حين توقفت بالتعليق, بعد الماضي من
الانتخابات مطلع هذا العام,عند أهمية وضرورة, الانتقال من مرحلة تضييع المزيد من
الوقت, والدخول إلى مضمار ممارسة الفعل عمليا, كنت أدرك تماما, أن اقتحام العبد لله
بالذات, لهذا الميدان الصعب والمعقد ومو شلون ما جان, ميدان السعي للتقريب بين
المختلف من المواقف وسط الفيلين, سوف يخلف الكثير من ردود الفعل, السلبية والكثير
من علامات الدهشة, وحتى زعل العديد من بين القريب للغاية من الأصدقاء....ولكن؟!*
على ضوء قراءتي الخاصة, لنتائج الماضي من
الانتخابات, واستمرار مصيبة ( واحد يجر بالطول وعشره بالعرض) في وسط الكورد
الفيليين, وجدت أن من الصعب للغاية, البقاء فترة أطول, في موقع, من يتابع فقط ومنذ
سنوات عديدة, ليس فقط ما يجري في العلن, في إطار الصراع ما بين المختلف من المواقف
في وسط العاملين بين صفوف الكورد الفيلين, وإنما متابعة ما كان يجري في إطار
المراسلات عبر البريد الآلي, بين العديد من النشطاء في هذا الميدان, ميدان السعي
للتنسيق, منطلقا لتوحيد جهود الروابط والاتحادات والجمعيات, على الرغم من العبد
لله لم يعمل تنظيميا, في إطار هذه الروابط والجمعيات, في يوم من الأيام!
و........هذا بالتحديد, ما كان يساعدني دائما على
تلمس المشترك من المواقف, وبحيث توصلت في النهاية, للقناعة أن استمرار حالة
التشتت, لا تنطلق وكفيلكم الله, من وجود اختلافات جذرية, من حيث المنطلقات وعلى
صعيد الأهداف, وإنما ومن حيث الأساس, وجود أزمة ثقة, تعود لعوامل يطول الحديث عنها
وحولها, ولكن يمكن الإشارة وسريعا, إلى أن هذه الأزمة, كانت بهذا القدر أو ذاك,
تجسد الطموح, لممارسة دور المرجعية السياسية بين صفوف الفيلين, وخصوصا, من قبل بعض
من سبقوا سواهم, في العمل وبمنتهى الإخلاص, من أجل توحيد الجهود وسط هذه الشريحة
المظلومة وسط الشعب الكوردي.
كنت مثل العديد من الأصدقاء, ندرك هذه
الحقيقة, ونأمل أن الزمن كفيل, بحل هذه الإشكالية, خاصة بعد أن توزعت الجهود, على
عدد محدود للغاية, من الروابط والاتحادات, وبحيث بات هناك عمليا, ما يمكن أن يشكل
الأساس, للاتفاق, أو على الأقل التوافق, لتنسيق الجهود والارتقاء بالعمل المشترك,
من أجل بلورة شكل تنظيمي مناسب, لتحقيق هذا الهدف, وبحيث يكون للكورد الفيلين,
صوتهم المسموع للتعبير عن طموحاتهم وتطلعاتهم والنضال من أجل استعادة المسلوب من
حقوقهم, ولممارسة دورهم المتميز عراقيا, والذي لا يستطيع ممارسته سواهم, باعتبارهم
صلة الوصل ما بين من كانوا على الدوام في موقع الضحية, بين صفوف الكورد وشيعة علي!
هذا الطموح للارتقاء بالعمل المشترك, من
أجل بلورة شكل تنظيمي مناسب, وسط هذه الشريحة من أبناء الشعب الكوردي, خارج إقليم
كوردستان, تعزز بشكل استثنائي, بعد سقوط سفاح العراق....ولكن وللأسف الشديد ظل
الوضع في الغالب العام, كما كان, لتستمر مصيبة (واحد يجر بالطول وعشره بالعرض) حتى بعد الماضي من الانتخابات,
والتي توزع في سياقها, كما هو معروف, أصوات الكورد الفيلين, حامي شامي أن جاز
التعبير !
