شيعة علي والمنقذ الأمريكي المنتظر!!
خلال جولتي المكوكية مؤخرا في بعض
المدن السويدية, التقيت بصديق عتيك, من أيام الدراسة معا, في ثانوية الشعب في
مدينة الكاظمية, وفي سياق استعادة الطريف, من ذكرياتنا المشتركة عن تلك الأيام, لا
أدري صدقا لماذا وليش, نبص بالنص أسم سعدون اللوتي *
وهذا اللوتي, وباختصار شديد, كان يوم ذاك (
والحديث يدور عن خريف عام 1967 ) يتظاهر بالورع
والتقوى, وبشكل كاريكاتيري يموت من الضحك, وعلى نحو كان يجعله, موضع احتقار وتصنيف
المتديين حقا من الطلبة, وعلى نحو يتجاوز سخرية داعيكم, الذي كان آنذاك, وبعد
هزيمة بني القعقاع في حزيران, لا يتحدث إلا عن جيفار والكفاح المسلح و.....تصليخ
أقصد تسليح الشعب مطلب جماهيري!
و.......المهم هذا سعدون اللوتي, وباعتباره واحد ( دماغ
سز) من هذا اللي يعجب لم يتمكن من الحصول على شهادة البكالوريا للدراسة
الثانوية, وسارع بعد عودة العفالقة الأنجاس للسلطة في تموز 1968,
إلى نزع اللحية ( على العكس مما يجري راهنا ) لضمان المشاركة في ما سمى يوم ذاك, دورات تخريج نواب ضباط
السريعة, والتي ضمنت للعفالقة لاحقا, المطلوب من الكوادر , للمباشرة بتحويل الجيش
العراقي إلى ( جيشهم العقائدي همجيا) وأداتهم الضاربة , لتنفيذ حروبهم القذرة ضد
الكورد وشيعة علي وضد دول الجوار !
وين صار هذا اللوتي سعدون, بعد أن بات حشه
كدركم ( نائب ضابط حربي) ؟!
صدقا ما كنت أدري, حتى التقيت هذا الصديق
العتيك, وهو من أهالي مدينة الكاظمية, وحدثني عن لقاءه مع سعدون اللوتي, خلال
زيارته مؤخرا للعراق.
و.....باختصار شديد, توضح أن هذا الدوني
سعدون, كان من بين من انتقل مع زوجته, للعيش في مدينة كركوك مقابل المعروف من
الامتيازات والمكاسب, ومن ثم عمل على انتقال جميع أشقاء زوجته مع عوائلهم إلى
هناك, وكيف أن ( الله وفقه) حسب زعمه, وبحيث أفتتح ( سوبر ماركت) بعد إحالته
للتقاعد,جراء إصابته بعوق دائم, خلال مشاركته بالتصدي, لمحاولات تحرير مدينة كركوك
من قبل البيشمركة خلال انتفاضة آذار عام1 199,
ومن ثم كيف باشر هذا اللوتي, بعد سقوط صدام, بتصفية أعماله التجارية, تمهيدا
للعودة والعيش من جديد في الكاظمية, لان
(حسبة البقاء في كركوك صارت داجه) وما عادت ( توكل خبز) على حد تعبيره, في
ظل عدم معرفة ما يمكن أن يحدث في المستقبل, معللا استمرار بقاءه في كركوك, رغم أن
الأمور ( صارت داجه) الحصول على ( هبره محترمة) في إشارة إلى التعويض المالي
الموعود, لجميع من يقررون مغادرة المدينة, والعودة إلى حيث كانوا يسكنون من
قبل!
ربما, أقول ربما, أن من ارتضوا مقابل
الامتيازات والمكاسب, المشاركة في الاستيطان في كركوك وبالتالي المشاركة عمليا في
جريمة التطهير العرقي في كركوك, وسواها من المدن الكوردستانية الأخرى, لم يكونوا
جميعا, من حيث التفصيل, من على شاكلة هذا الدوني سعدون اللوتي, وربما, أقول ربما,
أن هناك من ارتضوا دون رغبة, ترك مسقط الراس ومربع الطفولة والشباب, للاستيطان في
كركوك, بدافع من العوز, والحاجة للمباشرة بالعيش, بشكل مختلف بعيدا عن عالم الفقر
والحرمان, و..........لكن؟!
بغض النظر عن التفاصيل والروايات والأسباب
والمبررات, هل يمكن تجاهل حقيقية, أن جميع المنحدرين من مدن الوسط والجنوب, ممن
اختاروا الاستيطان في كركوك, وسواها من مدن كوردستان الأخرى, كانوا يعرفون حق
المعرفة, أنهم يمارسون فعل الظلم والإجحاف, بحق المستضعفين من الكورد والتركمان
والكلدواشوريين؟!
