بحق الكعبة .........
!
تحت عنوان ( النزاع العرقي يهدد العراق بعد تجديد الأكراد
مطالبتهم بفدرالية في الشمال)
وبتوقيع ( عراق الغد) نشر موقع المنظمة الوطنية للمجتمع المدني, يوم 23
شباط الجاري, السطور التالية
وبالحرف الواحد : (جاء في لقاء أجرته إذاعة سو مع
سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني تجديد الأكراد مطالبهم
بفدرالية إقليم كردستان شمال العراق, إلا أن ما يثير الجدل ويهدد بنزاع عرقي هو مطالبتهم بإعادة الوضع الديموغرافي إلى ما كان عليه في كركوك والاقضية
التي كانت تابعة لها قبل الحكومات العراقية المتلاحقة, الأمر الذي قد يسفر عن تهجير العديد من السكان العرب إلى خارج كركوك. ...لا
تفعلوها بحق الكعبة, العراق وطن الجميع بغض النظر عن القومية والدين والمذهب وكل
نقطة فيه هي ملك الجميع منذ أن ولد العراق ..عراق الغد).
صدقا كنت أتصور أن ما تقدم, كان من فعل
واحد عفلقي نجس, من بين الذين أسرعوا وبعد سقوط سيدهم صدام, إلى ارتداء معطف (
المجتمع المدني) وباتوا من فروخ بوش, للتغطية على عار ماضيهم من جهة, والتعبير
بحرية من جهة أخرى, عن حقدهم المستديم ضد كل من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام
العفالقة الهمج!
و... رغم أن العبد لله, سبق وتوقف مرات
عديدة, للحديث عن بعض هولاء الأنذال من أعضاء هذه المنظمة, وبشكل خاص اياد كامل
النذالة الزاملي, وبزاز العفالقة وسواهم من الزبالة, ممن لا تحضرني أسماءهم في هذه
اللحظة, ولكن مع ذلك صدقوني تصورت
أن ما تقدم, لا يمكن أبدا, أن يمثل الموقف الرسمي للمنظمة الوطنية للمجتمع المدني,
ولا حتى ينسجم مع الوجهة العامة لموقع المنظمة ( عراق الغد) على شبكة الانترنيت,
خاصة وأن العديد من أعضاء هيئة التحرير, لا يمكنهم فكريا أو سياسيا أو حتى
أخلاقيا, اعتبار أن الفدرالية في كوردستان
(كوردستان يا أولاد القحبة مو الشمال) و المطالبة بإلغاء نتائج جريمة
التعريب القذرة في كركوك, يعد تهديدا للعراق, وبشكل يستدعي الزعيق وبمنتهى
الابتذال: لا تفعلوها بحق الكعبة, كما لو أن من صرخ بذلك, كان محصور جوه الجسر, ويتعرض خطيه مثل
مادونا المرادي لخطر الاغتصاب هههههههههه
هكذا تصورت الأمر, لكي أجد نفس اليوم مع
الكثير من الزملاء, في موقع العجب والدهشة, بعد مطالعة تعليق جنرال المنظمة
الوطنية للمجتمع المدني, الدكتور لبيب سلطان, الذي لم يعيد التأكيد فقط على ما ورد
أعلاه في موقع عراق الغد, ولا حتى اكتفى هو الأخر بالصراخ : لا تفعلوها بحق
الكعبة, وإنما عمد وبدون أنصاف , حتى لا أقول
بدون ذمة وضمير, إلى المقارنة ما بين جريمة التعريب, وما أسماه عن عمليات التكريد
في كركوك, واعتبار ذلك استمرارا لنهج العفالقة ....الخ
سوف أترك مؤقتا, لغيري من الزملاء, مهمة الرد
على هذا اللبيب, وما يهمني راهنا, التوقف عنده بشيء من التفصيل, يتعلق بالتعارض,
ما بين التوقعات المتفائلة للغاية, التي سادت قبل سقوط صدام, حول حتمية المباشرة
في العمل, على إزالة جميع النتائج والتبعات التي نجمت عن جرائم النظام الهمجي,
وبشكل خاص جريمة التعريب والتهجير والمقابر الجماعية ...الخ, ومن ثم الحصيلة
البائسة, بكل معنى الكلمة, لما تحقق بالفعل عمليا, على هذا الصعيد, بعد سقوط صدام!