أسوق كل ما تقدم, لتوضيح ما دعاني ويدعوني
من جديد, للكتابة بما اعتقده, يفيد في دعم مهمة السعي من أجل تنسيق جهود العاملين
في أوساط الكورد الفيلين, في إطار تنظيمي مشترك, وبشكل يساهم, بتجاوز ما يمكن, من
النتائج السلبية لحالة الانقسام والتشتت, التي ظلت تسود وتطبع, العمل والنشاط
السياسي بين صفوف الكورد الفيلين, منذ سنوات طويلة, وتحولت إلى مأزق حقيقي, وكان
في الواقع, لابد أن تتحول إلى مأزق حقيقي, بعد سقوط حكم العفالقة الأنجاس, وحيث ظل
الكورد الفيلين, من دون أمة محمد, بدون وجود تنظيم سياسي, أو حتى ائتلاف سياسي,
ينسق جهود الموجود من الروابط والاتحادات والجمعيات, وبحيث يرتفع صوتهم المشترك,
بما يكفل, فرض ثقل وجودهم الخاص والمتميز والضروري, على مسارات العملية السياسية
في عراق ما بعد صدام!
حين كتبت ما كتبت, في أيار الماضي, انطلقت
أولا وقبل كل شيء من أيماني ومو شلون ما جان, بضرورة القيام بالواجب المطلوب,
دفاعا عن حقوق هذه الشريحة المظلومة من الشعب الكوردي, ولقناعتي ثانيا أن اشتغال
مثقف ومبدع, ومقاتل شرس ضد العفالقة الهمج, مثل برهان شاوي وسواه من المثقفين وسط
من الكورد الفيلين, في ميدان العمل السياسي, ينطوي بتقديري على أهمية استثنائية,
ليس فقط قدر تعلق الأمر, بالعمل وسط الكورد خارج إقليم كوردستان, وإنما على صعيد
المساهمة عمليا, في تحرير العمل السياسي في العراق, من سطوة الكثير من الجهلة
والمتخلفين, ممن يمارسون (زعاماتهم)
السياسية, بالاستناد لسلطة العشيرة أو الطائفة أو الاحتلال, أو هذا اللي موجود,
وتحت النظر ههههههههه
ولا أخفي فرحي وسعادتي اليوم, من أن سلسلة
تعليقاتي, أو بالأحرى رسائلي المفتوحة للصديق العزيز برهان شاوي, ساهمت بهذا القدر
أو ذاك, في تعزيز جهود من اختاروا الانتقال, من تكرار ترديد المعروف من المواقف
والأهداف, لخوض غمار العمل, ودون تأخير, من أجل قيام تنظيم حزبي للكورد الفيلين,
ليكون إطارهم الرسمي, للدفاع عن حقوقهم وأهدافهم, وللعمل وعلى قدم المساواة مع
جميع القوى والأحزاب المشاركة في العملية السياسية في عراق ما بعد صدام!
