البيض عفلقيا, ومن الرمادي
بشكل خاص واستثنائي ؟!
الجواب وبتكثيف
شديد للغاية: عدم إضاعة المزيد من الوقت, والقبول
بالتالي, البقاء وبعد كل ما حدث, وسوف يحدث, في موقع محلك سر, نتيجة الوهم والتصور
المغلوط, بوجود إمكانية واقعية بالفعل, للاستمرار بالعيش المشترك, مع سكان مناطق
الأقلية, في إطار الكيان المسمى ( العراق) الموحد وحتى أشعار أخر, جغرافيا على
مستوى الخريطة , والمقسم واقعيا ومو شلون ما جان على الأرض!
خلاص شيعة علي, وفق قناعتي, لا
يمكن أن يبدأ بالفعل وعمليا, قبل التحرر من هذا الوهم, وهم إمكانية العيش المشترك,
مع سكان مناطق الأقلية, في إطار دولة واحدة!
هل تراني أدعو وبالعراقي الفصيح,
إلى ما هو أبعد, من قيام فيدرالية الوسط والجنوب؟!
الجواب بالإيجاب وبدون تردد, ليس لان العبد
لله, صار تالي العمر, من دعاة تقسيم الموحد من العراق على الخريطة, وإنما لان ذلك,
هو ما يسود بالفعل, على أرض الواقع وبشكل صارخ, رغم خشية وتردد, من يملكون سلطان
القرار,وسط شيعة علي, الاعتراف بهذه الحقيقة, واستمرارهم بالتالي, في التعويل, على
وهم وجود إمكانية واقعية, للمساومة مع من يملكون سلطة القرار في مناطق الأقلية,
وبما يساعد عمليا, الحفاظ على وحدة, ما تبقى من الكيان العراقي, في وادي الرافدين!
و......عمليا, من فادح الخطأ, الاعتقاد والتصور, أن هذا الانفصال أو التقسيم
الحاصل عمليا, على ارض الواقع, بين مناطق وجود الكورد, ومناطق وجود شيعة علي في
الفرات والجنوب وضواحي بغداد الفقيرة, ومناطق وجود الأقلية في الغرب من العراق,
باعتباره تحصيل حاصل, لما حدث ولا يزال بعد سقوط نظام العفالقة الأنجاس في نيسان
عام 2003, لان مثل هذا التصور
الغلط, يشطب وبجرة قلم, على الحقيقة, حقيقة أن الكورد تحرروا عمليا, من سطوة
السلطة المركزية, قبل أكثر من خمسة عشر عاما, ولا يوجد هناك, وعلى مسئوليتي
الخاصة, ولو كوردي واحد, يقبل أو يمكن أن يرتضي, العودة للعيش تحت سطوة السلطة
المركزية, وجيشها الواحد الموحد, وجميع ما لا ينسجم مع القوانين والتشريعات التي
تسود إقليم كوردستان, و...شيعة علي, كان يمكن عمليا, أن يكون وضعهم راهنا, لا يختلف كثيرا عن وضع
الكورد, لولا قمع انتفاضتهم الباسلة عام 1991, التي وأن كانت قد فشلت, في تحقيق الحلم, حلم التخلص من قمع
السلطة المركزية, وسطوة وتحكم الأقلية بمصيرهم وثرواتهم, إلا أن هذا الفشل, وما
أعقب ذلك, من مجاز قبر مئات الألوف, من أبناء الفرات والجنوب وهم أحياء, بعد
استباحة المقدس من مدنهم, وقصف مراقد أئمتهم واجتياح حتى قبورهم, وبالاعتماد أساسا
على الهمج من محافظات صدام البيض عفلقيا, أدى عمليا, إلى تقسيم الباقي من الكيان
العراقي, الخاضع لحكم العفالقة الأنجاس, ما بين منطلق الأكثرية في الفرات والجنوب,
ومناطق الأقلية في الغرب, وأن ظل هذا الانقسام, غير ظاهر للعيان, بقوة وسطوة القمع
ولغاية نيسان عام 2003 !