مثل الكثير من الزملاء, كنت أتوقع, أن
اعتماد البربوك ماما أمريكا, على الحرب وليس دعم وإسناد فصائل المعارضة العراقية,
سبيلا للإطاحة بصدام, وبالتالي وقوع العراق تحت الاحتلال, دون وجود لا حكومة مؤقتة
ولا هم يحزنون, سوف يؤدي لاحقا لا محال, إلى تصاعد الخلافات بين القوى السياسية, التي شاركت في العمل
والنضال من اجل تخليص العراق من سطوة نظام العفالقة الهمج, وذلك نتيجة التباين
الحاد فكريا وسياسيا, في المواقف حول العديد من القضايا العقدية, التي ظلت (فوك
الرف) تحت شعار : دعونا نسقط صدام أولا وبعدين نختلف!
هذا الشعار الغبي, الذي كان من بين نتائجه
السلبية البالغة الضرر, عدم وجود برنامج عمل تفصيلي, لمرحلة ما بعد سقوط صدام, وفي
تكرار تراجيدي فعلا, لتجربة جبهة الاتحاد الوطني, التي جرى تشكيلها بين قوى
المعارضة, عشية قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958
والتي انتهت كما هو معروف إلى التصدع, ومن ثم الاحتراب, حتى قبل أن يجري الاحتفال
بمرور عام واحد على انتصار الثورة!
و....بتقديري كان من الطبيعي والمتوقع بالتالي, أن يجري
الاختلاف وتتباين المواقف, حول العديد من القضايا العقدية, التي لم يجري حسمها,
تماما قبل سقوط صدام, وبحيث تكون من بين عوامل تصاعد الصراع الفكري والسياسي, وعلى
نحو حاد أحينا, بين القوى السياسة, وعلى صعيد الرأي العام في العراق, منذ سقوط صدام في نيسان عام 2003
....و........لكن؟!
لا أعتقد, أعيد التأكيد, لا أعتقد, كان
هناك من يتصور, أن الخلافات, مهما بلغت بين الأطراف السياسية التي شاركت في الكفاح
ضد نظام العفالقة الهمج, يمكن أن تصل بعد سقوط صدام, إلى حد الاختلاف في الموقف
الواجب اعتمادها, من جرائم وبشاعات العفالقة الأوغاد, ضد كل من كانوا في موقع
الضحية, وبشكل خاص واستثنائي شيعة علي والشعب الكوردي! وفي الواقع, التفصيل الوحيد,
والذي كان موضع الاتفاق والتطابق, في مواقف قوى المعارضة, لمرحلة ما بعد صدام, كان
يتعلق بالذات وبالتحديد وخصوصا بالعمل المشترك,
على إلغاء وتصفية جميع ما نجم عن حروب الإبادة العرقية والطائفية وعمليات التعريب
والتهجير والترحيل القسري, التي طالت الملايين من أبناء الشعب الكوردي في
كوردستان, وشيعة علي في مناطق
الفرات والجنوب العراقي, والعمل على تعويض الضحايا ومعاقبة جميع من شاركوا في
تنفيذ هذه الجرائم البشعة ضد الإنسانية.
هذا الاعتقاد بعدم إمكانية, بروز الخلاف
حول هذه القضية بالذات, لم يكن ينطلق من تحليل نظري أو تعبير عن موقف فكري, أو حتى
من قبيل ما هو معروف على صعيد العديد من المواثيق الدولية وجميع الشرائع ....الخ
وإنما هذا التوقع كان ينطلق بالأساس ومن حيث الجوهر, من منظور أخلاقي أولا وقبل كل
شيء!