قيام حزب للكورد الفيلين, هذا الذي كان
والى ما قبل شهور معدودة, مجرد حلم, تحول إلى حقيقة على ارض الواقع, بعد الإعلان عن قيام الحزب الكوردي
الفيلي العراقي, الذي استطاع ,وعلى الرغم من الوجيز من الزمن, ومصاعب ومشاكل
العمل, وما رافق هذه التجربة الوليدة, من الثغرات والنواقص, وبعضها يندرج بالفعل,
في إطار النواقص الجدية, أن يفرض وجوده طرفا مشاركا في العملية السياسية, وتحديدا,
بعد قرار المساهمة وبقوة في الاستحقاق الانتخابي, وما تبع ذلك من انتقال السكرتير
العام للحزب الدكتور برهان شاوي, وعدد من أعضاء المكتب السياسي, لقيادة عمل الحزب
مباشرة من داخل العراق, وهي خطوة ساهمت, ليس فقط في فرض الصوت الخاص للكورد
الفيلين, على وسائل الأعلام المختلفة, وفي هذه الفترة الحاسمة من التأريخ العراقي,
وإنما أستطيع القول, أن هذه الخطوة, لعبت دورا مهما للغاية, في التمهيد والتحضير
لعقد اللقاء التاريخي للكورد الفيلين في أربيل, والذي حرصت قيادة التحالف
الكوردستاني, على توفير جميع المطلوب من المستلزمات الضرورية, لضمان نجاحه وتحقيق
أقصى ما يمكن من الهدف, من خلال الحرص على ضمان مشاركة جميع النشطاء من الكورد
الفيلين, ومن مختلف روابطهم واتحاداتهم, وبغض النظر عن اتجاهاتهم الفكرية
وتوجهاتهم السياسية, وبما يساعد حقا, على تنسيق جهود الفيلين على صعيد عملهم خارج
إطار إقليم كوردستان, وبما يعزز تحالف الفيلين المصيري مع شعبهم الكوردي, دون
التضحية بدورهم الفائق الأهمية, عراقيا وبشكل خاص وسط شيعة علي.**
و........لا يساورني أدنى شك وأقولها دون تردد, أن
كل كوردي فيلي, لا يشارك في التصويت, لدعم الدكتور برهان شاوي والعديد من الكورد
الفيلين في قائمة التحالف الكوردستاني, سوف يشعر لاحقا بالكثير من الآسي, يوم
يرتفع صوت برهان وسواه من الكورد الفيلين, في القادم من البرلمان, مدويا في التعبير
عن طموحات وتطلعات جميع أبناء هذه الشريحة المظلومة من الشعب الكوردي, سواء كانوا
من المتدينين أو العلمانيين, أو أن كانوا من الليبراليين أو من أهل اليسار, أقول
ذلك ليس من قبيل التمني أو الرجم بالغيب, وإنما انطلاقا من حقيقة قرار العديد من
الفصائل الأساسية العاملة وسط الكورد الفيلين, وعن صواب بتقديري, اختيار طريق
المشاركة وبدون تردد, في التصويت ودعم قائمة التحالف الكوردستاني, بعد أن أدرك كل
ذي بصيرة وسط الكورد الفيلين, أن لقاء أربيل وما تمخض عن هذا اللقاء التاريخي, من
القرارات والتوصيات, يتجاوز كثيرا سالفة الاستحقاق الانتخابي, وكان في الواقع,
نتاج جهود حثيثة, ومنذ شهور عديدة, وما كان من الممكن عقده, قبل أن يبادر العديد
من النشطاء وسط الكورد الفيلين, للانتقال عمليا, وبالاعتماد على الذات, لخوض غمار
العمل التنظيمي حزبيا, عوضا عن الاستمرار والبقاء في خانة الانتظار, والتعويل على
معجزة المناسب من الظروف!
سمير سالم داود
12 كانون الأول 2005
* طالع نص هذه التعليقات في العنوان التالي: www.alhakeka.org/barhan.html
** انطلاقا من نتائج لقاء أربيل التاريخي,
أتوقع ومباشرة بعد الانتخابات, التحرك وعلى نطاق واسع من أجل تعزيز العمل المشترك
وسط الكورد الفيلين, في سائر مناطق تواجدهم في العراق وربوع المعمورة الأخرى, بعد
أن جرى والى حد بعيد, دحر محاولات الأنذال من العفالقة الأنجاس وسواهم من فاقدي
الذمة والضمير, ممن كانوا يعملون على استغلال المعاناة الخاصة للكورد الفيلين,
والتي يصعب توصيفها بالكلمات, لتحقيق أهدافهم القذرة, وفي المقدمة من ذلك ,تحريض الفيلين ضد أبناء شعبهم
الكوردي!