بعد سقوط نظام العفالقة, كان من
المتوقع, على مستوى الأماني, أن يجري العمل على المباشرة في تصحيح ومعالجة الغلط
التاريخي, الذي رافق ظهور الكيان العراقي, قبل أكثر من ثمانية عقود من الزمن, من
خلال إعادة تشكيل هذا الكيان من جديد, وبشكل جذري من حيث الأساس, وبما يكفل ضمان
مصالح وحقوق الأكثرية من شيعة علي والكورد, وسائر من كانوا في موقع الضحية, نتيجة
تسلط قمع واستبداد الأقلية, والذي بلغ أقصى حدوده من البشاعات, في ظل حكم العفالقة
الأنجاس, وبالاستناد على قاعدته الأساس بين صفوف الأقلية في مناطق الغرب من
العراق.....و......لكن؟!
هذا المتوقع منطقيا, عن إعادة
تشكيل الكيان العراقي, بشكل مختلف جذريا, بعد سقوط نظام العفالقة, وبغض عن جميع ما
رافق هذا السقوط من التعقيدات, كان مجرد وهم كاذب على مستوى الأحلام والأماني, وافتراض غير واقعي, من الصعب إلى
حد المستحيل, أن يتحقق على أرض الواقع, نتيجة رفض من يملكون سلطة القرار, في مناطق
الأقلية وبالمطلق, القبول بما يعني عمليا, تخليهم طوعا, عن الكثير من مصالحهم
وامتيازاتهم ومواقعهم الأساس, على مستوى القرار في الدولة والمجتمع!
و....هكذا بدلا من أن يؤدي نجاح المجمع الصناعي العسكري, الحاكم في الولايات
المتحدة الأمريكية, من إسقاط النظام القمعي في العراق وبالقوة, إلى إقرار الأقلية
التي كانت تشكل عماد وأساس وجود هذا النظام, بهزيمتها تاريخيا, والتوسل بالتالي من
اجل الحفاظ على ما يمكن من المكاسب والامتيازات, من خلال المساومة مع من باتوا
يملكون سلطة القرار في مناطق الأكثرية, حدث العكس تماما, ليس فقط, نتيجة رفض الأقلية الإقرار بالهزيمة,
وإنما استخدام العنف, وتحديدا سلاح الإرهاب القذر, بهدف استعادة المفقود من السلطة
والسطوة, للتحكم ومن جديد, بمصير ومستقبل وخيرات وثروات الأكثرية, كما كان شأنهم
على الدوام, منذ أن قرر ولاة الأمر في لندن, وقبل ثمانية عقود من الزمن, توحيد
الولايات الثلاث ( البصرة, بغداد, الموصل) في إطار كيان واحد على مستوى
الخريطة,قام في وجوده, على منح الأقلية السطوة والسلطان, لفرض كل أشكال القمع
والاضطهاد والاستغلال, على الأكثرية من الكورد وشيعة علي!
ما تقدم كان وسيظل, جوهر الصراع
المحتدم في عراق ما بعد صدام, ومهما جرى من المساومات, سابقا ولاحقا, لا يمكن أن
تحجب جوهر وهدف هذا الصراع, أو تحول حتى بعد النجاح في الحد كثيرا, من نشاط القوى
والعصابات الإرهابية, دون تفجر الصراع من جديد, بين من يمثلون الأكثرية والأقلية,
بين الحين والأخر, وبأشكال متعددة, ويمكن أن تكون وفق ذات السيناريو الذي يتكرر في
لبنان, وذلك بسبب استحالة استمرار العيش المشترك, في إطار الكيان المسمى ( العراق)
الموحد جغرافيا وحتى أشعار أخر, على مستوى الخريطة, والمقسم واقعيا ومو شلون ما
جان على الأرض!