وبالتالي صدقوني, أن من يرتضي تحويل جريمة التعريب الشوفينة
بكل بشاعتها, في كركوك وسواها من المدن الكوردستانية, إلى أمر واقع, على أساس ( أن العراق وطن الجميع) لا يمكن وبالمطلق أن يكون, من بين
عداد من كانوا في موقع الضحية, في ظل نظام العفالقة الهمج, ومن يردد ذلك لا يمكن,
أن يكون سوى عفلقي قذر, مهما ارتدى بعد الزيتوني من ثياب المجتمع المدني, ومهما
أستنجد هو الأخر, ويا للمهزلة بأسوار الكعبة, لتمرير سالفة ( وكل نقطة فيه ( المقصود النفط) هي ملك
الجميع منذ أن ولد العراق) !*
كيف يمكن لفرسان عراق الغد الأمريكي,
مطالبة ضحايا جريمة التعريب في كركوك وسواها من المدن الكوردستانية, التخلي عن
حقوقهم والقبول بالعيش المشترك, مع من أرتضى وبمنتهى الدناءة أن يكون أداة الجلاد,
وشارك طوعا ومقابل الكثير من الامتيازات, في اغتصاب أرضهم وإجبارهم على الرحيل,
للعيش سنين طوال, في ذل وضنك مجمعات السلطة القسرية, وحيث كان للعفلقي النجس, حتى
وأن كان برتبة شرطي أمن, حق الدخول لهذه المجمعات متى ما أراد, للاعتداء وإهانة
الكوردي والتركماني والكلدواشوري, ولا أريد أن أقول أكثر, مما يعرفه من عاشوا
طويلا محنة وعذاب احتجازهم في هذه المجمعات, التي كانت لا تختلف كثيرا وكفيلكم رب
العباد, من حيث شروط العيش وحرية الحركة...الخ عن ما كان مفروضا داخل المجمعات
التي أقامتها القوات الهتلرية, لضحاياها من اليهود في العديد من الدول الأوربية
خلال سنوات الحرب العالمية الثانية.
أكتب عن كل ذلك, من موقع الدراية, حيث كان
متاحا أمامي, أيام عملي في أعلام الحزب الشيوعي العراقي ولغاية 91,
الاطلاع على ما كان يصلنا من التقارير والمعلومات والشهادات والصور, عن ما يجري من
الجرائم والانتهاكات في داخل مجمعات السلطة القسرية, وبشكل خاص ضد عوائل من التحقوا بقوات الأنصار وفصائل البيشمركة,
ولو عاش هولاء الأنذال الذين يزعقون اليوم في موقع عراق الغد الامريكي, ولو ليوم
واحد ( واحد فقط) في هذه المجمعات
مع عوائلهم, لما تراهم اليوم, يزعقون وبصوت واحد مع زبالة الأرض من العفالقة في
موقع كادر الدعارة ومستنقع الزاملي, بالحديث عن تكريد كركوك, لمجرد أن من جرى
طردهم, من أرضهم, وعاشوا طويلا في مجمعات الذل القسرية, يطمحون باستعادة حقوقهم
المغتصبة, من قطعان المستوطنين, الذين كانوا مخالب النظام العفلقي في تنفيذ جريمة
التعريب في كركوك وسواها من المدن الكوردستانية الأخرى, تماما مثل سواهم من
الأنذال الذين شاركوا في حفر القبور الجماعية وإطلاق الرصاص على مئات الألوف من
الضحايا وسط شيعة علي في مدن الفرات والجنوب العراقي!
لا أحد يريد اعتماد منطق الانتقام من قطعان
المستوطنين في كركوك حامي شامي, لا أحد يريد إلحاق الضرر بأبناء وعوائل هولاء
المستوطنين, أو يسعى إلى تحميلهم جريرة مشاركة آباءهم الأنذال في جريمة التعريب,
ذلك مرفوض قطعا , وفي الواقع, أن هذا الحرص على عدم تحميل أبناء هذه عوائل,
المسؤولية عن ما حدث خلال جريمة التعريب, كان ولا يزال بتقديري, بمثابة الخط
الأحمر, الذي حال دون قيام ضحايا جريمة التعريب, من اعتماد القوة وعلى نطاق واسع,
بهدف استعادة أراضيهم وممتلكاتهم وسائر حقوقهم المغتصبة, رغم توفر الإمكانية
واقعيا لتحقيق ذلك, وهذا ما يعرفه الأوغاد من المستوطنين قبل غيرهم!