وهل تراهم حقا, كانوا يجهلون, أن قبولهم
الاستيطان في كركوك وسواها من مدن كوردستان الأخرى, مقابل الامتيازات والمكاسب,
يعني مساهمتهم عمليا, بشكل مباشر أو غير مباشر, في تنفيذ جريمة التعريب والتطهير
العرقي, وبشكل لا يمكن قطعا وبالمطلق, أن ترتضيه الأعراف والشرائع السماوية, ولا
الأخلاق ولا الذمة والضمير؟!
لماذا إذن الاستمرار بالعناد, وعدم التعامل مع جريمة التعريب في كركوك
وسواها من المدن الكوردستانية الأخرى, باعتبارها أولا وأخيرا,جريمة جنائية, وقضية
لا أخلاقية, من حيث الأساس والنتائج, وينبغي بالتالي إيجاد الحلول, على هذا الأساس
دون غيره, أو على الأقل تنفيذ ما جرى الاتفاق بصدده مرات ومرات, وبما يضمن غلق هذا
الملف ودون تأخير, لان خلاف ذلك, واستمرار توتر العلاقة بين الكورد وشيعة علي, كان
وسيظل, يخدم عدوهم المشترك: العفالقة الأنجاس أولا وأخيرا!
وصدقوني حاولت مرارا وتكرارا, ولكن دون
جدوى أن أفهم لماذا الخلاف أساسا, بين الكورد وشيعة علي,حول الموقف من إحدى أبشع
جرائم العفالقة الأنجاس, جريمة التطهير العرقي والتعريب في كوردستان؟! وما هي
الدوافع المبدئية والأخلاقية, التي تدفع بعض الأطراف في وسط شيعة علي,إلى وضع
العقبات تلو العقبات, أمام سعي حلفائهم الكورد, من أجل إلغاء جميع نتائج وتبعات
جرائم التطهير العرقي والتعريب, التي طالت كركوك وسواها من المدن الكوردستانية
الأخرى؟!
بالعراقي الفصيح : أريد الخلوص من كل ما تقدم, للقول
وللمرة الألف, أن من الخطأ, فادح الخطأ, الاستمرار بالتعامل مع قضية كركوك, كما لو
كانت قضية سياسية, أو قضية عرب وكورد وتركمان أو قضية أديان ومذاهب وطوائف
ونفط وما أدري شنو**, لان ذلك, حال ويحول وسيحول, دون إيجاد
الحل المطلوب لهذه العقدة, التي يعمل العفالقة الأنجاس, وبالتعاون علنا مع جماعة
مقتدى الصغير, ومرتزقة أنقرة والإرهابيين بين صفوف عرب الحويجة, وتحت سمع وبصر
قوات الاحتلال الأمريكية, على أن تظل دون حل, أطول فترة ممكنة, وبما يعرقل, أو حتى
يهدد, استمرار التحالف بين الكورد وشيعة علي!
السؤال : لماذا المطلوب تفليش تحالف الكورد وشيعة
علي ؟!
لان العفالقة الأنجاس, ممن يجمعون صفوفهم
اليوم, في قلاعهم التقليدية, استعدادا لفرض عودتهم السياسية, وعبر استخدام سلاح
التصويت, بعد ممارسة سلاح الإرهاب ونحر البشر, يدركون تماما مع حماتهم الأمريكان,
أن تحالف الكورد وشيعة علي, بالذات وبالتحديد, ودون التقليل من أهمية دور القوى
اليسارية والليبرالية المعادية للعفلقية, بمقدوره ممارسة دور فاعل التأثير, في
تقرير وتحديد, مسارات مستقبل العملية السياسية في عراق ما بعد صدام, وبشكل يعبر فعلا
وحقا, مهما اختلفت التوجهات الفكرية والسياسية, عن طموحات وتطلعات الغالبية العظمى
من العراقيين!
و.......هذه الطموحات والتطلعات تتقاطع, راهنا وعلى
المدى المنظور, وأستطيع أن أقول إلى حد بعيد, حتى لا أقول جذريا, مع مساعي الجهات
والدوائر, بما في ذلك الأمريكية والعربية خصوصا, والتي تدعم عودة العفالقة الأنجاس
إلى مواقع القرار في العراق من جديد, الأمر الذي بات يتحول عمليا, إلى أمر واقع,
أو بالأحرى المطلوب, أن يتحول إلى أمر واقع, بالاعتماد أساسا على إشاعة الإرهاب
والفوضى إلى أبعد المديات, وتعميق الخلاف بين الكورد وشيعة علي إلى أبعد الحدود,
تمهيدا لظهور المنقذ ( أو حتى المنقذة!)