و...........راهنا وبغض النظر, عن التوصل للاتفاق, مع الأوغاد الذين يتصدرون المشهد
السياسي في مناطق الأقلية, على توزيع المناصب والمواقع في القادم من الحكومة, وبضغط
من سلطان الاحتلال ودعم بني القعقاع, هدف هولاء الأوغاد سوف لا يتغير, وأن كان
سيجري العمل لتحقيقه, بوسائل أخرى,*غير تنفيذ المكشوف فقط, من عار جرائم مطاياهم
من المجاهرين بالقتل, وذلك من أجل إنهاك شيعة علي, وإشاعة الفرقة وحتى الاحتراب,
بين صفوف المختلف من قواهم السياسية, وبالاعتماد على ما يسود اليوم من الفوضى
والارتباك في مناطق الفرات والجنوب, وبشكل قد يساعدهم بالفعل, وللأسف الشديد, على
تنفيذ العديد من مخططاتهم الخبيثة وأهدافهم الشريرة!
السؤال : ماذا يحول دون تحرر شيعة علي, من وهم إمكانية العيش المشترك, مع سكان
مناطق الأقلية, في إطار دولة واحدة؟! وهل هناك بالفعل, إمكانية واقعية, راهنا أو
على المدى المنظور, للتخلص نهائيا من هذا الوهم؟! وما هو البديل عمليا, لتحقيق هذا
الهدف, ضمن السائد من موازين القوى, محليا وعلى الصعيد الإقليمي, وفي ظل الدور
الحاسم أمريكيا, على صعيد تحديد مسارات العملية السياسية في عراق ما بعد صدام؟!
سمير سالم داود 11 كانون الثاني 2006
* قدر تعلق الأمر بالوسائل الأخرى, من الضروري التوقف بشكل خاص
واستثنائي, عند ما جرى الكشف عن تفاصيله مؤخرا, بعد الهجوم ضد أحد مراكز استقبال
المتطوعين للشرطة في مدينة الرمادي, وهي معلومات خطيرة للغاية بتقديري, وتتعلق
بوجود اتفاق, بين عدد من العصابات الإرهابية مع القوات الأميركية, يقضي بتأمين
سيطرة هذه العصابات على أجهزة الجيش والشرطة في مناطق الأقلية ( الرمادي, تكريت,
الموصل) كما ينص الاتفاق, والذي تم عبر وسطاء من العشائر في الغرب من العراق, على
أن ينخرط، تدريجاً، جزء من عناصر هذه العصابات في الأجهزة الأمنية في هذه
المحافظات، شريطة إطلاق سراح من جرى اعتقالهم بجريرة تنفيذهم لعملياتهم الإجرامية,
بالإضافة إلى عدد من قادة النظام المقبور, وكل ما تقدم قد جرى تنفيذه بالفعل, خلال
الأسابيع القليلة الماضية, هذا دون أن نغفل الإشارة إلى ما جرى الكشف عن تفاصيله
وبالغلط ,من على صفحات موقع عراق الغد الأمريكي, في مثل هذا اليوم من العام
الماضي, من قبل الدكتور لبيب سلطان سكرتير المنظمة الوطنية للمجتمع المدني, عن
المباشرة في تشكيل فيلق عسكري, خاص بمحافظة الرمادي, يتكون تحديدا من ضباط وكوادر
النظام المقبور ممن كانوا يعملون ضمن حرس السفاح الجمهوري, على أن يكون هذا الفيلق
من بين التشكيلات الجديدة للجيش
العراقي! و.......لا تعليق سوى السؤال : إذا كان من المنطقي, أن من كانوا في موقع
الضحية, وسط الكورد وشيعة علي, يرفضون عودة الجيش إلى مناطقهم من جديد, وهو الذي
كان سلاح العفالقة, لقمعهم وارتكاب المجاز ضدهم, المرة تلو الأخرى, ترى ما هو مبرر
تشكيل وحدات عسكرية خاصة, بمناطق الأقلية, وهي المناطق التي لا تتعرض للهجوم,
وإنما على العكس, تنطلق منها تحديدا, جميع العمليات الإرهابية ضد مناطق الأكثرية,
وخصوصا مناطق شيعة علي؟!
هامش: طالع الماضي من التعليق في العنوان التالي: www.alhakeka.org/459.html