وعمليا ودون نفي حدوث تجاوزات على هذا
الصعيد, فأن من عادوا إلى كركوك, من ضحايا جريمة التعريب, سواء كانوا من الكورد أو
التركمان أو الكلدواشورين , إنما عادوا للسكن في تجمعات ومخيمات تعاني وبشكل حاد
من النقص في الخدمات الضرورية, بانتظار حسم استعادتهم لممتلكاتهم وأراضيهم, كما
عاد البعض الأخر, للسكن في بعض المناطق المهجورة داخل حدود مدينة كركوك, أو في بعض
القرى التي جرى تدمير مبانيها من قبل العفالقة الأوغاد, ومن بينها العديد من القرى
التي كانت من قبل موطنا لسكن الفلاحين من التركمان.
إذن عن أي تكريد يجري الحديث من قبل مرتزقة
صدام واليوم من قبل فرسان المجتمع المدني؟!
منذ سقوط صدام, كان ولا يزال المطروح, وبالتحديد من قبل معظم,
من كانوا في موقع الضحية لجريمة التعريب القذرة, هو تأمين إعادة المستوطنين
وعوائلهم إلى مناطق سكناهم الأصلية, مع تقديم كل ما يمكن من العون الاقتصادي والسكن الملائم والمرافق
العامة وسائر الخدمات الضرورية التي تساعدهم فعلا وحقا على العيش بشكل طبيعي,
وبعيدا عن مختلف أشكال التوتر, بكل انعكاساتها السلبية على أوضاع أبناءهم النفسية,
ومخاطر تعرضهم إلى ما لا تحمد عقباه, في حال استخدام وجودهم في كركوك, منطلقا لتفجير
الصراعات العرقية, بكل ما هو معروف عن وحشية ودموية, مثل هذه الصراعات وبالشكل
تابع العالم تفاصيله البشعة سواء في أفريقيا أو دول البلقان ......
السؤال : هل من
قبيل الصدفة هذا التوافق الغريب وفي هذا الوقت بالذات, ما بين عفالقة صدام وفروخ
بوش على العمل معا من أجل تصعيد التوتر في كركوك, والزعيق عن خطر التكريد وما أدري
شنو على النحو الذي يردده اليوم جنرالات منظمة المجتمع الوطني؟!
ذلك ما سوف أتوقف عنده لاحقا بالمناقشة
وبالتفصيل و...بالعراقي الفصيح!
* متى يفهم أو يستوعب بعض هولاء المطايا, الذين يتحدثون
وبمنتهى عن ( كل نقطة فيه (المقصود النفط)
هي ملك الجميع منذ أن ولد العراق ..) أن ذلك يتعارض تماما مع الحد الأدنى
من روح الأنصاف والعدالة, لان ثروات
الأرض, يجب أن تكون لخير وسعادة. من يعيش فوق هذه الأرض أولا, ومن ثم سواهم من
الناس , وهذا ما ظل بعيدا عن التحقق ومنذ قرون عديدة من الزمن, وعلى نحو صارخ
وأجرامي في ظل نظام العفالقة الهمج! ...لا يافروخ بوش...خيرات كوردستان للشعب
الكوردي أولا وخيرات الجنوب لشيعة علي أولا, وما يزيد من الخير والبركة, يمكن منحه
طوعا, للمحرومين فقط لاغير, وليس لمن هب ودب من زبالة الأرض, في قلاع العفالقة
التقليدية!
هامش : من المفيد العودة ومطالعة
تعليق العبد لله المعنون: حين يرتدي دعاة المجتمع المدني ....ثياب الجنرال!