الذي يكفل ضمان طاعة ( القطيع) في قلاع العفالقة التقليدية, للمباشرة (
بتطويع) شيعة علي بالذات وبالتحديد, راهنا, والكورد لاحقا, تحت غطاء من العمل (
الجدي والحازم) لمواجهة الإرهاب,
وعدم الاستقرار, والانفلات الأمني, وانتشار فضائح الفساد .....الخ علامات وشروط
ومتطلبات ومستلزمات ظهور ( المنقذ) المنتظر أمريكيا!***
من موقع الحب والحرص والشاهد رب العباد,
أقول المطلوب ودون تأخير, التعجيل بحسم موضوع الموقف من قضية كركوك, والتعامل
بطريقة مختلفة, مع ما يجري للأسف تسميته بالشروط التعجيزية للكورد,**** باعتبار أن ذلك هو المنطلق والقاعدة
الأساس, لتعزيز التحالف بين الكورد وشيعة علي, لمواجهة ما بات يجري علنا من
الجهود, وبشكل حثيث ومتسارع, من قبل ولاة الأمر الأمريكان, بهدف ضمان مشاركة
العفالقة الأنجاس, في العملية السياسية, مقابل حصولهم من ماما أمريكا على ما يحفظ
ماء وجوههم الكالحة ( ...الموافقة على جدولة الانسحاب ...إطلاق سراح المعتقلين
....) وغير ذلك من الرتوش والبهارات والخطوات الشكلية, لتمرير وتسهيل عودة الأنجاس
من العفالقة ( اللي على أساس مو من البعث الصدامي ) إلى ساحة العمل
السياسي, ولاحقا إلى مواقع القرار
في عراق ما بعد صدام و.......ديمخراطيا!
و......من لا يجيد قراءة الواقع, ويواصل في وسط
شيعة علي,تجاهل ما تقدم من الوقائع والمعطيات, أو يتردد في اتخاذ الاستراتيجي من
الخطوات, صوب الحليف الكوردي, إنما والله يرتكب, وفي هذا الظرف التاريخي, البالغ
التعقيد, حماقة لا تغتفر, لان هذا التردد والاستمرار في إدامة التوتر مع الكورد,
قد يؤدي, أو في الواقع,أكيد سوف يؤدي إلى إلحاق بعض الضرر بالشعب الكوردي, ولكن
ضرر ذلك, على شيعة علي, سوف يؤدي, لا سامح الله ولا قدر, إلى ما يدعو للرثاء
طويلا, على ضياع فرصة, لا يمكن تعويضها من التاريخ, فرصة تكفل اليوم وبدعم من
الكورد, إمكانية ممارسة شيعة علي,
لحقهم المشروع في تقرير مصيرهم, دون وصاية من أحد, وبحيث يغدو بمقدورهم فعلا وحقا,
ممارسة فعل الحياة بحرية وأمان, بعيدا عن عذاب العيش, طوال قرون مديدة من الزمن,
في ظل القمع والقهر والحروب والحرمان!
سمير سالم داود
الثاني من آب 2005
* في الواقع هذا الدوني يحمل اسما أخر غير سعدون, وتجنبت ذكر اسمه
الصريح, مو حرصا على سمعة هذا اللوتي, وإنما لعدم تحميل أبناءه تبعات طيحان حظ
أبوهم النذل !
** واحد من بين أهم أسباب سعار
العفالقة, وجميع من يرددون نص خطابهم حرفيا, ولكن بلغة أهل اليسار (؟!) في رفض
قيام إقليم يضم محافظات الجنوب والفرات, ينطلق من زعمهم, بضرورة بقاء المناطق الغنية بالنفط في جنوب العراق
(مربوطة) بالسلطة المركزية, على أساس أن نفط العراق يجب أن يكون لجميع العراقيين, و.......معروف للجميع, ماذا يعني العفالقة الأنجاس
بالتحديد, حين يتحدثون بدورهم عن ( العراقيين) !
*** إلا إذا كان هناك من يعتقد لفرط الغباء,
أن المجمع الصناعي العسكري الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية, يمكنه الركون أو
الاعتماد على شيعة عي أو الكورد, لتنفيذ مشروع ماما أمريكا الاستراتيجي في العراق
والشرق الأوسط!
**** سوف أعود وأتوقف لاحقا بشيء من
التفصيل عند هذه الموضوعة, ارتباطا بتصاعد سعار العفالقة وسواهم,
ضد سعي أبناء الجنوب والفرات, لممارسة حقهم المشروع والطبيعي, في إقامة إقليم يضم
جميع المحافظات إلى الجنوب من بغداد, بهدف تنظيم العلاقة مع الإدارة المركزية,
بشكل يحمي حقوقهم, ويضمن التمتع بخيرات أراضيهم, ويحول دون خضوعهم من جديد, لسطوة
وساخة الأرض من العفالقة الأنجاس و.......... من يصدق أن محافظة العمارة وطوال 60
عاما الأخيرة من الزمن, لم تحضى حتى بوجود ولو محافظواحد من أبناء العمارة؟!